ارتفعت حصيلة القتلى نتيجة الاحتجاجات التي اندلعت في إيران، على خلفية وفاة فتاة أثناء احتجازها في مقر للشرطة، إلى 9 أشخاص، بينهم عنصر أمن إيراني.
وينفي المسؤولون في إيران أن تكون قوات الأمن هي من قتلت المحتجين، وتقول إنهم ربما قُتلوا برصاص مسلحين معارضين.
يأتي ذلك في ظل تواصل الاضطرابات لليوم السادس على التوالي، والتي تصاعدت الخميس بقطع خدمة الإنترنت عن البلاد، وإضرام محتجين في طهران وعدة مدن إيرانية النيران في مركزين ومركبات للشرطة.
وتوفيت “مهسا أميني” (22 عاما) الأسبوع الماضي، بعدما ألقت شرطة الأخلاق في طهران القبض عليها بسبب ارتدائها “ملابس غير لائقة”، وقالت السلطات إنها ستفتح تحقيقا للوقوف على سبب الوفاة.
وأطلقت وفاة “أميني” العنان لغضب عارم بين السكان، وأدت لاندلاع أسوأ احتجاجات تشهدها إيران منذ عام 2019، تركزت معظمها في المناطق الشمالية الغربية التي يسكنها الأكراد في إيران، لكنها امتدت أيضا إلى العاصمة وما لا يقل عن 50 مدينة وبلدة في أنحاء الجمهورية الإسلامية، قبل أن تستخدم الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين.
No more fear #iran #مهسا_امینی #Mahsa_Amini #IranRevolution #يحدث_الآن #احداث #مظاهرات_إیران #مظاهرات #بوتين pic.twitter.com/aBO0aX78a7
— MOHAMMED ALSAADI (@XAEX07) September 21, 2022
مدينة كرمان في إيران تخرج في مظاهرات كبيرة ضد النظام الإيراني. pic.twitter.com/GmQby98VKI
— الرادع التركي 🇹🇷 (@RD_turk) September 22, 2022
بلينكن ناعيا مهسا أميني: على السلطات الإيرانية إنهاء اضطهادها للنساء
والخميس، واجه العديد من مستخدمي الإنترنت في إيران صعوبات في التواصل عبر الشبكات الاجتماعية.
وذكر مرصد “نتبلوكس” لمراقبة انقطاعات الإنترنت ومنظمة هنجاو وسكان محليون أن السلطات فرضت قيودا على الإنترنت.
كما أبدى ناشطون قلقهم من أن يكون قطع الإنترنت تكرار لما حدث في الاحتجاجات على رفع أسعار الوقود في 2019، عندما قطعت الحكومة الإنترنت للسيطرة على الاحتجاجات التي قُتل خلالها 1500 شخص.
وقال سكان، ومرصد “نتبلوكس”، إن إيران حدّت الأربعاء من قدرة المستخدمين على الوصول إلى تطبيقي “إنستجرام” و”واتساب” المملوكين لشركة “ميتا”، وهما اثنان من آخر منصات التواصل الاجتماعي المتبقية في البلاد.
وعلى الأرض، أظهر مقطع فيديو، قيام محتجين في شمال شرق البلاد بالهتاف “نموت نموت وتعود إيران”، بالقرب من مركز للشرطة تشتعل فيه النيران.
كما اشتعلت النيران في مركز شرطة آخر في العاصمة طهران، التي انتقلت إليها الاضطرابات من إقليم كردستان مسقط رأس “أميني”.
مظاهرات إيران pic.twitter.com/8MoVxnh9bT
— دباس 60 الحساب الإحتياطي (@1KVszNrG18mCWyK) September 22, 2022
مظاهرات في مدينة #سردشت بمحافظة #آذربايجان_الغربية إحتجاجا على #مقتل #مهساء_أميني على يد #شرطة_الإرشاد في #طهران#ايران #مظاهرات #كردستان #اهل_السنة pic.twitter.com/pZkRgLqBSv
— حقوق أهل السنة في إيران (@sunnirightsar) September 22, 2022
منظمة إيرانية: قتيلان خلال احتجاجات منددة بظروف وفاة مهسا أميني
كما أعرب المحتجون عن غضبهم إزاء الزعيم الأعلى آية الله “علي خامنئي”، حيث شوهد حشد يهتف في طهران “مجتبى.. نتمنى أن تموت قبل أن تصبح زعيما أعلى”، في إشارة إلى نجل “خامنئي” الذي يعتقد البعض أنه قد يخلف والده على رأس المؤسسة السياسية الإيرانية.
