يعتبر ملف الرهائن الإسرائيليين المتواجدين في قطاع واحدا من أكثر الملفات الشائكة التي تتعامل معها تل أبيب منذ بدء عمليتها العسكرية ضد حركة حماس في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر.
وتشير التقديرات الإسرائيلية، وفق أحدث حصيلة، إلى 212 شخصا تحت سيطرة حماس في غزة، بينما أعلنت كتائب القسام أن العدد قد يصل إلى 250 منهم 200 شخصا تحت سيطرتها، وتعرض أكثر من 20 منهم للقتل في الغارات الإسرائيلية.
وتظاهر مئات الإسرائيليين، الأحد، أمام منزل الرئيس إسحاق هرتسوغ، للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن “المئات تظاهروا أمام منزل هرتسوغ، للمطالبة بالإفراج عن الأسرى لدى حركة حماس”، وذكرت الهيئة أن “هرتسوغ اجتمع مع 80 ممثلا عن عائلات الأسرى” عقب المظاهرة.
وبشكل يومي، يتظاهر آلاف الإسرائيليين في كافة أنحاء البلاد، لمطالبة الحكومة بالإفراج عن الأسرى لدى حماس في غزة.
ضغط غربي
وقالت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، الأحد، إن الجيش الإسرائيلي مستعد لبدء العملية البرية في قطاع غزة، لكن بنيامين نتنياهو وراء التأجيل لاعتبارات سياسية.
وكانت تقارير صحفية أفادت بوجود ضغوط غربية على نتنياهو لتأجيل الهجوم البري المتوقع على غزة، في أعقاب إطلاق حماس سراح رهينتين أميركيتين من القطاع.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مصدر دبلوماسي قوله، إن “الولايات المتحدة والعديد من الحكومات الأوروبية تضغط بهدوء على إسرائيل لتأجيل الغزو البري، خوفا من أن يؤدي إلى إحباط الجهود الرامية إلى إطلاق سراح المزيد من الرهائن في المستقبل المنظور”.
وأوضح المصدر أن “الحكومات الغربية التي تضغط حاليا على إسرائيل لديها مواطنون بين المفقودين”.
خطة إسرائيلية
وحول تعامل الحكومة مع ملف الرهائن الإسرائيليين المتواجدين مع حركة حماس في غزة، يقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس، الدكتور مئير مصري، إن حكومة إسرائيل لن تخضع لابتزاز “عدو لن يحصل منا إلا على الموت”، متهما حماس “بأنهم خطفوا الأطفال والنساء وكبار السن الذين أخرجوهم من غرف نومهم صباح يوم العيد”.
وأضاف مئير، لموقع “سكاي نيوز عربية”، “أن الحكومة لن تخضع لأي ضغط، لا من الخارج ولا من الداخل، نحن مصممون، حكومةً وشعباً، على استئصال حماس والجهاد وإعادة احتلال القطاع من جديد، مهما كلفنا ذلك، لأنه لا خيار أخير أمامنا، وفكرة الانسحاب أحادي الجانب ومحاولة ترويض العنف والتعايش معه قد أثبتت فشلها”.
وحول عدد الرهائن، يقول “من الصعب التأكد من صحة الأرقام، حيث لا نزال نكتشف كل يوم المزيد من جثث المفقودين في الصحراء. كما أن بعض الرهائن خطفوا على يد “مدنيين” من القطاع، استغلوا فتح الحدود والإخفاق الأمني الإسرائيلي لارتكاب الفظائع بحق الإسرائيليين ولخطف من استطاعوا خطفه”.
وتابع “حماس لم تتوقع أن تحظى إسرائيل بهذا الدعم الكاسح من المجتمع الدولي وهي تحاول الآن أن تظهر للعالم أنها بالإمكان التفاوض معها، ونحن نرفض هذا المنطق ونطالب بالإفراج عن جميع الرهائن فوراً، وبتسليم أنفسهم، كاشفا أن “إسرائيل عازمة على القضاء نهائياً على المليشيات، وإعادة احتلال القطاع من جديد وتسليمه لسلطة مدنية خاضعة لها”.
شروط حماس
بدورها ذكرت حركة حماس، السبت، أنها لن تناقش مصير أسرى الجيش الإسرائيلي حتى تنهي إسرائيل “عدوانها” على قطاع غزة.
وقال أسامة حمدان المسؤول في حماس متحدثا من لبنان في مؤتمر صحفي: “موقفنا واضح ولا يزال يتعلق بتبادل الأسرى العسكريين، ولا يتم الحديث فيه إلا بعد الانتهاء من العدوان على غزة”.
وتقصف إسرائيل قطاع غزة بكثافة بهدف “القضاء” على حركة حماس، التي تطلق بدورها يوميا صواريخ على أراضي الدولة العبرية.
المصدر: سكاي نيوز