هل أخذ طوفان الأقصى بناصية التطبيع السعودي الإسرائيلي ساحباً إياه نحو الهاوية ؟
تشهد العلاقات بين السعودية وإسرائيل تطورات هامة خلال السنوات الأخيرة. فقد شهدنا تحركًا غير مسبوق نحو التطبيع والتعاون بين البلدين، وذلك على خلفية المصالح المشتركة في مواجهة التحديات الإقليمية والجيوسياسية. ومع ذلك، من الصعب توقع نهاية فجائية لهذا التطبيع، خاصةً في ضوء الأحداث الجارية والتغيرات المستمرة في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن التطبيع السعودي الإسرائيلي لم يكن عملية سلسة، بل تطلب جهودًا كبيرة للتوصل إلى التفاهمات والتوافقات. ومع ذلك، كان لهذه العلاقة آثار إيجابية على العديد من المجالات، مثل التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والأمني، وتبادل المعلومات والخبرات في مجالات مكافحة الإرهاب والطاقة والتكنولوجيا والسياحة.
ومع ذلك، فإن العلاقة بين السعودية وإسرائيل لا تزال تواجه تحديات كبيرة. فعلى الرغم من التطورات الإيجابية، إلا أن هناك عدة قضايا مستعصية تحتاج إلى حل، مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومستقبل القدس والمستوطنات. تظل هذه القضايا الرئيسية عائقًا رئيسيًا أمام تعميق العلاقات بين البلدين وتحقيق تطبيع كامل.
من المحتمل أن يكون المستقبل للتطبيع السعودي الإسرائيلي مرتبطًا بمستقبل القضية الفلسطينية. فإذا تمكنت الأطراف المعنية من التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للصراع، فقد يكون ذلك العامل المحفز لنهاية التطبيع السعودي الإسرائيلي. ومع ذلك، فإن إحلال السلام وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط يتطلب جهودًا دولية مشتركة، ولا يمكن للسعودية وإسرائيل أن تحققا ذلك بمفردهما.
من الجدير بالذكر أن العلاقات الإقليمية والدولية قد تؤثر أيضًا على مسار التطبيع السعودي الإسرائيلي. فعلى سبيل المثال، إذا تدهورت العلاقات بين إسرائيل ودول أخرى في المنطقة، مثل إيران، فقد يكون لذلك تأثير سلبي على تطور العلاقات السعودية الإسرائيلية.
على المدى البعيد، يمكن أن تتطور العلاقات بين السعودية وإسرائيل إلى مرحلة أعمق وأكثر تنوعًا. فقد يتم توسيع نطاق التعاون الاقتصادي وتعزيز الاستثمارات المشتركة في مجالات مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة والزراعة والتعليم. كما يمكن أن يتم تعزيز التبادل الثقافي والشعبي بين البلدين، مما يسهم في تعميق التفاهم وتحقيق السلام الشامل في المنطقة.
في الختام، يمكن القول إن نهاية التطبيع السعودي مع إسرائيل ليست أمرًا يمكن تحديده بدقة في الوقت الحاضر. إنها تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك تطورات القضية الفلسطينية والعلاقات الإقليمية والدولية. ومع ذلك، يمكن أن تستمر العلاقات بين السعودية وإسرائيل في التطور والتوسع، مع تحقيق مصالح مشتركة وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
العلاقات الإقليمية والدولية وتأثيرها على التطبيع السعودي الإسرائيلي.
من المؤكد أنه يمكن للعلاقات الإقليمية والدولية أن تؤثر بشكل كبير على التطبيع السعودي مع إسرائيل، وذلك لعدة أسباب:
- العلاقات الإقليمية: تلعب العلاقات بين الدول الأخرى في المنطقة دورًا هامًا في تشكيل السياسات والمواقف المتبناة تجاه التطبيع. فمثلاً، إذا كانت هناك دول أخرى في المنطقة تعارض التطبيع مع إسرائيل، فقد تتجنب السعودية اتخاذ خطوات إيجابية في هذا الصدد لعدم تعريض نفسها للعزلة الإقليمية.
- الصراعات الإقليمية: تأثير الصراعات الإقليمية، مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قد يعوق التطبيع السعودي مع إسرائيل. فإذا تفاقمت الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة، وزاد التوتر بين الجانبين، فقد يزيد ذلك من الضغوط على السعودية لعدم مواصلة التطبيع أو التعاون مع إسرائيل.
- العلاقات الدولية: تلعب العلاقات الدولية أيضًا دورًا حاسمًا في تأثير التطبيع السعودي الإسرائيلي. فمثلاً، إذا كانت هناك توترات بين إسرائيل ودول أخرى في المجتمع الدولي، مثل إيران، فقد يكون لذلك تأثير سلبي على السعودية ويقيد إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل لعدم الرغبة في الاشتباك أو العزلة الدولية.