وفي جنوب البلاد، أظهرت تسجيلات مصورة يعتقد أنها بتاريخ الأربعاء، متظاهرين وهم يضرمون النار بصورة عملاقة على جانب مبنى للجنرال “قاسم سليماني” قائد الحرس الثوري الذي قتل في ضربة أمريكية بالعراق في 2020.
كما أفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية بأن رقعة الاحتجاجات امتدت إلى 15 مدينة، مشيرة إلى أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع وفرقت حشودا جمعت قرابة ألف شخص.
وقالت مجموعة “آرتيكل 19” الحقوقية ومقرها لندن، إنها تشعر “بقلق بالغ إزاء تقارير عن الاستخدام غير القانوني للقوة من جانب الشرطة وقوات الأمن الإيرانية” ومنها استخدام الذخيرة الحية.
وذكرت وكالة “إرنا” للأنباء أن المتظاهرين عطلوا حركة المرور في بعض المناطق وأشعلوا النار بمستوعبات النفايات ومركبات الشرطة، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة وردّدوا شعارات مناهضة للنظام.
مظاهرات في الاحواز المحتلة ## #يسقط دولة إيران الاهاربية
#ایران_رأس_الارهاب pic.twitter.com/r81aTOCFnq
— Jalal alboshoka (@jalalAlboshoka) September 22, 2022
#عاجل
🔴
المحتجين في #كرمان #إيران يقومون بحرق صورة #سليماني و #المهندس الإرهابيين.#مظاهرات_إیران #العراق #لبنان #سوريا pic.twitter.com/5iIIjJCkoR— 💚🇸🇦Abo thamer (@AbothamerMmm) September 22, 2022
إضراب ومظاهرات في مدن إيرانية احتجاجا على مقتل مهسا أميني
وشملت الاحتجاجات طهران ومدنا أخرى بما فيها مشهد في شمال شرق البلاد، وتبريز في الشمال الغربي، وأصفهان في الوسط وشيراز في الجنوب، وفق إرنا.
وهتف المتظاهرون “الموت للدكتاتور”، و”نساء.. حياة.. حرية”، وفق أشرطة الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم القيود التي فرضت على الإنترنت.
ويخشى حكام إيران من تجدد الاضطرابات التي شهدتها البلاد عام 2019 احتجاجا على ارتفاع أسعار البنزين، والتي كانت الأكثر دموية في تاريخ الجمهورية الإسلامية.
وتلعب النساء دورا بارزا في الاحتجاجات، إذ يقمن بالتلويح بأغطية رؤوسهن أو حرقها، وتقوم بعضهن بقص شعرهن في الأماكن العامة.
ومنذ الثورة الإسلامية عام 1979 في إيران، يتم إلزام النساء قانونا بارتداء ملابس “إسلامية محتشمة”، ويعني هذا عمليا أنه يجب على النساء ارتداء شادور، أو عباءة لكامل الجسم، أو غطاء رأس ومعطف يغطي أذرعهن.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت إيران عدة حملات ضد الحجاب الإلزامي، لكن شرطة الأخلاق الإيرانية، شنت حملة ضد النساء المتهمات بعدم الامتثال لقواعد اللباس؛ ما دفع معارضي هذا التوجه للمطالبة باتخاذ إجراء.
في مواجهة الاحتجاجات.. شرطة إيران تصف وفاة مهسا أميني بالحادث المؤسف
بقص شعرهن وحرق حجابهن.. إيرانيات يعبرن عن غضبهن لمقتل الفتاة مهسا أميني (فيديو)