نفذ آلاف التونسيين الثلاثاء، إضرابا بمدينة جرجيس جنوب تونس؛ للمطالبة بالكشف عن حقيقة حادثة غرق مركب يقل 18 شخصا من أبنائهم في هجرة غير نظامية، منددين في الوقت ذاته بدفن ذويهم بمقبرة المهاجرين الغرباء (دون تحديد هوية المدفونين)
وفي 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، فُقد الاتصال بمركب صيد قبالة البحر المتوسط يضم 18 شخصا من أهالي جرجيس بمحافظة مدنين جنوبي البلاد، وحتى الثلاثاء تم انتشال 14 جثة من البحر، وتم التأكد من هويات 6 ممن كانوا على متن القارب.
وتشهد جرجيس منذ نحو شهر حالة احتقان خاصة بعد اتهام الأهالي للسلطات بالتراخي في البحث عن أبنائهم المفقودين في البحر، إضافة إلى دفن 4 جثث في مقبرة حدائق أفريقيا (مخصصة لدفن الجثث مجهولة الهوية) دون التثبت من هوياتهم.
“الشعب يريد أولادنا المفقودين”.. هكذا هتف محتجون تونسيون وسط مدينة #جرجيس الساحلية، مطالبين السلطات بالبحث عن مهاجرين تونسيين فُقد أثرهم، ومنددين بدفنهم في “مقابر مهاجرين” عادة ما يدفن فيها مهاجرون من جنسيات أخرى، وفق فرانس برس.#الحرة #الحقيقة_أولا #شاهد_الحرة pic.twitter.com/nH0Fxps5YV
— قناة الحرة (@alhurranews) October 13, 2022
وتسبب إضراب اليوم في إصابة المدينة بشلل تام، حيث أغلقت المؤسسات الإدارية والتعليمية أبوابها في جرجيس استجابة لقرار المكتب المحلي لاتحاد الشغل (فرع عن الاتحاد العام التونسي للشغل / أكبر منظمة شغيلة) بتنفيذ الإضراب.
ورفع المحتجون أيضا شعارات تطالب بالتنمية وتحسين أوضاع المدينة؛ للحد من نزيف الهجرة باتجاه سواحل أوروبا في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر قوارب متهالكة.
وأظهرت صور من جرجيس الشوارع وقد اكتظت بالمحتجين، ومن بينهم عائلات المهاجرين، وأغلقت جميع المتاجر والمؤسسات الحكومية والخاصة أبوابها، الثلاثاء.
تظاهرات تونس: لماذا عاد شعار «إسقاط النظام»!
ونظم الأهالي صباح اليوم موكب دفن للشاب “ياسين عبد الكريم” (أحد الذين كانوا على متن القارب) بعد التعرف على هويته.
ووسط المدينة اجتمع الآلاف أمام مقر المعتمدية (تقسيم ترابي) حيث انتظمت وقفة احتجاجية.
ورفع الحاضرون لوحات كتبت عليها شعارات من قبيل “وين دفنتوا البقية (أين دفنتم بقية المهاجرين؟)” و”القضية قضية رأي عام” و”18 /18″ (في إشارة إلى عدد المفقودين على القارب).
وقال “سليم زريدات”، الذي كان ابنه “وليد” البالغ من العمر 15 عاما، من بين المفقودين “حتى اليوم ما زالت الدولة تتجاهلنا ولا تبحث حتى عن الغرقى”.
وأضاف “ما الذي فعلته لنا الدولة لمنع أطفالنا من الهروب؟ هل هناك وظائف؟ هل هناك مراكز ثقافة أو ترفيه؟ لا شيء”، مضيفا أن وليد شعر أن لا مستقبل له في تونس رغم كونه طالبا ممتازا” حسبما نقلت “رويترز”.
ومع ركود الاقتصاد في السنوات الأخيرة وتعرض المالية العامة لأزمة غير مسبوقة وسط اضطرابات سياسية، يلجأ عدد متزايد من التونسيين إلى قوارب متهالكة في كثير من الأحيان للانضمام إلى طريق الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
ولقي العشرات من التونسيين حتفهم بالفعل هذا العام غرقا بينما كانت القوارب تحاول السفر باتجاه موانئ الساحل الشرقي إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
لثالث ليلة.. تجدد الصدامات بين محتجين وقوات الشرطة في تونس