سفر نيتنياهو إلى الإمارات تقرر و إلغي عدة مرات من قبل حتى قبل عودته إلى السلطة في الكيان الصهيوني.
نعم لقد شاركت العديد من الدول الخليجية بالتقارب مع إسرائيل وصولاً إلى التطبيع و لكن الشعوب ليست راضيةً عن هذا و لا عن سياسات حكامها.
وبين أخذ و رد بين الأحداث الحالية التي تجري في المنطقة و منعرجات مسار العلاقات بين دول المنطقة وإسرائيل يتبين لنا العديد من الأسباب التي تؤدي إلى كل هذه المماطلة.
في البداية يلح سؤال مهم على بال كل متابع للأوضاع في المنطقة. ماهو السر وراء الإصرار على سفر نيتنياهو إلى الإمارات ؟
لابد أن إسرائيل تبحث عن قبول إجتماعي و شعبي و دولي بين الدول العربية و شعوبها عساها تنسى قضية فلسطين، فالعلاقة القوية مع الدول العربية صاحبة منابع الطاقة و عواصم اتخاذ القرار اسلامياً و عربياً و إقتصادياً يسمح لإسرائيل بالتمتع بالعيش الرغيد في بلادنا العربية و من ناحية أخرى بحسب زعم إسرائيل فإن هذا التقارب و التطبيع يؤمن الحماية للدول العربية من خطر إيران. في حين أن إيران في الحقيقة هي خطر على وجود الكيان الصهيوني و ليست خطراً على جيرانها العرب و إخوتها في دين الإسلام.
بالطبع قد يكون هذا السبب الوجيه وراء سفر نيتنياهو إلى الإمارات. ولكن..
في هذا الصدد قال الخبير في شؤون غرب آسيا حسن مروان: لقد أدركت الإمارات في وقت مبكر جدًا أن إسرائيل لا تستطيع توفير أمنها ، لكن العلاقة مع إيران ودول أخرى في المنطقة يمكن أن توفر لها الأمن، وأشار إلى أن الإمارات دولة علاقتها مع الدول الأخرى سياسية وليست أيديولوجية.
وأوضح أن جمهورية إيران الإسلامية هي أكبر دولة في المنطقة وأن نصف سواحل الخليج العربي تنتمي إلى إيران.
وذكر الخبير في شؤون غرب آسيا أن فكرة الإمارات في التواصل مع الكيان الصهيوني كانت أن يحل محل الولايات المتحدة في غرب آسيا ويوفر لهم الأمن ، قائلاً: أدركت الإمارات في القريب العاجل أن إسرائيل لا تستطيع توفير أمنها. بدلاً من ذلك ، يمكن للعلاقة مع إيران ودول أخرى في المنطقة أن تضمن أمنها ، غير أن إيران لا تغتصب حق العرب المسلمين و لا تدنس مقدساتهم كما حصل سابقاً على يد الكافر الصهيوني بن غفير و تقرر على خلفيته إلغاء سفر نيتنياهو إلى الإمارات.
وأوضح رويوران: لذلك ، فإن تصريحات العديد من المسؤولين الإماراتيين بعد إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني هي خط زائف حول فكرة أن أمنهم سيحدده النظام الصهيوني.
في النهاية ، أشار الخبير في شؤون غرب آسيا: إن إقامة أي اتصال مع الكيان الصهيوني يعني تأكيد سياساته القمعية واللاإنسانية.
وتجدر الإشارة إلى أنه كان من المفترض أن يقوم بنيامين نتنياهو بأول رحلة دبلوماسية له إلى الإمارات بعد عودته إلى السلطة ، على رأس وفد يركز على “إيران وتعزيز العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة”. وقد اشعيت الشائعات حول إلغاء سفر نيتنياهو إلى الإمارات فمنهم من قال بسبب بن غفير مقتحم الأقصى و مدنس المقدسات و منهم من قال بسبب خلافات مع الأردن و عدم إمكانية تنسيق رحلة جوية إلى الإمارات عبر الأجوائ الأردنية.
وهنا لا بد لنا من التوضيح أنه من يظن سوءً بالصهاينة فلاد له أن يكون قد فهم حقيقتهم ومن هنا يمكن القول أن الإمارات فهمت قصد الصهاينة من تقوية العلاقات مع دول الخليج حيث أنها تريد أن تجعل من الدول الخليج العربي سداً بشرياً و عسكرياً و إقتصادياً ضد إيران التي تقوى يوماً عن يوم وبهذا تكون دول الخليج العربي في عدائها مع إيران على مسائل حدودية و مذهبية هي ضحية الصراع الإيراني الصهيوني.