على بعد خطوات من محطة مترو المنطقة الحرة و4 كيلومترات من مطاري حمد الدولي والدوحة الدولي، تقع قرية المشجعين في رأس بوفنطاس التي تحولت إلى ملتقى دولي لجنسيات من مختلف بقاع الأرض، ما يساهم في إيصال رسالة مونديال قطر وهى «التقارب بين الشعوب وتقبل الآخر». تعج القرية بالحيوية والنشاط منذ الصباح الباكر، حيث يخرج المشجعون من الكبائن السكانية -التي توفر لأول مرة في بطولة كأس العالم- للاستجمام بأشعة الشمس الدافئة أو لتناول الإفطار من سلسلة المطاعم المتنوعة بالقرية أو ممارسة رياضة المشي.
«العرب» عايشت الأجواء داخل القرية، واطلعت على الخدمات الترفيهية التي تقدمها القرية للمشجعين من ملاعب للبادل وكرة القدم وكرة الطائرة وشاشة سينما عملاقة لمشاهدة مباريات البطولة ومركز للياقة البدنية وقاعات متعددة الأغراض، بالإضافة إلى كافيهات ومطاعم عالمية ومحلية وهايبر ماركت. ووصف المشجعون تجربتهم السكانية بـ»الممتعة والاستثنائية» لأجوائها المختلفة عن الفنادق والاندماج الواقع بين جنسيات متعددة خلال مشاهدة المباريات، معتبرين أن الموقع الجغرافي القريب من مرافق النقل العام ومطاري الدولة وأسعار الإقامة أكثر ما يميز قرية المشجعين.
وتضم قرية المُشجعين بالمنطقة الحرة في رأس بوفنطاس 4600 كابينة سكنية لمُشجعي بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، بالإضافة إلى ملاعب ومطاعم وخدمات ترفيهية مُتنوعة للسكان. وتوفر كبائن قرية المُشجعين اختيارات ما بين غرفة نوم مزدوجة أو ثنائية مُكيفة بدورة مياه داخلية وتشمل وسائل الرفاهية المتواجدة في كل كابينة لوازم إعداد الشاي والقهوة، وزجاجتي مياه يوميا، وثلاجة، وأغطية وبيّاضات أسرّة، ومناشف حمام.
وتشمل المرافق الموجودة في القرية عددًا من منافذ الطعام التي تُقدم مجموعةً من المأكولات، بالإضافة إلى ملاعب وخدمات ترفيهية مُميزة للزوار مثل شاشة سينما ومركز للياقة البدنية وقاعة رياضة وملعب تنس وملاعب كرة قدم وملاعب سلة وكرة طائرة، كما تمتاز بموقعها المثالي على مقربة من محطة مترو المنطقة الحرة، ما يُتيح للضيوف الفرصة لاستكشاف مناطق الدوحة بشكل أوسع، والمواقع السياحية الرئيسية التي تقع على مقربة منها، مثل مشيرب قلب الدوحة، وسوق واقف، ومتحف قطر الوطني ومنطقة الكورنيش كما بالإمكان للمُشجعين الوصول إلى الوسيل واللؤلؤة والوكرة عبر استخدام خدمات المترو، كما تضم مكتب استقبال وخدمات الضيوف على مدار الساعة، وخدمة واي فاي مجانية، بالإضافة إلى خدمة تنظيف الغرف مرتين في الأسبوع، ومنافذ أطعمة ومشروبات في الموقع.
معاذ رضوان: القرب من 3 استادات نقطة تميز
عبر الشاب الليبي معاذ رضوان عن رضاه الكبير باختيار الإقامة في قرية المشجعين في منطقة رأس أبوفنطاس، مؤكدا أن الهدف من حجز السكن بالقرية معايشة الأجواء الجماهيرية بالقرية خلال أيام عدم الذهاب إلى الاستادات لمشاهدة المباريات.
ويقول معاذ – الذي كان يتجول في القرية بالسكوتر الكهربائي مع والده- إن «الخدمات بالقرية ممتازة، إلا أن أسعار الطعام في بعض المطاعم مبالغ بها، لكن نستطيع الحصول على وجبات عبر الطلبات الخارجية»، مضيفا «المكان يتميز بالخدمات الترفيهية والملاعب الرياضية وسهولة التنقل في أرجاء القرية عبر السكوتر، بالإضافة إلى الشاشة الكبيرة لمشاهدة المباريات جالسين على المقاعد الإسفنجية». ويضيف إن قرية رأس أبوفنطاس «تتميز بموقعها القريب من محطة المترو والمطار، بجانب وجود أتوبيسات للنقل إلى جميع الأماكن السياحية في الدوحة، بجانب وجودنا على مسافة قريبة من 3 استادات (الثمامة والجنوب و974) تستضيف مباريات لكأس العالم، وهذا أمر مميز يصعب تكراره».
