في الذكرى السنوية لليوم الوطني السعودي يفتح التاريخ نافذة من نوافذه، ويعرض شريطاً لذكريات عمرها أكثر من قرن ومحطات مهمة في تاريخ الدولة السعودية الثالثة التي تعيش في هذه الذكرى اليوم في أبهَى صورها في مرحلة «العصرنة» و«رؤية 2030» وبناء دولة المستقبل في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حيث تحوَّلت البلاد في غضون سنوات إلى ورشة لتحقيق المستهدفات.
ورغم حجم التحديات في المشهد الحالي فإنَّ السعودية رسمت سياستَها في توازن وتميّز اتَّسم بالعزم والحزم في مواجهة الأحداث، مع الحرص على إحقاق الحق، وإرساء العدل، وإقرار مشروعات مختلفة للوصول بالبلاد إلى آفاق رحبة من التنمية.
ومثلما سجَّل الملك المؤسس عبد العزيز مواقفَ تنمُّ عن امتلاكه الحكمة، وأدوات ومقومات القائد الناجح والمحنك والشجاع، وقراءة الأحداث والوقائع بشكل دقيق بعيداً عن الانفعال والعواطف والمغامرات غير المحسوبة، سجَّل الملك سلمان توجّه والده المؤسس، واستخدم الأدوات نفسها التي سار عليها تبعاً للظروف والأحداث والمعطيات، وهو ما أكده منذ توليه مقاليد السلطة في بلاده، حين قال، إنَّ «أمتنا العربية والإسلامية هي أحوج ما تكون اليوم إلى وحدتها وتضامنها. وسنواصل في هذه البلاد التي شرفها الله بأنَّ اختارها منطلقاً لرسالته وقِبلة للمسلمين، مسيرتنا في الأخذ بكل ما من شأنه وحدة الصف، وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا أمتنا، مهتدين بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي ارتضاه المولى لنا، وهو دين السلام والرحمة والوسطية والاعتدال».
«الشرق الأوسط» تنشر ملفاً حول التأسيس الثالث للسعودية على يد الملك عبد العزيز وحتى اليوم وما مرَّت به البلاد خلال نحو قرن من الزمن، وكيف حافظ أبناء وأحفاد عبد العزيز على هذا النموذج الفريد للدولة، وقدَّموا النسخة المعاصرة للتراث السياسي العربي والإسلامي.