معهد الدوحة للدراسات العليا ينظم المحاضرة الافتتاحية للعام الأكاديمي الجديد

معهد الدوحة للدراسات العليا ينظم المحاضرة الافتتاحية للعام الأكاديمي الجديد

نظم معهد الدوحة للدراسات العليا، المحاضرة الافتتاحية للعام الأكاديمي 2022-2023 بعنوان “الاستشراق والاستغراب: خمسة قرون من التاريخ” وقدمها الدكتور هنري لورانس أستاذ ورئيس قسم تاريخ العالم العربي والإسلامي المعاصر في مؤسسة “كوليج دو فرانس”، وأدارها الدكتور عبد الوهاب الأفندي، رئيس المعهد ونائب الرئيس للشؤون الأكاديمية. أقيمت المحاضرة في المدرج الرئيسي في مقر المعهد بحضور أعضاء من الهيئتين الأكاديمية والإدارية، وباحثي المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات وطلاب المعهد.

استهل الدكتور لورانس محاضرته بتعريف الاستشراق بأنه البحث عن المعرفة الخاصة بالمجتمعات القديمة من حضارات بلاد المتوسط وشمال إفريقيا والساحل الإفريقي، موضحًا أن هذا المدى الجغرافي كان فضاءً للتواصل، سمح بانبثاق الأفكار والأدبيات والبضائع.

وقال الدكتور لورانس إنه حتى فترة الاكتشافات الأوروبية الكبرى وولادة إمبراطوريات ما وراء البحار في القرن السادس عشر، لم يعرف الأوروبيون جيرانهم المسلمين، مضيفًا أنّ المسلمين كان لديهم معرفة جيوسياسية تم استسقاؤها من العثمانيين، كما أنهم عرفوا أوروبا من المجلدات ومن السفراء العثمانيين.

وأشار أستاذ تاريخ العالم العربي والإسلامي المعاصر إلى وجود مرحلة من التوازن حتى القرن الثامن عشر، حين كان هناك علاقات تجارية وسياسية على أساس الندية بين الأوروبيين والامبراطوريات القديمة (في الصين والهند واليابان وإيران والدولة العثمانية( وذلك بسبب التقارب في الأوزان الاقتصادية والعسكرية. ثم بدأت العلاقة بالتغيّر في منتصف القرن الثامن عشر بفعل الثورة الصناعية والحملات الاستعمارية التي أنتجت نوع مختلف من المعرفة يبرز التفوق الأوروبي، وخلقت حركة هيمنة أدت إلى فصل أوروبا عن العالم، لافتًا إلى أن المفكرين الأوروبيين اعتبروا أن أوروبا هي مستقبل الإنسانية.

وأفاد الدكتور لورانس أنّ السرديات الأوروبية تغيرت عبر التاريخ مع توجيه أوروبا سرديات خاصة للشرق، وهذا ما جذب انتباه الشرقيين مع بداية الحملات الاستعمارية ودفعهم للشعور بالخطر ومن ثم إلى حركات المقاومة بطرقها المختلفة. لكن من مفارقات الاستشراق أنه أعطى المجتمعات الشرقية أدوات للصمود في وجه أوروبا ومقاومتها وذلك من خلال دراسة المستشرقين للحضارات القديمة لهذه الشعوب مما يمنحها مفاتيح لحضارتهم المتجذرة.

ولمقاومة الهيمنة الأجنبية، أوضح المحاضر أنه المشرق استشعر في هذه المرحلة ضرورة  تبني الحداثة الغربية حتى يستطيع مقاومتها، معتبرًا أنها الطريقة التي يحدث بها التقارب الكبير اليوم، حيث يتم إعادة التوازن من خلال آليات العولمة التي تعمل على إزالة الخلافات وهو ما لا يمنع صراعات الهوية بين المجتمعات أو داخلها.

وقد شهدت المحاضرة أسئلة ومداخلات عن المراحل التاريخية لتشكّل الأفكار الاستشراقية والتصورات المختلفة عن المسلمين في أوروبا وكيفية مقاومة الهيمنة. يشار إلى أن هذه المحاضرة الافتتاحية السادسة في سلسلة المحاضرات الافتتاحية السنوية التي ينظمها معهد الدوحة للدراسات العليا.

المصدر: صحيفة العرب القطرية

شاهد أيضاً

قطر: جغرافيا مميزة ومركز عالمي للطاقة والسياحة والاستثمار

تتميز دولة قطر بمكانتها البارزة على الساحة الإقليمية والدولية، حيث تجمع بين موقع جغرافي استراتيجي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *