علماء لـ العرب : مواصلة الطاعات بعد رمضان.. وقاية من الغواية والضلال

شهر رمضان شهر الرحمة …علماء لـ العرب : مواصلة الطاعات بعد شهر رمضان.. وقاية من الغواية والضلال

مواصلة الطاعات بعد شهر رمضان.. وقاية من الغواية والضلال

أكد دعاة ضرورة مواصلة الطاعات بعد رمضان، وأنها من علامات قبول الطاعة من المسلم، وأن من الغواية والضلالة أن يمن الله تعالى على عبده في شهر رمضان بالباقيات الصالحات من الصيام والصلاة والدعاء والقيام وتلاوة القرآن والبر والإحسان والمسارعة للخيرات فإذا أتم عليه النعمة، نكص على عقبيه ورجع إلى سابق عهده مع الذنوب والمعاصي والتجاوزات.

وقالوا في تصريحات لـ «العرب» إن السلف الصالح رحمهم الله ورضي عنهم كانوا يسألون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، فإذا بلغهم رمضان سألوه ستة أخرى أن يتقبله الله منهم.

ونوهوا بأنه من علامة قبول الطاعة أن يتبعها المسلم بطاعة أخرى، وإنه يشرع لنا أن نصوم ستة أيام من شوال، وقد ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم إنه قال: «من صام شهر رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر»، أي العام كله، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من صام يوماً في سبيل الله نافلة لا فريضة باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفاً».

شهر رمضان
شهر رمضان

د. المريخي:  احذروا من المعاصي بعد الطاعات

حذر فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن حسن المريخي من خطورة الذنوب والمعاصي التي تأتي عقب مواسم الطاعات، وقال إن الرجوع إلى المعاصي بعد ما كان من العباد من التوبة والإنابة والعهود والمواثيق، علامة سيئة وعلامة على رد العمل وتهيئة لخاتمة سيئة.

وقال إن الإنسان الرشيد هو الذي يوفق لتقييم العمل وتثمين الجهود وتقدير النعم واتقاء العواقب الوخيمة وتفادي المنازل الرذيلة، وإن الرشيد أيضاً هو الذي وفقه الله وهداه فنظر في النعم وقلّب ناظره في المنن، وفكر فيما حوله من الدنيا وما ينزل فيها من الفتن فاسترشد فكان ذا عقل كامل ورأي سديد وتصرف حميد.

وأضاف: الاستقامة يوفق إليها الراشد برشده بعد إذن الله عز وجل، لأنه يوقن أن الاستقامة على الصراط المستقيم فلاح ونجاح ونجاة (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون).

وتابع: إن الاستقامة علامة القبول وأمارة المرور بإذن الله يوم البعث والنشور، وهي اعتدال في داخل النفس وانتهاج للتقوى والتزام بالصواب وقيام على السنة وهجر للبدعة، ويقول بعض أهل العلم: أمران اثنان إذا تمكنا من القلب فاز بهما العبد: الاعتراف بالله رباً ثم الاستقامة على منهجه وشريعته (قالوا ربنا الله ثم استقاموا).

ومضى فضيلته في الحديث عن الاستقامة بأنه لضرورة الاستقامة على الدين الحنيف أمر الله تعالى أنبياءه ورسله وأتباعهم من المؤمنين، فأمر بها محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير) (فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم) كما أمر بها النبيين الكريمين موسى وهارون عليهما السلام (قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون) وهي – أي الاستقامة – محبوبة ممدوحة في كل أمر وإذا استقام العبد على دين الله فإنه يبلغ مقامات رفيعة ويرتقي لكمالات أسمى، وطاعات أفضل، ويبلغ مراقبة لله تعالى.

كما حذر من أن الغي والغواية والعمى والتخبط هي عكس الرشاد تماماً، فهي سبيل الخاسرين الذين اتخذوا دين الله هزواً ولعباً، الذين خسروا الدنيا والآخرة فاغتروا بها أو بشهادة أو درجة أو منصب في هذه الدنيا، منوهاً بأن من الغي والغواية أن يكون المرء على دين متين وعقيدة صلبة فيتحول عن هذا الخير إلى خرافة وبدعة.

وأضاف أن الغواية والضلالة أن يمن الله تعالى على عبده في شهر رمضان بالباقيات الصالحات من الصيام والصلاة والدعاء والقيام وتلاوة القرآن والبر والإحسان والمسارعة للخيرات فإذا أتم عليه النعمة فأكمل له العدة، نكص على عقبيه وحار ورجع إلى سابق عهده مع الذنوب والمعاصي والتجاوزات ونسي ما عمل من الصالحات والعهود والمواثيق التي عاهد عليها ربه عز وجل وهذه علامة سيئة تخوف وتنذر بخطر.

20230425 1682454763 527

 

د. جاسم الجابر: يجب متابعة الطاعة بمزيد من الأعمال الصالحة

قال فضيلة الشيخ الدكتور جاسم بن محمد الجابر – رئيس لجنة البحوث والفتوى الأسبق بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – فرع قطر: السلف الصالح رحمهم الله ورضي عنهم كانوا يسألون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، فإذا بلغهم رمضان سألوه ستة أخرى أن يتقبله الله منهم.

وأضاف: إن من علامة قبول الطاعة أن يتبعها بطاعة أخرى، فلئن ذهب عنا شهر الصيام وصمنا شهر رمضان، فإنه يشرع لنا أن نصوم ستة أيام من شوال، وقد ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر»، أي العام كله، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من صام يوماً في سبيل الله نافلةً لا فريضةً باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفاً».

وتابع د. الجابر: ولئن ذهب عنا شهر القيام، فإنه يشرع لنا قيام الليل مطلقاً، وأقله ركعة الوتر، وهي السنة الراتبة المؤكدة التي ما تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم سفراً منه ولا حضراً، وهي أفضل السنن الرواتب.

وأكد أهمية أن يكثر المسلم من سؤال الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منه شهر رمضان، وأن يكثر من دعاء الله عز وجل أن يثبته على الدين حتى يلقى الله، فإن الله قال «واعبد ربك حتى يأتيك اليقين»، وقد تصدق عبدالله بن عمر رضي الله عنهما بدرهم فقال له ابنه يا أبت تقبل الله، فقال بن عمر: لو علمت أن الله تقبل مني لتمنيت لقاء الله، فإن الله قال: «إنما يتقبل الله من المتقين».

وأشار إلى أنه كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. ومن دعائه صلى الله عليه وسلم: اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على طاعتك. وشدد على ضرورة سؤال الله عز وجل الثبات حتى الممات.

د. جعفر الطلحاوي: يحتاج العبد أن يكون «ربانياً» وليس «رمضانياً»

ذكر الشيخ الدكتور جعفر الطلحاوي – أحد علماء الأزهر عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم، أن شهر رمضان انتهى أياما، وبقي الصيام، وبقي القيام والقرآن، والمسلم الذي عاش شهر رمضان صياما وإمساكا عن الشهوات والشبهات، وعن المحرمات والمكروهات فقد تخرج بهذه الشهادة التي تبقى معه مثلها الشهادة التي يتخرج بها من يتخرج من جامعة أو معهد، ومن لم يحافظ على هذه الشهادة والتي خلاصتها «التقوى» كما قال تعالى «{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183]، لا يُعترف له بها، ولا ينتفع بها في حياته.

وأضاف: لقد كان من هدي السلف الصالح أنهم كانوا يستعدون لاستقبال شهر رمضان ستة أشهر، ويودعونه ستة أشهر فكان العام كله عندهم رمضان، ولأمر ما كما بدأت آيات الصيام ببيان الهدف،من الصيام {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183]، كذلك ختمت آيات الصيام في البقرة بنفس الختام حيث قال تعالى { وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [البقرة: 187].

وتابع: كأن المعنى من هذه الآيات الكريمة أن تقوى الله وعبادته ليست في زمان دون زمان آخر، أو في وقت دون وقت آخر، وإنما هي على امتداد حياة وعمر الإنسان وبيَّن ذلك في قوله تعالى {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} فالعبادةُ والتقوى لله تعالى لا أَجَلَ لهما دون الموتِ، وفي الحج كذلك في نهاية مناسك الحج.  وأكد أن التقوى هدف منوط بحياة الإنسان كما قال روح الله وكلمته، {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} [مريم: 31]، فما كان محرما على المسلم خلال شهر رمضان من المعاصي (مثل أكل الربا والغِشِّ والخداع والغِيبةِ والنَّميمة والفُحْش والبِذاءِ وشُرْب الدخانِ، والكذب وقول الزور وغيرها من المعاصي والآثام ) ما زالت حرمتها باقية بعد رمضان.

وقال د. الطلحاوي: من جعل بينه وبين هذه المعاصي والموبقات وقاية وسترا فليدم على ذلك، بعد شهر رمضان، ومن أقبل على الطاعات، وألوان العبادات من تلاوة وصدقة وتهجد وصلة وبر وصدق فليدم على ذلك بعد شهر رمضان فرب شهر رمضان رب سائر الشهور، «فكن ربانيا ولا تكن رمضانيا» ومن علامات قبول العمل الصالح توفيق الله تعالي العبد لعمل صالح آخر بعده، كما قال تعالى، { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } [محمد: 17]، { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف: 13]، {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى } [مريم: 76].