وأشار إلى أن زيارته إلى الدوحة كانت ممتعة كرويا وترفيهيا، حيث حضر مباريات البرازيل مع الكاميرون، والبرازيل وسويسرا، وقطر وهولندا، وبلجيكا والمغرب، معتقدا أن هذا النسخة من البطولة ستكون الأفضل على الإطلاق بأجوائها المصاحبة للمباريات، خاصة أنه حضر النسختين الماضيتين في 2014 و2018.
خوسانيل سانشيز: الأسعار تناسب الإقامة الطويلة
أشاد الصحفي المكسيكي خوسانيل سانشيز الذي يقيم في القرية بالخدمات الترفيهية المقدمة للمقيمين بها، مؤكدا أنها متكاملة من الناحية الفندقية بجانب أنها تحمل أجواء مونديالية.
ورأى سانشيز أن تجربة الكبائن السكانية أو ما يعرف بقرى المشجعين المقامة لأول مرة في كأس العالم فيفا قطر 2022 استثنائية ومختلفة عن الحياة الفندقية، ولها مميزات تشاركية في الحياة اليومية ومشاهدة المباريات عبر الشاشات الكبيرة في الهواء الطلق.
وعن أسباب اختياره للإقامة بالقرية، قال الشاب العشريني الذي كان برفقة صديقه في السكن «هنا سعر الليلة الواحدة 200 دولار، وهو مناسب لأصحاب الإقامات الطويلة كما هو حالي بحكم حضوري إلى هنا لتغطية أجواء البطولة على مدار أيامها، بالإضافة إلى أن الخدمات هنا مميزة في المطاعم والكافيهات.
محمد عثامنة: إشادة الأصدقاء دفعتني للإقامة بالقرية
قال الفلسطيني محمد عثامنة الذي وصل قبل يوم إلى قرية المشجعين، إنه أجرى استشارات مع مجموعة من الأصدقاء قبل حجز الإقامة في المكان، وبناء على ردود الفعل الإيجابية والاشادات بالأجواء المختلفة في القرية قررت الإقامة في القرية بصحبة صديقي.
وأضاف عثامنة: «اشادات الأصدقاء عن القرية لم تعطها حقها، بالعكس الأمر أكثر تنظيما وتنسيقاً مع وجود العاملين في القرية بكل مكان لمساعدة المشجعين، الأمر حقا لا يصدق بأن يكون هذا المستوى من الخدمة والتنظيم في دولة عربية».
وأشار إلى إقامته في الدوحة مستمرة حتى يوم الخميس المقبل يتخللها الاستمتاع بالمناطق الترفيهية للمشجعين وحضور مباراتين في ثمن النهائي التي يتوقع أن تكون واحدة منها للبرازيل والأخرى للبرتغال التي تعد منتخبه المفضل، منوها إلى أنه سيزور اليوم منطقة سوق واقف ومشيرب والكورنيش.
ويعتبر أن ما تقدمه قطر خلال البطولة على مستوى الخدمات والتنظيم داخل وخارج الملاعب «فخر لكل العرب»، وأن الحضور إلى الدوحة بهدف دعم هذه البطولة والاستمتاع بأجوائها خاصة أنها تقام في أجواء عربية خالصة.
وجدان حبيش: اختيار موفق بعيد عن التقليدية
«كان اختياراً موفقا».. بهذه العبارة وصف الفلسطيني وجدان حبيش، حجز إقامته في الدوحة بقرية المشجعين في منطقة رأس أبوفنطاس، مؤكدا أنه تردد في البداية السكن بالكبائن والاتجاه للإقامة في فندق إلا أن الرغبة في عيش أجواء رائعة بالمونديال والخروج عن النمط التقليدي للسفر والإقامة حسم الأمر.
ويقول حبيش -الذي كان متجهاً رفقة أخته نحو محطة المترو للذهاب إلى سوق واقف- إن القرية تتميز بأشياء مختلفة عن الحياة الفندقية مثل التجمعات في الهواء الطلق مع الجماهير متعددة الجنسيات لمشاهدة المباريات على الشاشة السينمائية في حال عدم شراء تذاكر، ووجود ملاعب رياضية مختلفة تساعد على الاستمتاع بالوقت حال عدم الخروج من القرية، بالإضافة إلى مجموعة مميزة من المطاعم والكافيهات.
ويضيف إنها «تجربة مختلفة وجديدة في تاريخ بطولات كأس العالم، وبحكم سفري إلى أكثر من مونديال آخرها المقام في روسيا»، معتبرا أنها «تجربة ممتازة بمستوى فندقي ويجب تكرارها في البطولات المقبلة».
ويشير إلى أنه وصل إلى الدوحة من أجل مشاهدة مباراة البرتغال وسويسرا في دور الـ16.