تقدم ما يزيد عن 800 طبيب مصري للتطوع والمساعدة في علاج مصابي قطاع غزة، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل منذ أسبوعين، بالتزامن مع الانهيار الكبير في القطاع الصحي بالقطاع، والمناشدات الدولية لإدخال الإمدادات الطبية بشكل مستدام، والتوقف عن استهداف المنشآت والطواقم الطبية.
وكشف مسؤول بنقابة الأطباء المصرية، في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، عن وجود آلاف الأطباء المصريين الراغبين في الدعم والمساندة بعلاج مصابي غزة سواء من داخل المستشفيات المصرية التي جرى رفع حالة الطوارئ بها منذ بداية الصراع، أو حال الموافقة على إدخال طواقم طبية إلى القطاع الذي يعاني من أزمة إنسانية فادحة، بيد أنه جرى وضع عدد من المعايير لاختيار هؤلاء الأطباء، على رأسها انتقاء أصحاب التخصصات المطلوبة كالجراحات الدقيقة والطوارئ.
ورفعت مصر درجة الاستعداد والطوارئ بمستشفيات 8 محافظات مصرية؛ للتعامل مع أي طوارئ طبية، على وقع تداعيات الأحداث في قطاع غزة، وإمكانية استقبال مصابين وجرحى خلال الأيام المقبلة.
وتحذر منظمة الصحة العالمية، ومؤسسات إغاثة دولية، من “كارثة راهنة” في النظام الصحي داخل قطاع غزة، جراء نقص الإمدادات الطبية، مع الأضرار التي طالت بعض المنشآت الطبية على رأسها قصف مستشفى المعمداني، الذي أسفر عن 500 شخصا بين قتيل وجريح، فضلا عن الاستهداف المباشر لبعض الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف.
“تدريب خاص”
وقال الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء المصرية، خالد أمين، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه جرى استقبال طلبات 870 طبيبا راغبا في التطوع لعلاج مصابي غزة، في تخصصات نوعية مختلفة، تشمل: الطوارئ، والجراحات المتخصصة كجراحة العظام والمخ والأعصاب والقلب والصدر، وكذلك الأوعية الدموية، والتخدير والرعاية الفائقة.
وحدد أمين الخطوات المقبلة بالنسبة لهؤلاء الأطباء، بالقول إنه:
- سيتم تدريب أول دفعة من هؤلاء الأطباء بحضور 40 طبيبا من الراغبين في التطوع داخل الهلال الأحمر المصري، على كيفية التعامل مع حالات الطوارئ خاصة في أوقات النزاعات.
- التدريب سيكون على التعامل مع نوعية الإصابات التي تحدث في الحروب والعمليات العسكرية، على أن يبقى هؤلاء الأطباء في حالة استعداد لتغطية أي احتياج لدعم طبي في المستشفيات المصرية سواءً بمحافظات قناة السويس، أو شمال سيناء، أو بالمستشفى الميداني في رفح، وكذلك حال السماح بدخول الطواقم الطبية إلى قطاع غزة لمساعدة زملائهم هناك.
- الأولوية لاختيار الأطباء تكون لمن لديه خبرة في التعامل مع تلك مواقف الحروب والنزاعات أو الكوارث الإنسانية، إضافة لوجود الأوراق اللازمة للسفر طبقا لما تطلبه الجهات الرسمية المصرية.
- فتح باب التبرع على كافة الحسابات البنكية للجنة “مصر العطاء” التابعة لنقابة الأطباء، لصالح الشعب الفلسطيني.
- هناك تواصل دائم مع وزارة الصحة المصرية، والهلال الأحمر المصري؛ للوقوف على الاحتياجات الطبية المطلوبة لدعم قطاع غزة، بيد أن الأمر رهن القرار السياسي، خاصة أنه كانت هناك صعوبة في إدخال المساعدات الطبية خلال الأيام الماضية.
كيف تستعد المستشفيات المصرية؟
وسبق أن كشف مسؤول صحي مصري عن محاور خطة العمل الخاصة بالتعامل مع الطوارئ الطبية على وقع تداعيات الأحداث في قطاع غزة، والتي تتضمن تقديم الخدمات العلاجية سواء في الجراحات التخصصية أو في علاج الإصابات المعقدة، والكسور والحروق، والحالات الطبية الحرجة، مع رصد الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر والفشل الكلوي والأورام.
وتشمل الخطة تقديم الخدمات الوقائية، من خلال رصد الأمراض المعدية وعلاجها وتوفير التطعيمات والأمصال اللازمة لها، مع توافر مخزون كافٍ من الأدوية، والمستلزمات الطبية، وأسطوانات الأكسجين، وأكياس الدم والبلازما.
وشدد على جاهزية المستشفيات من القوى البشرية في كافة التخصصات، والتنسيق مع المستشفيات الجامعية في حال الاحتياج إلى دعم من الأطقم الطبية، مع الدفع بعدد من العيادات المتنقلة للتعامل مع بعض الحالات المرضية، وتخفيف الضغط على مستشفيات الإحالة.
كما تتضمن الخطة المصرية رفع درجة الاستعداد بمنظومة الإسعاف المصرية للتعامل مع أي تطورات.
المصدر: سكاي نيوز