أصدرت 16 رابطة وجمعية إسلامية بياناً تدين فيه الظلم الواقع على ثلة من الدعاة والعلماء في السعودية نتيجة أحكام السجن القاسية التي أصدرها القضاء السعودي بحقهم.
وأشار البيان إلى العديد من من هؤلاء العلماء والدعاة من كبار السن وقد أفنوا أعمارهم وشابوا في الإسلام والدعوة إلى الله وتعليم الناس دينهم، وترأسوا مختلف الأقسام العلمية وعمادة الكليات الشرعية في بلاد الحرمين.
واستنكر البيان معاملتهم على هذا النحو وسجنهم والتنكيل بهم بعد كل ماقدموه مستدلاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط”.
كما أشار البيان إلى أحكام السجن الصادرة مؤخراً بحق عدد من العلماء وهم: الشيخ ناصر العمر (الحكم بالسجن 30 سنة)، الشيخ عبد الرحمن المحمود (الحكم بالسجن 25 سنة)، الشيخ عصام العويد (الحكم بالسجن 27 سنة)، الشيخ إبراهيم الدويش (الحكم بالسجن 15 سنة).
وقال في هذا الصدد: “هذه الأحكام الظالمة لم تبن على أي من قواعد العدالة الإلهية المشروعة، ولا القوانين البشرية الموضوعة، بل مبناها على محض التخرص والظنون، وأهواء وبغضاء، مخلوطة برهق غير مسؤول في القضاء، ومقصودها النكاية في أهل الإسلام والسنة والتقرب إلى أعداء الدين والأمة”.
وحذر البيان من أن أحكام السجن العالية قد تكون تمهيدا لإصدار أحكام بالإعدام ضد الدعاة وفي مقدمتهم سلمان العودة، وعوض القرني، وعلي العمري، وآخرون.
وأضاف أن الجهات الموقعة على هذا البيان “تعلن إنكارها هذا المنكر العظيم أشد الإنكار، وتدين بأشد العبارات ما يجري لأهل العلم والفكر والرأي والدعوة بالحسنى في بلاد الحرمين”.
وأكد الموقعون على البيان على مجموعة من النقاط وهي كما ورد في نصه:
- وجوب الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع العلماء الأجلاء والمظلومين كافة، الذين لم تثبت ضدهم تهم وفق محاكمات منصفة وعادلة.
- إنَّ تسييس أحكام القضاء فوق أنه يقضي على احترامه وهيبته؛ فإنه يسيء إلى منظومة الحكم، ويهدد سلم المجتمعات واستقرارها.
- إنَّ تغييب العلماء عن ساحات المجتمعات المسلمة بالسجن والاعتقال الظالم، ومنعهم من نشر العلم الشرعي ومن الدعوة التي أمرهم الله بها، ما هو إلا إسلام الأمَّة إلى أَعدائها وتخلية الساحة لشذَّاذِ الأُمَم وأكابر المجرمين.
- تتوجه الجهات العلمائية الموقعة على هذا البيان إلى الملوك والأمراء والرؤساء في العالم العربي والإسلامي بالتدخل للإفراج عن هؤلاء العلماء والدعاة الذين انتفع بهم المسلمون في العالم بأسره.
- يطالب الموقعون على هذا البيان المؤسسات العلمائية المستقلة والرسمية بالقيام بدورها وواجبها المنوط بها في السعي لنجدة المستضعفين من علماء ودعاة ومفكري المسلمين.
- تطالب الجهات الموقعة على هذا البيان منظمات حقوق الإنسان وجميع الهيئات العدلية في العالم باستنكار هذه الأحكام الظالمة، والسعي في إطلاق سراح هؤلاء المظلومين حماية لحقوق الإنسان التي أكدتها المواثيق الدولية كافة.
ووقع على البيان كل من: 1. منتدى العلماء. 2. دار الإفتاء الليبية. 3. هيئة علماء فلسطين. 4. رابطة علماء فلسطين. 5. رابطة علماء المسلمين. 6. هيئة علماء ليبيا. 7. اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية تركيا. 8. مجمع الخلفاء الراشدين الدعوي – غزة. 9. ملتقى العلماء 10. مؤسسة المرتضى للدراسات والدعوة الإسلامية- إيران 11. ملتقى دعاة فلسطين 12. رابطة علماء أهل السنة 13. الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة. 14. رابطة علماء المغرب العربي. 15. مركز تكوين العلماء-موريتانيا. 16. الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة.
بيان ١٦ رابطة وتجمع علمائي ضد الأحكام الأخيرة الصادرة على بعض علماء ودعاة بلاد الحرمين ونداء للأمة والعالم#ناصر_العمر#معتقلي_الرأي#معتقلو_سبتمبر pic.twitter.com/2glLawyZvO
— رابطة علماء المسلمين (@muslimsc) September 12, 2022
وبدأ الأمير محمد بن سلمان منذ صعوده لسدة الحكم في المملكة عام 2017 وتحوله للحاكم الحقيقي للسعودية بحملة اعتقالات غير مسبوقة استهدفت عديدا من فئات المجتمع السعودي، بما فيها رجال الدين، والمثقفين، ونشطاء حقوق الإنسان، ورجال الأعمال وأمراء من الأسرة الحاكمة.
وأبرز الدعاة الذين تم اعتقالهم في تلك الفترة هم، سلمان العودة وعلي العمري وعوض القرني.
وبحسب المنظمات الحقوقية تقوم السلطات السعودية بانتهاكات عديدة بحق المعتقلين، تشمل التعذيب لاجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها أو التخلي عن مواقفهم المنتقدة للسلطات.
ومنذ قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول أكتوبر 2018، ازداد التوجه الدولي نحو انتهاكات السلطات السعودية بملف حقوق الإنسان إذ تواجه منذ ذلك الحين موجة من الغضب والانتقاد لقمعها المستمر لحرية التعبير والنشاط الحقوقي وتكميم للأفواه.
المصدر: قطر عاجل + الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين