رواج الأحجار الكريمة في سوق واقف

يشهد استيراد «الأحجار الكريمة» بأصنافها المختلفة طلباً مستمراً من التجار، الذين انتقل بعضهم من أسواق الدوحة التقليدية المعروفة كسوق الغانم والريان ومركز الحرف التقليدية في سوق واقف إلى «السوشال ميديا»، حيث أدى إقبال الزبائن من الجنسين، إلى جعلها تجارة رابحة، دفعت الصينيين إلى إغراق الأسواق الخليجية بـ «الفصوص المقلدة».

ويحتل «العقيق» بأصنافه الثلاثة اليماني، والسليماني، والإسماعيلي قائمة الأحجار الأكثر رواجاً في محلات الحرف التقليدية والمصوغات المختلفة، نظراً لشهرته وخصائصة الفنية الفريدة، وارتباطه بالعديد من «المعتقدات» المتوارثة جيلاً بعد جيل.

أرزاق وأذواق
ويذكر عبدالصمد العمري، عاشق الأحجار الكريمة، لـ «العرب» بعض الأسرار والخصائص المميزة لها وأسعارها وحجم الإقبال عليها، انطلاقاً من خبرته الممتدة 26 سنة أمضاها في هذا المجال، مبيناً أنّ الزمرّد، والياقوت، والزفير، والكوارتز كلها من الأحجار الكريمة التي تشهد إقبالاً ملحوظاً، و»كلها أحجار طبيعية، نبيعها بأسعار في متناول الجميع». 
وأشار العمري إلى أن لكل زبون ذوقه الخاص وطلبه الخاص، فالبعض يقصد المحلّ بحثاً عن قطع أحجار خام لم يتم تشكيلها، أو بحثاً عن عقد أو مسبحة أو خواتم، علماً أن كل حجر يناسب شهراً ميلادياً والبعض يختار الحجر الأقرب إلى تاريخ ميلاده، فالعقيق يناسب مواليد شهر يناير، والأميثيست يناسب مواليد شهر فبراير، والأكوامارين مواليد شهر مارس، والألماس مواليد أبريل، الزمرّد مايو، واللؤلؤ يونيو، والياقوت يوليو، والزبرجد أغسطس، والزفير سبتمبر، والأوبال أكتوبر، والتوباز نوفمبر، والفيروز ديسمبر.

ملك الأحجار
في حين «يجزم» بعض الزبائن الذين لم يفتر حماسهم نحوها، بمزايا الأحجار الكريمة في معالجة العديد من الأمراض والاضطرابات الجسدية والنفسية، «كقدرة العقيق على الحماية من اللسعات السامة، والياقوت من أوجاع الرأس». ويرمز هذا الأخير الملقب بـ «ملك الأحجار الكريمة»، إلى النَّزاهة والسعادة والكرم والازدهار. حيث يضفي عليه لونه المتميّز طابعاً سحرياً، جعل العديد من الناس ابتداء من الأباطرة والملوك وحتى أثرياء العصر الحالي، يسعون إلى امتلاكه، بعد أن وقعوا أَسْرَى جَماله الذي وصفه الشعراء، بأنه يُشبه دم طائر الحمَام. وثمّة من يعتقد أن فرْك البشرة بحجر ياقوت أحمر يحافظ على نضارتها وتألقها.

انعكاسات الضوء
ويشير اليافعي إلى أنواع الأحجار الكريمة التي تتكون في باطن الأرض، بطريقة طبيعية دون تدخل الإنسان فيها، وقد تتحد مع عناصر أخرى أو تكون في صورة حرة من مادة السليكا مع وجود بعض الشوائب المعدنية، ومنها الألماس الذي يتكوّن من الكربون، ومنها ما يتكون في المملكة الحيوانية ويُستخرج من قاع البحر مثل المرجان، ومنها ما ينتمي للمملكة النباتية مثل الكهرمان. مشيرا الى عنصر الخبرة في القدرة على التمييز بين الحجر الأصلي والمقلد، وليست هناك معايير عامة للحكم على جودة الأحجار الكريمة، بل ان لكلّ نوعٍ معاييره الخاصة، مثلاً، تتصف أحجار الأكوامارين والسترين والياقوت الأصفر (توباز) بحكم طبيعتها باحتوائها على نسبةٍ قليلةٍ من الشوائب، في حين يحتوي الزمرّد والياقوت الرمّاني على نسبة مرتفعة من الشوائب المقبولة. أما العيوب الطفيفة التي تشوب بعض الأحجار الكريمة فهي تضفي عليها طابعاً سحرياً لأن الشروخ الداخلية الدقيقة داخلية تلعب دوراً في انعكاسات الضوء بألوان مختلفة ممّا يُكسب القطعة الصغيرة مظهراً جذاباً.

الأكثر رواجاً
من جانبه يؤكد سعد الجاسم أنّ محلّه يشهد إقبالاً كبيراً من زبائن السوق على شراء اللؤلؤ، كما يبيع المحل أيضاً مجموعةً متنوّعةً من الأحجار الكريمة، أكثرها رواجاً أحجار المرجان والفيروز و«الجاد:JADE» و«عين النمر:TIGER EYE» المُستوردة في أغلبها من الصين واليابان والهند وبلدان أخرى. فيما يشير عيسى اليافعي، إلى التفاوت في أسعار الأحجار الكريمة من نوع لآخر، مشيراً إلى أن اللؤلؤ البحريني يعتبر الاغلى سعراً لانه يستخرج من البحار وسعره ثابت مقارنة بالأحجار الأخرى، ويتوقف سعره على حسب حبة اللؤلؤ في الخاتم وحجمها ولونها الخارجي وتشكيلها، مبيناً أن السوق يشهد اقبالاً عند المواسم، بالاضافة إلى اقبال السياح على شراء بعض الاحجار الكريمة والتي لا تخضع لمعايير سوقية واضحة من حيث التقييم والضوابط لأنه ليست لها بورصة كالذهب والبلاتينيوم.

ألوان الطيف
وتزخر محلات سوق واقف بمجموعة متنوّعة من الأحجار من جميع ألوان الطيف، فمنها حجر «زمرّد:EMERALD» الذي يشتهر بلونه الأخضر.. ونجد حجر «مرجان:CORAL» بمختلف درجات اللون الأحمر.. أما «ياقوت:RUBY» فلونه أحمر لكنّه يتوافّر أيضاً بألوان متنوّعة منها الأزرق والوردي.. ولـ«كوارتز:QUARTZ» ألوان متعددة منها الوردي والأسود والأبيض.. 
ويرى «سمير» بائع وخبير الأحجار الكريمة أن تمييز الحجر الطبيعيّ من التقليديّ ممكن بفحص النظر مع القليل من الممارسة، مع التركيز على «درجة نقائه»، فالحجر الطبيعيّ عادةً ما يكون برّاقاً لامعاً صافياً، في حين يكون الحجر التقليديّ أقل شفافية وتظهر به نقاط داكنة، ويرى من كلّ زاوية بدرجة لون مختلفة مقارنةً مع الحجر الطبيعيّ الذي يبقى لمعانه واحداً من مختلف النقاط والزوايا. 

الحجر الصناعي
أمّا المقارنة بين الحجر الطبيعيّ والحجر الاصطناعيّ فهي أكثر صعوبة، ولا يمكن التمييز بين الحجرين بالنظر، وإنما باتّباع الخطوات التالية: مسح السطح: إذا كان السطح خشناً أو رملياً سهل التكسر والتفتت يكون ذلك دليلاً على أنّه ليس حجراً كريماً. 
لون الحجر: ويعتمد في هذا الفحص جداول مفصلة وضعت لوصف ألوان الأحجار بدقة. الطرق على السطح، إذا كان السطح قابلاً للثني أو الطرق، هذا دليل على وجود معادن أكثر من أن يكون دليلاً على أن هذا الحجر كريم؛ لأنّ الحجر الكريم من صفاته الصلابة، ويشكل بالقص والجلخ وليس الطرق والضغط. 
وقد تظهر على الحجر الاصطناعي بصمات الأصابع أو آثار لأظافر يمكن مراقبتها. كما ان الأحجار المقلّدة أخف وزناً من الأحجار الطبيعيّة. ومن خلال القراءة لمعامل الانكسار للضوء في الحجر يتم تمييز الحجر الطبيعيّ من الاصطناعيّ. وتعتمد الآلية على تحديد كيفيّة تغير مسار الضوء داخل الحجر، فلكل حجر كريم معامل انكسار خاصة به، لذا هذه الطريقة ممكن أن تُستخدم في حال عدم معرفة نوع الحجر لتمييزه، يتمّ حساب معامل الانكسار ثمّ العودة إلى جداول معامل الانكسار للأحجار الكريمة، فيظهر لنا نوع الحجر، وأيضاً من خلال معرفة معامل الانكسار يمكن تحديد إذا ما كان الحجر طبيعيّاً أم اصطناعيّاً. 
جهاز الفحص: يتم وضع قطرة من سائل الفحص على صينية الجهاز، ووضع الحجر فوقها. والنظر من خلال العدسة دون تكبير لرؤية أين تظهر الفقاعة، ومن أسفل الفقاعة يتمّ أخذ القراءة. تؤخذ قراءة ثانية لكن في هذه المرّة بعد استخدام المكبّر وتحديد مدى دقة القراءة الأولى؛ بعض الأحجار الكريمة الشفافة أو النصف شفافة لها معاملا انكسار أو أكثر، يتمّ استخدام تلسكوب الاستقطاب لفحصها. وضع الحجر داخل الجهاز. النظر من خلال العدسة ولفها حتى تظهر المنطقة المحيطة بالحجر أكثر قتامة أو أعلى درجة قتامة. لف العدسة لغاية 360 درجة مع مراقبة تغير اللون المحيط بالحجر. إذا ظهرت المنطقة قاتمة، وبقيت قاتمةً فهذا دليل على أنّ للحجر معامل انكسار واحد. إذا ظهر الحجر فاتح اللون وبقي ذا لون فاتح فهذا دليل على وجود أكثر من معامل انكسار إذا ظهر الحجر مرّةً قاتم اللون ومرّةً فاتح اللون فهذا دليل على أنّ للحجر معاملي انكسار.

الكريستال.. علاج نفسي وجسدي
أثبتت الدراسات الطبية أن كل حجر كريم لديه خصائص طبية تميزه عن غيره، وتعتمد هذه الخصائص على لون المعدن وتركيبه الكيميائي، فمن المعروف أن بعض الأدوية المستخدمة في التيبت والهند تحتوى على مساحيق ناعمة من الأحجار الكريمة، وأن العلاج الإلكتروني بالأحجار الكريمة يأخذ هذه المعلومات ويطبقها في إطار التقنية الحديثة، وأنه قادر على تصحيح الاضطراب الذي يصيب نقطة التقاء الطاقة في الجسم، نتيجة المرض أو الصدمة أو المعاناة النفسية الشديدة، ويساعد المريض على العودة إلى حالته الأولى التي سبقت المرض.
ويبدو أن حجر الكريستال يحتل أهمية خاصة في مجال العلاج النفسي والجسدي، حيث يكون تأثيره على جسم الإنسان من خلال مراكز الطاقة السبعة الموجودة داخل الجسم، وحقل الطاقة المحيط بجسم الإنسان من الخارج، فكل إنسان وكل كائن حي يحيط به حقل الطاقة “الهالة” ومن خلال الكريستال الذي يمتلك ترددات وذبذبات مختلفة تؤثر في ذبذبات الكائن سلبا أو إيجابيا.