وتحشد إسرائيل قواتها لتدخل بري، إذ استدعت عددا قياسيا من جنود الاحتياط بلغ قوامه 300 ألف جندي، في حين يعتقد محللون عسكريون ومراقبون أنه مع توجيه إسرائيل بالاستعداد لـ”أيام صعبة”، وانخراط حماس في التخطيط لتلك المواجهة منذ فترة، يبدو أن كلا الجانبين متجهان نحو صراع طويل الأمد تتنوع خياراته بين “الحصار المستمر، والاجتياح، والاحتلال” لقطاع غزة.

وفي هذا الإطار، تشير تقارير صحفية إلى أن إسرائيل فازت ببعض معاركها بمكاسب قصيرة الأجل، لكنها واجهت انتكاسات مع استمرار المواجهة على المدى طويل الأجل، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الحركات المُسلّحة على غراء المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني.

دروس من الماضي

  • هاجمت إسرائيل غزة 4 مرات منذ أن سيطرت حركة حماس على القطاع الواقع بين البحر المتوسط وإسرائيل عام 2007، وحينها تمثل الهجوم في غارات جوية أو توغلات قصيرة، ولكن هذه المرة، وعلى وقع العدد الكبير من القتلى الإسرائيليين وما خلفه هجوم حماس المباغت من الكشف عن ثغرات في النموذج الأمني الإسرائيلي، فمن المتوقع أن يكون الرد أكثر قوة.
  • وبشكل عام، ترتبط خيارات إسرائيل بالأهداف التي تحددها، والتي ذكرتها الحكومة بـ”إضعاف حماس وتدمير قدراتها العسكرية”.
  • أعلن الجيش الإسرائيلي من خلال عمليته “السيوف الحديدية”، استهداف قوات النخبة التابعة لحماس وضرب مقرات قيادية وعملياتية للحركة، كما تؤمّن قواته سياج غزة وستطلق النار على من يقترب منه، بيد أنه عاد ليؤكد أنه لم يتم بعد اتخاذ قرار بشأن أي توغل بري في غزة لكنه يستعد لذلك.
  • نقلت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن “كل الخيارات مطروحة على الطاولة”، ردًا على هجوم حماس، موضحة أن آلاف الجنود الإسرائليين يحتشدون على حدود قطاع غزة في فرق متعددة بانتظار الأوامر الرسمية بالتدخل، مع تشديد الحصار وقطع كافة الإمدادات.
  • قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، لقناة “سكاي نيوز عربية”، إن إسرائيل ستنتقل لمرحلة جديدة في عملياتها العسكرية، والأولوية تتمثل في “تسديد ضربات قوية لحركة حماس”.
  • يوجد حاليا 173 ألف جندي في الخدمة بالجيش الإسرائيلي، بما في ذلك 8 آلاف قائد، فضلًا عن 300 ألف من قوات الاحتياط، إضافة لتنظيم رحلات خاصة لاستدعاء جنود الاحتياط من الخارج للانضمام إلى جهود الجيش.
اقرأ ايضاً
مخاوف من تمدد الحرب في السودان إلى الإقليم الشرقي

كيف تدير إسرائيل حربها؟

من جانبه، أشار محاضر الاستراتيجيات العسكرية بجامعة بورتسموث البريطانية، فرانك ليدويدج، في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أن الجيش الإسرائيلي لديه بالفعل العديد من الخيارات، والتي تستند إلى الخطط التي تم تطويرها على مدى العشر سنوات الماضية، وربما على رأسها توغل داخل غزة على غرار ما جرى عام 2014، مشددا على أنه بالفعل لديهم خيارات “الحصار والغزو والاحتلال” وسيتم التنقل بينها طبقًا لمعطيات الأوضاع.

وحدد “ليدويدج” وهو أيضًا مؤلف كتاب “خسارة الحروب الصغيرة” الأكثر مبيعًا، تبعات العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في عدد من النقاط، قائلًا:

  • يبدو أن الحصار المفروض حالياً لن يحقق أي مزايا عسكرية على المدى الطويل، وبالطبع قبل أن تبدأ أي عملية عسكرية عليك أن تفهم ما الذي تحاول تحقيقه، في حين حدد نتنياهو الهدف في “سحق حماس والقضاء عليها”، وبالتالي فإن الحصار لن يخدم هذا الغرض.
  • الجيش الإسرائيلي يواصل الضربات الجوية، والمرحلة التالية في مسار الخطة العسكرية ستكون الاحتلال أو التوغل، ومدة استمرار هذه المرحلة تعتمد على الخطط ومسارات العمل، كما هو معروف في العلوم العسكرية،
  • يبدو لي على الأرجح أنه سيتم اتخاذ نهج توغل واسع النطاق، بالإضافة إلى الاحتلال إذا تمكنوا من تنفيذ ذلك، لكن هذا صعب للغاية، لكنه يأتي استجابة للمواطنين الإسرائيليين لـ”الانتقام”.

“فخ حماس”

لكن محاضر الاستراتيجيات العسكرية، أوضح أن القادة الإسرائيليين لم يشيروا صراحة إلى احتلال قطاع غزة، والذي يحتاج إلى مواصلة القصف والتحضير للغزو والاحتلال في ساحة المعركة، لأنه حماس قد تكون وضعت “فخًا” لإسرائيل.

وقال: “كانوا يستعدون لتوغل منذ سنوات عديدة، وبالتالي فالعقبات العسكرية أمام إسرائيل كبيرة جدا”.

وأشار “ليدويدج” إلى أن حماس بالطبع لديها معرفة محلية كاملة بطبيعة المناطق، وبالتالي سيكونون قد أعدوا دفاعاتهم بشكل جيد للغاية، وسوف يلحقون خسائر فادحة بإسرائيل.

وعن العقبات التي تهدد التدخل البري لإسرائيل في قطاع غزة، أوضح إلى أن حماس تتمسك بـ”الرهائن” وتتحصن بـ”الأنفاق”، وسيكون هذا تحديا تقنيا أعلى بكثير مما واجهته إسرائيل من قبل، وبالتالي “تحتاج إسرائيل إلى توخي الحذر الشديد”.

واختتم حديثه بالقول: “من المؤكد أن إسرائيل تستعد لذلك من خلال تعزيز قيادتها الشمالية وألوية الاحتياط هناك”.