كيف نفهم موقف حزب الله من الحرب في غزة؟
- Author, إبراهيم شمص
- Role, بي بي سي نيوز عربي
دخل حزب الله اللبناني على خط الحرب الدائرة بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة والغلاف المحيط به، بعدما قصف منطقة مزارع شبعا التي يعتبرها لبنان أرضاً محتلة.
وقالت القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان “اليونيفيل” إنها على “اتصال مع السلطات في الجانبين… لاحتواء الوضع وتجنّب تصعيد أكثر خطورة”.
تسلسل زمني لما جرى صباح الأحد 8 أكتوبر
- حزب الله يعلن في الساعة 7:30 من صباح الأحد بتوقيت بيروت، الهجوم على ثلاثة مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا وهي: موقع الرادار وموقع زبدين وموقع رويسات العلم بأعداد كبيرة من قذائف المدفعية والصواريخ الموجهة
- الجيش الإسرائيلي يقصف عبر طائرة مسيرة خيمة نصبها حزب الله في مزارع شبعا قبل أشهر، والتي طالبت إسرائيل بإزالتها سابقاً، فيما طالب لبنان بانسحاب إسرائيل من شمال منطقة الغجر التي يعتبرها لبنان محتلة مقابل تفكيكها
- إسرائيل تقصف المنطقة مصدر النيران، وتوقع جرحى في صفوف المواطنين بحسب الجيش اللبناني
- قناة المنار التابعة لحزب الله تقول إن الحزب أعاد تثبيت خيمته في المنطقة
- وسائل إعلام إسرائيلية تحدّثت عن إسقاط مسيّرة تابعة لحزب الله عبرت الحدود اللبنانية قرب مدينة صفد شمالي إسرائيل، ثم قالت إن اعتراض الباتريوت كان بسبب إنذار كاذب
وبينما تعيدنا هذه المناوشات إلى سابقاتها في سنوات ماضية، يزداد الموقف الإسرائيلي تعقيداً مع استمرار العملية العسكرية التي تشنها حماس، مع غموض حدود دخول حزب الله إلى المشهد.
وأطلقت حركة حماس عملية عسكرية غير مسبوقة تحت اسم “طوفان الأقصى” يوم السبت، تسلّل فيها عناصرها عبر الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، بينما تساقط وابل من صواريخ غزة على إسرائيل.
وأعلنت إسرائيل عن مقتل أكثر من 600 إسرائيلي وجرح أكثر من ألفين بينهم عناصر من الجيش والشرطة، كما أسر عدد غير معروف حتى يوم الأحد.
وعلى ضوء ذلك، أعلنت إسرائيل دخولها حالة الحرب وأطلقت عملية “السيوف الحديدية”، “لتدمير القدرات العسكرية والإدارية لحماس والجهاد الإسلامي”، بحسب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقتل في الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة حوالى 400 فلسطيني حتى الأحد، وجرح أكثر من ألفين.
ما هي مقاصد حزب الله؟
أعلن حزب الله السبت تأييده لعملية حماس، وقال إنه “على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج”.
لكن مبادرة الحزب باستهداف مواقع عسكرية تثير قلق إسرائيل، سيما أنها لا تزال تخوض اشتباكات مع مقاتلي “القسام”، الذراع العسكري لحركة حماس، في غلاف غزة.
وقال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين تعقيباً على عملية الحزب إن “على نتنياهو أن يعلم بأنّ هذه المعركة ليست معركة غزة فحسب… نحن لسنا على الحياد”، وأضاف “المقاومة أرسلت صباحاً رسالة في كفرشوبا، لتقول إنّ من حقنا أن نستهدف العدو الذي لازال يحتل أرضنا، وهذه رسالة يجب أن يتمعّن بها الإسرائيلي جيداً”.
وحذّر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت قائلاً “نوصي حزب الله بعدم التدخّل. وإذا قام بذلك، فنحن مستعدّون”.
بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.
الحلقات
البودكاست نهاية
وخرجت إلى الإعلام صور اجتماعات حصلت مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، جمعت أمين عام حزب الله حسن نصر الله مع قادة حركتي حماس والجهاد الإٍسلامي، كما مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، تلت تهديد نتنياهو باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس ومسؤول الضفة الغربية، صالح العاروري، بعد اتهامه بالوقوف خلف سلسلة الهجمات التي نفذتها الحركة في الضفة في الأشهر الماضية، وهو الأمر الذي يشير إلى احتمالية أن تكون عملية حماس منسّقة بين الفصائل الفلسطينية وحزب الله.
وفي هذا السياق، قال مسؤول الإعلام بلجان المقاومة في فلسطين “أبو مجاهد” إن “مؤازرة حزب الله منسّقة مع المقاومة الفلسطينية ورسالة للعدو”.
ويأتي قصف الحزب بعد خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن بالأمس، الذي حذّر فيه من دخول قوى أخرى في المعركة بين إسرائيل وحماس، قائلاً “هذا ليس الوقت المناسب لأي جهة معادية لإسرائيل للسعي إلى استغلال هذه الهجمات لمصلحتها الخاصة”.
وفيما يعتبر مراقبون أن الحزب يوجّه رسالة إلى إسرائيل، مفادها أن أي تصعيد كبير في غزة قد يعني فتح الجبهة مع لبنان، يعتقد آخرون أن الحزب يحاول إرباك العملية الإسرائيلية في غزة وإشغالها، وإثبات تضامنه مع حماس مع دعوة القائد العسكري لحماس محمد الضيف كما قال الضيف “المقاومة بلبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا للالتحام مع المقاومة بفلسطين”.
ومن الأسئلة المطروحة هو إمكانية تحضير الحزب لعملية مشابهة في جنوب لبنان في مزارع شبعا، ما يستدعي توسع رقعة المواجهة.
مناوشات سابقة
شهدت الفترة الماضية عمليات إطلاق صواريخ من جنوب لبنان نحو إسرائيل، كانت تنسب إلى فصائل فلسطينية.
وفي أبريل/نيسان من العام الجاري، أُطلق مئة صاروخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، في هجوم نسب لفصائل فلسطينية، وذلك بعد “اقتحام الجيش الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى”.
وعادة ما تكون مزارع شبعا مسرحاً لاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، على ضوء ضربات توجّهها إسرائيل ضد الحزب في ساحات أخرى.
وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000 بعد 22 عاماً من الاحتلال، أقامت الأمم المتحدة ما عرف ب”الخط الأزرق” لترسيم الحدود بين البلدين.
ولا تزال قطاعات عدة على الحدود متنازعاً عليها، أبرزها مزارع شبعا.
وفيما يلي أبرز العمليات التي وقعت هناك في السنوات العشر الأخيرة:
- حزب الله يتبنى تفجير عبوة ناسفة استهدفت دورية إسرائيلية في مارس/آذار 2014، رداً على الغارة الإسرائيلية التي استهدفته في وقت سابق في منطقة حدودية مع سوريا.
- قام حزب الله بتفجير عبوة ناسفة في دورية إسرائيلية ما أدى إلى إصابة عناصرها في أكتوبر/تشرين أول 2014، رداً على مقتل أحد عناصره خلال محاولته تفكيك جهاز تنصت إسرائيلي في جنوب لبنان.
- استهدف حزب الله دورية إسرائيلية تتضمن عدة آليات، في 28 يناير/كانون الثاني 2015، رداً على اغتيال الأخيرة لمجموعة من عناصره في منطقة القنيطرة السورية، وقصفت إسرائيل عدداً من القرى المتاخمة للحدود مما أدى إلى مقتل جندي من قوات الأمم المتحدة.
- استهدف حزب الله آليتين إسرائيليتين في 4 يناير/كانون أول 2016، رداً على اغتيال إسرائيل للقيادي سمير القنطار في منطقة جرمانا السورية.
- استهدف حزب الله آلية عسكرية إسرائيلية عند طريق ثكنة أفيفيم في 2 سبتمبر/أيلول 2019، رداً على مقتل عنصرين له بغارة إسرائيلية في سوريا.
- مطلع أغسطس/آب 2021، تبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق الصواريخ والغارات لأيام على الحدود الجنوبية للبنان.