روشتة لحماية عيالنا من مخاطر مواقع التواصل

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تحدٍّ جديد على منصة تيك توك تسبب في وفاة طفلين وبالغ وإصابة آخرين بأعراض متفاوتة الخطورة، وكيفية حماية أطفالنا من هذه المنصات التي تعرض حياتهم للخطر.
ولعل أحد الحلول المطروحة هو حظر هذه المنصة كما حدث في الأردن، لكن قبل تحرك الحكومات على الأفراد والأسر التحرك لحماية أبنائهم. ولعل الوصول إلى تحقيق ذلك يحتم علينا التأكيد على أهمية وعي المربين بالفرق بين مفهومي التربية والرعاية، حيث يقوم مفهوم الرعاية على تأمين الوالدين أو من ينوب عنهما في تأمين الاحتياجات والمتطلبات المادية الأساسية من مأكل وملبس وحاجات جسدية من طب ودواء، في حين يقوم مفهوم التربية على أهمية الوعي بالاحتياجات النفسية والعاطفية والعقلية والروحية للطفل مع التوجيه والتدريب والإرشاد بالصبر والاستمرارية». ويرفض أغلب الآباء والأمهات التدخل في تربية أبنائهم أو إملاء ما يجب عليهم فعله في تنشئتهم، لكن…!!! مع الانفتاح والتطور المتسارع والمناداة بالحرية والتقدم التكنولوجي أصبح لنا شريك خفي في تربية أبنائنا سواء وافقنا أم اعترضنا، هذا الشريك أو الشركاء، إن صح التعبير، لهم الأثر الأكبر في برمجة عقولهم والعبث بفطرتهم وتوجيه سلوكهم وقيادة أحلامهم وطموحاتهم إلى حد أصبحت هناك حاجة لوقفة جادة للحد من هذا الأثر كي لا نفقد أبناءنا ونعجز عن التفاهم معهم ونندم حيث لا ينفع الندم.
وهنا يجب التركيز والتشديد على أهمية معرفة الآباء بقداسة دورهم والوعي بأهمية التربية الواعية الموجهة وتأسيس الأبناء بقاعدة من القيم والمبادئ والسلوكيات الإيجابية التي تؤهلهم لخوض الحياة بكل ما فيها، وذلك بـأن يكونوا قدوة صالحة لأبنائهم ديناً وخلقاً.
وأن يشبعوا حاجاتهم النفسية من حب واهتمام واحتواء وتقبل وشعور بالانتماء، بالإضافة إلى أن يعملوا على إعدادهم لحمل المسؤولية تدريباً وتوجيهاً، وأن يكونوا مصدراً لثقتهم ومستودعاً لأسرارهم ناصحين أمناء، ويفخروا بهم ويتقبلوهم على اختلافاتهم فلكل واحد منهم نقاط قوة وضعف تختلف عن الآخر.
نقطة مهمة جدا تكمن في أهمية أن ينصت الأولياء إلى أبنائهم ويحاوروهم ويبتعدوا عن كل ما قد يوتر علاقتهم بهم من لوم أو نقد سلبي.
وأولاً وأخيراً أن يدعوا لهم بالهداية والرشد والصلاح «أبناؤنا هم مستقبلنا ومستقبل أوطاننا فحري بنا أن نعمل لبناء هذا المستقبل بوعي وعلم وإتقان».

المصدر: جريدة العرب القطرية