اقرأ ايضاً
الرئيس المصري يستقبل وفدا من رابطة رجال الأعمال القطريين

وأضاف: من أخذ بأسباب الهداية زاده الله هدى، ومن أخذ بأسباب الضلال كذلك { قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا } [مريم: 75]، فالحذر الحذر من نقض الأعمال الصالحة التي وفقنا الله تعالى في شهر رمضان قال تعالى {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا } [النحل: 92]الحذر الحذر من أن نفسد فرحتنا بالصيام الذي بشرنا به النبي صلوات الله وسلامه عليه، فقال (« لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا، إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ)، (وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَجَزَاهُ, فَرِحَ) (بِصَوْمِهِ «) رواه الشيخان البخاري ومسلم.

وأردف: من انتكس بعد شهر رمضان فعاد إلى المعاصي، فقد أفسد هذه الفرح، الحذر الحذر من العدو المتربص بنا السوء، وقد كان محبوسا وموضوعا في الأغلال خلال شهر رمضان، كما في الصحيح» إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ، الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ «، والآن أُطلق له العنان، وقعد لك على الصراط، { لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف: 16، 17]الأعراف. فإياك إن تكون عدوا له رمضان، ووليا له بعد رمضان، فكن من أولياء الرحمن، ولا تكن من أولياء الشيطان.

وقال: لقد وقفت في رمضان على باب الريان وهو من أبواب الجنة، فإياك أن تبرح فلئن انتهى رمضان فلم ينته الصيام فصم ستة أيام في أي شهر بعد رمضان – في شوال أو بعد شوال يكتب لك صيام الدهر كما في الصحيح، أو صم ثلاثة أيام من كل شهر، كما في الصحيح (« مَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ الشَّهْرِ، فَقَدْ صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ، ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ اللهُ فِي كِتَابِهِ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}،(الْيَوْمُ بِعَشْرَةِ أَيَّامٍ «): ولا تنس صيام يوم عرفة، ويوم عاشوراء وكذا الاثنين والخميس وغيرها فلا تبرح باب الريان.

وأضاف: الحذر الحذر من هجر القرآن بعد رمضان ففي التنزيل {وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30]. وهجر القرآن خمسة أنواع، منها 1-هجر تلاوته، 2-وهجر العمل به، 3-وهجر تدبره، 4-وهجر التحاكم إليه، 5-وهجر الاستشفاء به. الحذر الحذر من الانتكاسة عن القيام، والحور عنه بعد رمضان فلئن انتهى رمضان فلا انتهاء للقيام كما الصيام فآيات القيام في القرآن الكريم لم ترد مقيدة برمضان، وإنما جاءت مطلقة وعامة وممتدة على امتداد ومدار حياة المسلم قال تعالى في وصف عباد الرحمن { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}.

د. فضل مراد: الاستمرارية في العبادة من مقاصد الشريعة

أكد فضيلة الدكتور فضل مراد أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بكلية الشريعة في جامعة قطر أن من مقاصد الشريعة العظيمة الاستمرار في العبادة، وقال» ثبت في صحيح الامام البخاري، عليه رحمة الله تعالى، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل».

وأضاف: الاستمرارية لها دور مهم محبة الله عز وجل، ولها دور مهم في دوام الاستقامة، ولها دور مهم في زيادة الاستقامة وزيادة التقوى، ولها دور مهم في الثبات على ذلك، فشهر رمضان المبارك شق الطريق للإنسان المسلم بالطاعات وتلاوة القرآن، وإذا كان الطريق ممهداً جاهزاً وأهملته عادت إليه الأحجار والحفر، واحتاج إلى ترميم وتجهيز، وهكذا العمل الصالح.

وأوضح أن المسلم إذا اعتاد على الصيام والقيام وقراءة القرآن، فهو طريق شقه الله له، فيجب عليه ألا يتركه، وأن من علامة حب الله للعبد، أن يستمر على العمل، ولشهر رمضان رسائل في هذا الباب، أولها أن من مقصوداته أن يعلمنا الاستمرارية في العبادة.

وتابع: ورغم أن المسلم يقوم بنفس الأعمال التي يعملها في غير رمضان، إلا أن في رمضان يصوم ويصلي الجماعة والتهجد والتراويح ويصل الرحم، وكأنها رسالة واحدة من أهدافه الاستمرارية لما بعد شهر رمضان، وذلك بكشف الأعذار الواهية التي يتعذر بها الإنسان.

وأكد أن من رسائل شهر رمضان أن يقود من نجاح إلى نجاح، ففيه يعد المسلم جدول لقراءة القرآن وإعداد جدول للقيام، ولا يترك النوافل، ويتصدق ويصل الأرحام، فرمضان يزيد من الطاعات، ويعلم المسلم الاستمرارية في النجاح.
وأشار إلى أن شهر رمضان يجعل المسلم يكتشف نفسه بعد الصيام، فمن يقوم بعمل الطاعات في شهر رمضان قادر أن يستمر ويواصل ذلك، مضيفاً: ومن علامات حب الله للعبد أن يوفقه لدوام الطاعة في رمضان وبعد رمضان، وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.

د. عايش القحطاني: لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة

قال الداعية الدكتور الشيخ عايش القحطاني: على المسلم أن يحمد الله ويستغفره أن وفقه للطاعة وأكرمه بها، وألا يكون من «الرمضانيين»، ولا يكون كالتي قال فيها الله سبحانه وتعالى: (كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا).

وأضاف: خرج عمر بن عبد العزيز في يوم العيد يذكر الناس، فلما وقف في خطبة العيد خطيباً قال: صمتم لله ثلاثين يوماً، وقمتم لله ثلاثين ليلة، وها أنتم خرجتم تحمدون الله وتستغفرونه. فالحمد والاستغفار يأتي بعد كل طاعة وكل فريضة، بعد الصلاة وبعد الحج وبعد الصيام، وغيرها من الطاعات.

وأكد أنه على المسلم أن يحمد الله ويستغفره ويسأله أن يثبته على ما كان عليه من الطاعة، حتى وإن لم يكن كما كان في رمضان، ولكن يجتهد بألا يكون من الرمضانيين، فيحرص على الورد اليومي من القرآن، ويحرص على صيام الست من شوال، ويحرص على صيام الإثنين والخميس والأيام البيض، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، فالأجور فيها عظيمة. وتابع د. القحطاني: الطاعات تبقى، وعلى الإنسان أن يحرص عليها قدر ما يستطيع، ولو قليلا، وقد جاء عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر: اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وأحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قل.

وأوضح أن رمضان دورة إيمانية تعطي طاقة للعام كله، فتشحذ الهمم، وتعود المسلم على الاستغفار والتوبة والتقرب من الله، فعليه ألا يرجع إلى بيئة الغفلة، وقد سُئل رجل في العيد، ماذا تشعر؟، فقال أتمنى أن يشق عن صدري فتروا ماذا فعل القيام فيه والصيام والقرآن وذكر الله سبحانه وتعالى.

وذكر بضرورة ألا نكون من أهل الغفلة، وأن يقبل المسلم على الله ويجعل له أذكارا يومية، وأعمال خير، وأن يحرص على الصلوات في أوقاتها، مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى لا يطلب منا الكثير، وأن دخول الجنة لا يتطلب الكثير من الأعمال، ولكن من أراد رفعة في الدرجات فليجتهد.

وأضاف: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ماذا عليَّ لأدخل الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تصلي الصلوات الخمس، فقال الأعرابي: ولا أزيد، وماذا غيره، قال صلى الله عليه وسلم: وتصوم رمضان، قال الأعرابي: ولا أزيد، وماذا غيره، قال صلى الله عليه وسلم: تؤتي الزكاة، قال الأعرابي: ولا أزيد، ثم انصرف الرجل، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أفلح إن صدق، أي أنه يدخل الجنة بتأدية الأركان والابتعاد عن المحرمات،

فالأمر يسير، ومن أراد أن يستزيد فليستزد. ونصح بعدم تضييع الأجور العظيمة في رمضان بالغفلة وفعل المعاصي والابتعاد عن ذكر الله وتأخير الصلوات أو عدم صلاتها، أو فعل المحرمات، وأن من علامات قبول الطاعة أن يثبت المسلم على الطاعة، فعلى المسلم أن يقبل على الله سبحانه وتعالى، ولا ينسى أن كل يوم يقربه من القبر خطوة.

وتابع: جاء رجل إلى الفضيل بن عياض وقال له: عظني يا إمام، قال الفضيل: كم أتى عليك، قال الرجل: ستون عاماً، قال الفضيل: منذ ستين عاماً وأنت تسير إلى الله، توشك أن تصل، فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون، دلني يا إمام، فقال الفضيل: تب عما مضى يغفر لك ما مضى، وأحسن فيما بقي يكتب لك ما بقي وما مضى، وهكذا يجب أن نكون.

المصدر: قطرعاجل+ صحيفة العرب القطرية 

شاهد أيضاً

القدم في قطر

كرة القدم في قطر: رحلة النشأة والتطور والمجد العالمي

كرة القدم في قطر ليست مجرد لعبة رياضية بل قصة نجاح استثنائية بدأت من البدايات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *