"يحاولون قتلنا".. سياسة "صفر كوفيد" في الصين تعمق معاناة الإيغور

“يحاولون قتلنا”.. سياسة “صفر كوفيد” في الصين تعمق معاناة الإيغور

بينما تنتهج الصين سياسة “صفر كوفيد” التي تقضي بعدم السماح بانتشار فيروس كورونا، لأقصى حد ممكن، فإن الإيغور، وهم مجموعة عرقية مسلمة، يزدادون يأسا، وفق الشهادات التي نشرتها منصة “كودا ستوري“.

تقول المنصة بأن أعضاء من أقلية الإيغور، كشفوا أنهم يعانون من قسوة تدابير الحكومة الصينية، التي وإن مست الشعب بأكمله إلا أنها جعلت من حياتهم أصعب، ولا سيما في ظل التضييق الذي يعيشونه والملاحقات اليومية التي تطالهم.

وتعرضت أجزاء من إقليم شينجيانغ، شمال غرب الصين، لحظر قاسٍ لأكثر من 40 يوما.

“أشعر بالجوع”

رحمة،  امرأة من الإيغور تعيش في إسطنبول بتركيا، تم تغيير اسمها لحماية عائلتها، قالت المنصة، نقلا عن زوجها المتواجد في أورومتشي عاصمة شينجيانغ : “إنهم يحاولون قتلنا بشكل ممنهج”.

الرجل اشتكى مرة لزوجته أنه يشعر بالجوع والضعف لدرجة أنه لا يستطيع مواصلة الحديث معها.

قال لها: “ليس لدي الطاقة للتحدث”. 

وصفت رحمة كيف أن زوجها  الذي قضى ثلاث سنوات في أحد معسكرات “إعادة التأهيل” سيئة السمعة في شينجيانغ قبل إطلاق سراحه في وقت سابق من هذا العام  أنه “دُمّر” بسبب الإغلاق. 

قالت بالخصوص “لقد ظل محبوسا داخل شقته لأكثر من شهر وإمداداته الغذائية تتضاءل تماما”.

وأفاد أعضاء من الإيغور عبر مقاطع فيديو نشرت على تطبيق “دوين”، النسخة المحلية من” تيك توك” بأنهم يعانون من الجوع جراء نفاد مدخراتهم الأساسية بما في ذلك الإمدادات الطبية. 

ويظهر أحد مقاطع الفيديو شابا ملقى على الأرض. 

وتقول المرأة التي تصوره: “لقد فقد وعيه.. كان يتضور جوعا، واستلقى في الفناء وبقي هنا منذ ذلك الحين”. 

وفقا لإذاعة آسيا الحرة، مات ما يصل إلى 22 شخصا “بسبب الجوع أو نقص الرعاية الطبية” في 15 سبتمبر في غولجا، ثالث أكبر مدينة في شينجيانغ.

وكتب أحد المعلقين على موقع “ويبو” ، مشيرا إلى غولجا: “لقد ظلت المدينة بأكملها مغلقة وصامتة لمدة 41 يومًا، لكنهم الآن، كسروا صمتهم”.

وتُظهر مقاطع أخرى تم تحميلها على التطبيق أمهات يعتنين بأطفال مصابين بالحمى، وسكان محليين يتجادلون مع الشرطة عند نقاط التفتيش، وأشخاصا ينهارون في الشوارع، “على ما يبدو بسبب الجوع” وفق تقرير المنصة.

قلق

يشعر الإيغور الذين يعيشون في جميع أنحاء العالم بالقلق من الأخبار التي يتلقونها، ويقولون إنهم قلقون للغاية بشأن أقاربهم في المنطقة.

اقرأ ايضاً
السلطات الصحية الأميركية تسمح باستخدام لقاحي "فايزر" و"موديرنا" للأطفال الصغار

وأنشأ نشطاء مجموعات عديدة على المنصات الاجتماعية في محاولة لجمع والتحقق من الأدلة التي يتم تحميلها على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، ثم مواجهتها بها.

ونظم مجتمع الإيغور في تركيا وهولندا وأستراليا احتجاجات ضد الإغلاق خارج السفارات الصينية، بينما يجري التخطيط للمزيد في الولايات المتحدة ومن غربية أخرى.

ومطلع الشهر الجاري، نشر تقرير لمفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان حول الجرائم المحتملة ضدّ الإنسانية في إقليم شينجيانغ، كشف حجم معاناة الإيغور.

ورحب عدد كبير من الدول الغربية بهذا التقرير الواقع في 48 صفحة، معتبرين أنه قاعدة متينة  للتنديد بالانتهاكات التي ترتكبها السلطات الصينية، في الوقت الذي انتقدته فيه بكين التي مارست ضغوطاً قوية وشنّت حملة لمنع نشره.

وتحدثت الأمم المتحدة في هذا التقرير عن “جرائم محتملة ضد الإنسانية” كما أوردت “أدلّة موثوقة” على التعذيب والعنف الجنسي ضد أقلية الأويغور، داعية المجتمع الدولي إلى التحرّك. 

ورغم أنّ التقرير لم يتضمّن أيّ جديد بشأن ما كان معروفاً عن الوضع في شينجيانغ، إلّا أنه حمل تأكيد الأمم المتحدة على الاتهامات الموجّهة منذ فترة طويلة ضدّ السلطات الصينية.

تعتيم

الآن، تقول المنصة التي نشرت شهادات الإيغور، يزيد الإغلاق الشديد على السكان الإيغور الذين عانوا سنوات من أقسى حملة مراقبة في العالم، من معاناتهم، وسط تعتيم كبير من بكين.

قال ياكيو وانغ، كبير الباحثين الصينيين في هيومن رايتس ووتش: “ترتكب الحكومة الصينية بالفعل جرائم ضد الإنسانية في شينجيانغ باسم مكافحة الإرهاب”. 

ثم تابع “الآن، وعلاوة على ذلك، تحبس السلطات الناس في منازلهم باسم سياسة عدم انتشار الفيروس، وتحرم العديد من السكان من الحصول على الطعام والرعاية الطبية وضروريات الحياة الأخرى”.

وفي أماكن أخرى في الصين، لا تزال التدابير الصارمة للوقاية من كورونا سارية، حيث يتم وضع المدن في جميع أنحاء البلاد في كثير من الأحيان تحت الحجر الصحي دون سابق إنذار.

وفي مقاطعة غويتشو جنوب غرب البلاد، تعرضت حافلة كانت تقل السكان إلى مركز الحجر الصحي، لحادث، الأحد الماضي، مما أسفر عن مقتل 27 شخصا. 

وأظهرت صورة سائق الحافلة وهو يقود ليلا مرتديا نظارات واقية وقفازات وبدلة واقية كاملة.

وتسبب الحادث في ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، والتي سرعان ما قمعت من قبل الرقابة. 

كتب أحد مستخدمي “ويبو”: “مصيرنا مثل تلك الحافلة، القيادة في الليل مميتة”.

المصدر: الحرة

شاهد أيضاً

إدمان الإباحية

إدمان الإباحية… 9 طرق للتخلص منها

إدمان الإباحية أصبح الإدمان على الأفلام الإباحية وغير الأخلاقية في مجتمع اليوم مصدر قلق لكثير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *