إن اغتيال قادة المقاومة ( الجهاد الإسلامي) في فلسطين لا يساعد فقط قوة الردع في تل أبيب ، بل إنه يسرع عملية تحليلها.
جريمة غزة تتجاوز اغتيال قادة المقاومة
ما حدث ليل الثلاثاء في غزة جاء بعد اغتيال ثلاثة من قيادات حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.
هذه الجريمة التي ارتكبها الكيان الصهيوني تمت في قطاع غزة بالتعاون مع الجيش وجهاز الأمن الداخلي لهذا الكيان (الشاباك).
استخدم النظام الصهيوني 40 من طائراته المقاتلة والمسيرة لتنفيذ هذه العمليات الإرهابية، وفي منتصف الليل تعرض ثلاثة عناصر من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية مع عائلاتهم لهجمات صاروخية، استشهد خلالها 13 شخصًا، واصيب 20 اخرون من بينهم عدد من النساء والاطفال.
وبحسب تقرير وزارة الصحة الفلسطينية، فإن 4 شهداء هم من أطفال و 4 من النساء.
وكان “جهاد شاكر الغنام” و “خليل صلاح البهتيني” و “طارق محمد عزالدين” ثلاثة من قادة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين استشهدوا جراء قصف طائرات الكيان الصهيوني.
كما استهدفت مدفعية جيش الاحتلال، مساء الثلاثاء، سيارة في شرق مستوطنة قرعة شرقي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، استشهد خلالها فلسطينيان.
ادعى الكيان الصهيوني أنه استهدف أشخاصًا كانوا ينوون إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة.
بما في ذلك استشهاد 13 فلسطينيا آخر في هجمات الصباح الباكر للكيان الصهيون ، ليرتفع عدد الشهداء إلى 15.
إن اغتيال قادة المقاومة هو رد فعل سلبي على إضعاف قوة الردع الإسرائيلية
قبل أن يقرر الكيان الصهيوني وحكومة نتنياهو المتطرفة اغتيال أعضاء في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، حدثت سلسلة من التطورات لعبت في معظمها حركة الجهاد الإسلامي دورًا مركزيًا، وأسفرت عن هزائم متتالية لهذا الكيان، مما أدى إلى إضعاف قوته الرادعة أكثر من ذي قبل.
بصرف النظر عن حقيقة أن معظم الجماعات الناشئة في فلسطين مثل عرين الأسود وكتيبة جنين تتبع لحركة الجهاد الإسلامي، مما خلق تحديات خطيرة لهذا الكيان وأجهزته الاستخباراتية والأمنية، ولكن إن معظم العمليات الخارجية التي دقت ناقوس الخطر لهذا النظام انطلقت من مناطق الحدود، بتوجيهات إدارة من حركة الجهاد الإسلامي.
بعد أن قام الصهاينة المتطرفون بتوجيهات وضوء أخضر من حكومة نتنياهو بمهاجمة وتدنيس المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك، جاءت جماعات المقاومة خارج فلسطين أيضًا لمساعدة الفلسطينيين، وعلى الرغم من مسؤوليتها عن الهجوم. جنوب لبنان حتى المستوطنات الشمالية الفلسطينية، حملت حماس مسؤولية الهجوم، لكن مسؤولية الهجوم من منطقة الجولان المحتلة حملتها الجماعة التابعة للحركة الإسلامية الفلسطينية، وكانت مهمة لأنها أظهرت ذلك بعد خروجها من نفق التخريب. فقد أعادت سوريا تنشيط الساحة الفلسطينية وهي تبادر في اتخاذ إجراءات وخطط للانتقام من دور الصهاينة في تنفيذ مشروع التخريب في سوريا.
وحتى الآن، أظهرت سوريا أقوى رد فعل على استئناف اغتيال قادة المقاومة وقالت إنه لا يكفي إدانة هذه الاغتيالات، بل يجب وضع إجراءات عملية على جدول الأعمال.
تداعيات استئناف اغتيال قادة المقاومة
من خلال اغتيال قادة المقاومة، تكون إسرائيل قد خرقت بالفعل الاتفاق الذي تم بين هذا الكيان وجماعات المقاومة بعد عملية السيف المقدس بوساطة مصرية، والآن فإن حركة الجهاد الإسلامي وجماعات المقاومة الأخرى سيكونون منفتحون للرد على هذه الاغتيالات.
فيما يلي بعض النقاط المهمة:
أولاً: انتهك الكيان الصهيوني الاتفاق، وبالتالي فإن المسؤولية عن تداعياته تقع على عاتق هذا الكيان.
ثانياً: بخرقه هذا الاتفاق أهان هذا الكيان وسيط الاتفاق، وهو مصر، ومن هذا المنطلق كان اغتيال قادة الجهاد الإسلامي رد فعل على اجتماع القاهرة الأخير لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
ثالثًا: لا يمكن للكيان الصهيوني أن يتوقع مساعدة ووساطة جديدة من مصر أو أي دولة عربية أخرى في حال اقتراب بدء الهجمات الانتقامية من قبل حركة الجهاد الإسلامي، الأمر الذي سيجلب إمكانية فتح جبهات جديدة ضد هذا الكيان خارج فلسطين.
حزب الله يعلن تضامنه الكامل مع حركة الجهاد الإسلامي ويؤيد بشكل كامل كل قرار تتخذه هذه الحركة وجميع فصائل المقاومة الفلسطينية رداً على العدوان الصهيوني.
رابعًا: إذا اقتصر الكيان الصهيوني على ترويع أعضاء الجهاد الإسلامي فقط، فربما تظهر هذه الجماعة مرونة، لكن ما حدث من اغتيال قادة المقاومة هو جريمة وقتل جماعي حدث بأسوأ طريقة ممكنة، وبالتالي لا يمكن تصور حدوث ذلك. التحلي بأي مرونة من جانب هذه الحركة والجماعات الأخرى، ولا بد من المقاومة، لا سيما أن فصائل المقاومة تعلم أن أي مرونة تجاه هذا القتل ستغري هذا الكيان بمزيد من الاغتيالات.