عندما تقضي الكثير من الوقت مع صديق، هل تجد لهجتك تتغير؟. إذا كان الأمر كذلك، فأنت لست وحدك، حيث كشفت دراسة جديدة أن الناس يبدأون في التحدث مثل بعضهم البعض عندما ينفذون المهام معا.
وأجرى باحثون من جامعات بنسلفانيا دراسة للتحقيق في “التقارب الصوتي” – وهي ظاهرة تحدث عندما يبدأ الناس في تقليد نطق أصوات الحروف المتحركة عند التحدث إلى شخص بلهجة مختلفة.
وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أنه كلما كانت المهمة أكثر جاذبية، زاد معدل التقارب الصوتي.
وأجريت الدراسة في مشروع بحثي مشترك بين جامعة ولاية بنسلفانيا وجامعة فيلانوفا.
وفي الدراسة، عمل المشاركون معا في سلسلة من ألغاز مطابقة الكلمات أثناء إكمال إما “مهمة جذابة للغاية” – التنقل في عالم افتراضي في لعبة الكمبيوتر Minecraft – أو مهمة أقل جاذبية – النقر فوق الكلمات من قائمة.
وتولى المشاركون دورين، المخرج والمسيّر، مع سيطرة المخرج على المحادثة.
وتم إعطاؤهم 30 كلمة لاستخدامها أثناء قيام العلماء بقياس السمات الصوتية للكلمات التي قالها كل مشارك.
وشمل ذلك الترددات وطول حرف العلة ووقت بدء الصوت (VOP)، وهي الفترة الزمنية بين إطلاق الصوت الانفجاري وبداية الاهتزازات الصوتية.
ووجدت الدراسة، التي تحمل عنوان “تأثير مشاركة المهام على التقارب الصوتي”، المنشورة على موقع ScienceDirect، أن أجزاء من لهجات المشاركين مثل التردد وطول حرف العلة تغيرت، لتتقارب لتبدو أكثر شبها ببعضها البعض.
ومع ذلك، لم يُسمع هذا إلا أثناء النشاط الجذاب للغاية.
كما أن عدد المرات التي يلتقط فيها الأشخاص لهجة شخص آخر يعتمد أيضا على مدى انخراطهم في المهمة التي يقومون بها. وكلما زاد تفاعل شخص ما في المحادثة، زاد تأثير صوته.
وأثرت عوامل مثل جنس المتحدث وعرقه ودوره في المحادثة، على سبيل المثال ما إذا كان يقود المحادثة أو مجرد مشارك، أيضا على مدى سهولة التقاط لهجة شخص آخر.
ومع ذلك، لم تؤد المهام ذات الارتباط الضئيل إلى نفس القدر من التقارب.
وخلصت الدراسة إلى أن “درجة انخراط المشاركين في المهام التجريبية تؤثر على مدى تقاربهم صوتيا.
وفي هذه الدراسة، أدت مهمة المشاركة العالية إلى تقارب أكبر بين المحاورين.
وسهلت هذه المهمة المزيد من استخدام المشاركين من خلال إشراكهم في عالم افتراضي يمكنهم استكشافه والتفاعل معه.
وفي العام الماضي، وجدت دراسة من جامعة بنسلفانيا أيضا أن الكثيرين منا يقلدون صوت صديق أو شخصية تلفزيونية بعد سماعهم يتحدثون في ظاهرة تُعرف باسم “التقارب اللغوي”.
المصدر: ديلي ميل