أثار تصاعد المواجهات العسكرية بين إسرائيل وحركة حماس، وتجهيز تل أبيب لهجوم واسع على قطاع غزة، العديد من التساؤلات بشأن تداعيات زيادة حدّة الصراع على ملفات منطقة الشرق الأوسط.
يأتي ذلك في الوقت الذي رجح فيه مراقبون أن يمتد الهجوم الإسرائيلي المضاد ضد حركة حماس لأشهر، وسط تخوف من دخول أطراف أخرى على خط المواجهة.
وتقصف إسرائيل غزة بضربات جوية بعد أن شنت عناصر تابعة لحماس هجوما جويا وبحريا وبريا مفاجئا على عدة مواقع في جنوب إسرائيل فجر السبت، بينما احتجزوا عشرات الرهائن داخل قطاع غزة.
وكشف محللون وخبراء استراتيجيون، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أبرز الملفات التي سيطالها التأثير من تصاعد المواجهة بين إسرائيل وحماس، والتي يأتي على رأسها الوضع الإقليمي في شرق المتوسط، امتدادا إلى شمال إفريقيا.
وسبق أن اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن رد الدولة العبرية على الهجوم غير المسبوق والمباغت الذي شنته حماس “سيغير الشرق الأوسط”، إذ يمضي الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عملية عسكرية شاملة تشمل عدّة محاور، بينها الضربات الصاروخية المكثفة والحصار، والاجتياح البري لقطاع غزة.
صدى الحرب
من جانبه، قال المحلل السياسي والمستشار الاستراتيجي الإيطالي، دانييلي روفينيتي، إنه يمكن أن يتردد صدى بداية مرحلة من الحرب الشاملة بين إسرائيل وفلسطين عبر مجموعة من الملفات الإقليمية بشرق المتوسط بما في ذلك لبنان وسوريا، إلى شمال إفريقيا، وصولا إلى إيران.
وحدد روفينيتي تبعات التصعيد الشاملة، في عدد من النقاط:
- لم يحدث من قبل أن كانت الملفات الإقليمية مترابطة على هذا النحو، على سبيل المثال، سيكون للأمر تداعيات على معاهدات السلام مع إسرائيل، والتي تشمل دول الشرق الأوسط وإفريقيا، فضلًا عن مسار عملية السلام وموقف القضية الفلسطينية برمتها.
- يمكن أن تكون الآثار واسعة لأنها يمكن أن تؤثر على التوازن الدقيق في سوريا، فضلًا عن القلق من تورط الجماعات الموالية لإيران التي يمكن أن تنشط من خلال فتح جبهة إضافية تتجاوز الجبهة التي تشتعل مع حزب الله، لكن في هذه المرحلة، سيتم دعوة الولايات المتحدة لتوجيه ضربة.
- ما يزال يتعين علينا الانتظار بضع ساعات لمعرفة ما إذا كان حصار غزة سيتحول إلى هجوم مضاد بري، وعند هذه النقطة، ستكون لدينا فكرة أفضل عن الموقف الراهن.
تغيير واسع
من جانبه، يرى عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية والدبلوماسي المصري السابق، السفير رخا أحمد حسن، لـ”سكاي نيوز عربية”، أن للموقف الراهن بين الجانبين تداعيات واسعة على المنطقة بأكملها بالنظر لتصاعد الصراع خلال الساعات الماضية، فضلا عن تجهيز تل أبيب لشن عملية عسكرية واسعة على قطاع غزّة.
وحدد حسن تبعات الموقف الراهن على المنطقة في عدد من النقاط:
- هناك محاولة من الإعلام الغربي والإسرائيلي بالإشارة إلى أن لإيران دورا في مساعدة حماس، على الرغم من تأكيد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن أنه لا توجد أدلة بتورط طهران حتى الآن.
- التصعيد من جانب إسرائيل متوقع بالنظر لما قامت به حركة حماس، إذ سيكون هناك قصف جوي وربما عملية اجتياح خلال ساعات، لكن هذه المرة ستكون أشد قسوة بما يتوازى مع الصدمة الأمنية والعسكرية التي أصيبت بها تل أبيب.
- الوضع مرشح للخروج عن السيطرة، لكن ما حدث درس لإسرائيل بنجاح حركة حماس بوسائل أقل مما تمتلكه تل أبيب في اختراق كل التجهيزات الإلكترونية، وهذا أظهر للولايات المتحدة نقاط الضعف الإسرائيلي.
- الجهود الدولية ستتركز على عملية حل الدولتين لأنها ستكون المسار الأمثل لهذه القضية التي ظلّت لعقود دون حل حاسم، لكن ذلك سيكون بعد أن تنهي إسرائيل حالة ارتباك التي تعيشها منذ السبت الماضي.
ترتيبات جديدة
من جانبه، قال القيادي بحركة فتح وأستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس أيمن الرقب، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن ما حدث ليس بالأمر الهيّن الذي ستنجم عنه تداعيات واسعة من بينها ترتيبات جديدة تخص القضية الفلسطينية.
وأوضح أنه “آن الأوان لينتهي الصراع وأن تكون هناك رؤية لفتح آفاق جديدة، لأن استمرار الوضع الراهن مُرشح لفتح جبهات صراع جديدة”، قبل أن يشدد أن “ما قبل 7 أكتوبر لن يكون مثل بعد 7 أكتوبر”.
وذكر الرقب أن هناك جهودا تُبذل من بعض العواصم العربية لتغيير الأوضاع وفتح آفاق جديدة لعملية السلام في المنطقة وحقن دماء الأبرياء، خاصة مع الاستعداد الإسرائيلي لاجتياح غزة.
المصدر: سكاي نيوز