كيف يقود الشباب جهود الإغاثة في المغرب بعد الزلزال؟
- Author, نِك بيك
- Role, بي بي سي
يقود الشباب المغاربة جهود الإغاثة في بلادهم بعد الزلزال المدمر. وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، يستجيب متطوعون من أنحاء مدينة تارودانت وضواحيها لمناشدات لتقديم المساعدات للمنكوبين.
وينسّق ناشطون عبر وسائل التواصل جهود توزيع المساعدات لمئات المجتمعات التي تفتقر إلى مقومات حياتية ضرورية.
وتتولى سلاسل بشرية مهمة شحن منتجات الحليب وحفّاظات الأطفال والمربّى والملاءات، وتوجيهها عبر الشاحنات إلى قرى توجد في سلسلة جبال الأطلس.
وفي العديد من المناطق، تسفر مثل هذه الجهود عن وصول المساعدات إلى المحتاجين بأسرع مما تصل المساعدات الرسمية.
يقول إلياس، ذو الـ 21 عاما، وهو يقوم بختم صندوق: “الناس في خطر. إذا لم نتحرك بسرعة بالغة، سيموت كثيرون”.
-
مراسلة بي بي سي عربي ترصد مشاهد الدمار الهائل الذي تسبب به الزلزال في المغرب
-
زلزال المغرب: بي بي سي داخل قرية قتل فيها أكثر من 90 شخصا
-
زلزال المغرب: كاميرا مراقبة ترصد لحظة وقوع الزلزال
-
عدد ضحايا زلزال المغرب يرتفع إلى 2862 قتيلا وسباق مع الزمن للعثور على ناجين
قصص مقترحة نهاية
وتواجه الحكومة المغربية انتقادات بسبب الجدل القائم حول عدم استجابتها لاستقدام مساعدات من بعض الدول، من بينها فرنسا وألمانيا.
لكن أمينة، التي وصلت رفقة أختها من مدينة إنزكان، تقول إنها تحترم قرار الحكومة المغربية.
تقول أمينة لبي بي سي: “حكومة بلادنا تعرف ما تفعل. إذا أردنا مساعدة، سنطلبها. الحكومة تعرف أكثر”.
ومع وصول التبرعات بكثافة، يتمثل التحدي الأكبر في تنظيمها وتنسيق توصيلها إلى خارج المدينة بأسرع وتيرة ممكنة.
وفي أنحاء مدينة تارودانت تدوي أصوات الشاحنات المحملة بالمساعدات في أثناء انطلاقها إلى قمم جبال الأطلس حيث القرى المنكوبة.
وعادة ما تُحدد الوجهة الأخيرة لكل شاحنة في آخر لحظة، وذلك بناء على طبيعة المناشدات الإغاثية الواردة.
وتعطَى الأولية للأماكن التي لم تتلق المساعدات بعد.
وتبدو المساكن الجبلية التي تضررّت أكثر من غيرها بسبب الزلزال كما لو كانت في كوكب آخر.
وتمتد قمم جبال الأطلس على بُعد النظر، وتضطر الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى قطع مسافات بعيدة عبر طرق رملية مليئة بالمنحدرات الخطيرة.
وفي قرية أوج ديمت، اندفع رجل للترحيب بشاحنة تحمل أغطية ومراتب وخيما، صائحاً لقائدها بتوجيهات من أجل الوقوف.
وسحق الزلزال هذه القرية بما عليها من 40 عائلة، تاركا إياهم يحتمون بظلال الأشجار، بعد انهيار منازلهم.
فقد يحيى إبراهيم ولديه المراهقين ليل الجمعة الماضية، مع وقوع الزلزال.
ويقول يحيى إنهما كانا على قيد الحياة بعد الزلزال، لكن لم يتمكن أحد من إنقاذهما.
ويضيف الآب المكلوم: “يفقد الناس أحبابهم في الكثير من البلدان، وهو ما يحدث هنا الآن. إنها مشيئة الله”.
ويعيش سكان القرى على جبال الأطلس حياتهم على حد الكفاف -يوماً بيوم.
ولكن الآن، بعد أن هلكت مواشيهم، وتهدّمت مواقدهم، ودُفنت صوامع غلالهم تحت الأنقاض، تُعدّ مساعدات الإنقاذ القادمة من المدينة حيوية -ليس فقط على المدى القصير، ولكن أيضا على المدى البعيد.
وترى منى، التي عادت من الولايات المتحدة قبل أربع سنوات للعيش في القرية ورعاية والديها أثناء الوباء، أن الكارثة تركت المجتمع في حال من الذهول.
تقول منى لبي بي سي: “إنهم لا يزالون في صدمة شديدة، لا يستطيعون في ظلّها التفكير لمدى بعيد”.
أما على المدى القصير، فإن المخاوف تتمثل في الأمطار المنتظرة خلال الأيام المقبلة، وفي مواجهة القرويين ليالي باردة.
ولهذا السبب تبحث منى بجدية عن خيام إيواء للجميع، أما مستقبل الجيل المقبل من أبناء القرية، فهو ما يثير قلق منى بشكل أكبر.
وفي ذلك، تقول منى لبي بي سي: “المستقبل هنا مثير للقلق بشدة، مشيرة إلى جبل من الأنقاض غير بعيد”.
وتضيف: “إذا نظرتم إلى المنازل، ستجدون أن الحياة فيها قد انتهت. لم يعد أحد يرغب في العيش في الجبال”.
وعلى اختلاف العصور، ظلت هذه القرى منسية، حتى وقع أكبر زلزال ليضع هذه القرى في دائرة الضوء. والآن، يرجو سكان تلك القرى ألا يعودوا إلى زوايا النسيان مجددا بعد انقضاء الزلزال.