- الدعم الدولي: توجد أيضًا حالات حيث يمكن للدعم الدولي أن يساعد في تعزيز التطبيع السعودي الإسرائيلي. فإذا حظيت مبادرات التطبيع بدعم قوي من جانب دول أخرى أو منظمات دولية، فقد يشجع ذلك السعودية على اتخاذ خطوات إيجابية نحو التطبيع وتجاوز العراقيل.
إنه بالفعل توازن حساس بين العوامل الإقليمية والدولية التي تؤثر في التطبيع السعودي الإسرائيلي. وبالنهاية، تعتمد قرارات السعودية في هذا الصدد على تقييمها للمصالح الوطنية والإقليمية والدولية، والتوافق مع الأطراف الأخرى في المنطقة والعالم.
بالإضافة إلى العلاقات الإقليمية والدولية، هناك عوامل أخرى يمكن أن تؤثر على قرارات السعودية في التطبيع السعودي الإسرائيلي. وتشمل هذه العوامل:
- المصالح الاقتصادية: يمكن أن تكون المصالح الاقتصادية للسعودية عاملاً هامًا في اتخاذ قرارات التطبيع. فإذا كان هناك مزيد من الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة بين السعودية وإسرائيل، قد تكون هناك حافز قوي للتطبيع وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
- الأمن والاستقرار الإقليمي: يمكن للتهديدات الأمنية المشتركة أن تدفع السعودية للاقتراب من إسرائيل. فإذا كانت هناك تحديات أمنية مشتركة تستدعي التعاون بين البلدين، مثل مكافحة الإرهاب أو الهجمات الإقليمية، فقد يتم تشجيع التطبيع لتحقيق الأمن والاستقرار.
- العوامل الدينية والثقافية: تلعب العوامل الدينية والثقافية دورًا هامًا في قرارات التطبيع. فالتأثير العام للشعور الديني والثقافي في المملكة العربية السعودية يمكن أن يؤثر على مدى استعدادها للتطبيع مع إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بقضية القدس والأماكن المقدسة.
- الرأي العام والشعب: يمكن أن يكون الرأي العام ومواقف الشعب السعودي عاملاً مؤثرًا في قرارات التطبيع. فإذا كان هناك معارضة شعبية قوية للتطبيع مع إسرائيل، فقد تكون هناك ضغوط سياسية على الحكومة السعودية لعدم المضي قدمًا في هذا الاتجاه.
تتأثر قرارات التطبيع السعودي مع إسرائيل بمجموعة متنوعة من العوامل، والتوازن بين هذه العوامل يعتبر تحديًا للدولة السعودية عند اتخاذ قراراتها في هذا الصدد.
السعودية تعلّق محادثات التطبيع مع إسرائيل
“من المستحيل” التطبيع
واعتبر العديد من المحللين أن الاتفاق بعيد المنال حتى قبل بدء الحرب.
وقال المحلل السعودي هشام الغنام إن “التطبيع بين المملكة وإسرائيل هو مبادرة ومشروع أميركي رحبت به المملكة في حال تمكنت الولايات المتحدة من التوصل إلى اتفاق يعالج الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين – اتفاق سيقبله الفلسطينيون”.
وتابع “في الواقع، لم تكن إسرائيل مستعدة حقاً للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين يمنحهم الحد الأدنى من احتياجاتهم”.
وقال جوست هيلترمان، مدير قسم الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، إنه “من المستحيل أن تتمكن أي دولة عربية من التعامل بجدية مع إسرائيل بشأن تطبيع العلاقات عندما يرى شعبها ما يحدث في غزة”.
ومنذ شنّت حماس هجومها السبت الماضي، ندّدت السعودية في عدة بيانات بالسياسة الإسرائيلية التي أدت لاندلاع المواجهة. كما أعربت عن قلقها حيال وضع المدنيين مع شنّ الدولة العبرية آلاف الغارات الجوية وتوجيه إنذار إلى السكان يدعوهم إلى مغادرة شمال غزة ما دفع بآلاف منهم للنزوح في اتجاه الجنوب في غياب ممر آمن.
وفي بيان هو الأشد لهجة منذ اندلاع الحرب، عبرت الرياض الجمعة عن رفضها الإنذار الإسرائيلي بإخلاء شمال غزة واستهداف المدنيين.
وأكّدت وزارة الخارجية السعودية على الرفض “القاطع لدعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة، وإدانتها لاستمرار استهداف المدنيين العزّل هناك”.