استئناف عمليات الإجلاء عبر معبر رفح
استؤنفت اليوم الأحد عمليات الإجلاء عبر معبر رفح البري الحدودي بين مصر وقطاع غزة المحاصَر، وذلك بعد يومين من الإغلاق.
ودخلت أول مجموعة من الأجانب والجرحى الفلسطينيين إلى مصر، بحسب ما أكدت مصادر مصرية لوكالة رويترز للأنباء.
وأشارت المصادر في هذا الصدد إلى عدد من الجرحى الفلسطينيين، إضافة إلى 80 شخصا من حملة جنسيات أخرى رفقة عائلاتهم.
وحتى منتصف اليوم الأحد، عبر ما لا يقل عن 80 شاحنة محمّلة بالمساعدات من مصر إلى غزة، بحسب مصدرَين مصريين.
وكانت عمليات الإجلاء من غزة إلى مصر قد تمّ تعليقها يوم الجمعة بسبب عدم التنسيق لدخول الجرحى الفلسطينيين، وفقاً لهيئة المعابر الحدودية في قطاع غزة، الذي تديره حركة حماس.
وأدى احتدام القتال في شمال غزة إلى تسريع وتيرة نزوح السُكان باتجاه جنوب القطاع؛ وبحسب الجيش الإسرائيلي أمس السبت، فإن حوالي 200 ألف شخص نزحوا قسراً باتجاه جنوب غزة على مدار الأيام الثلاثة السابقة.
“لا أريد الموت في الـ24 من عمري” – حكاية امرأة عالقة عند معبر رفح
بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.
الحلقات
البودكاست نهاية
وفي جنوب القطاع، لم يعد النازحون يجدون أماكن في الخيام أو في الملاجئ المؤقتة، ما اضطر البعض إلى النوم على الأرصفة، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وفي رفح، جنوبي غزة، إلى حيث كان من المفترض أن يلجأ هؤلاء النازحون، تتعرض المباني للقصف الإسرائيلي؛ ويوم الأحد، قصفت إسرائيل عشرات المباني في بني سهيلا -جنوبي القطاع، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن أربعة قتلى وإصابة 30 شخصا بجروح.
وبلغت أعداد النازحين داخليا في غزة ما لا يقل عن 1.6 مليون نسمة – أي ما يعادل نحو ثُلثي سكان القطاع، وفقاً لوكالة الأونروا.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، كان أكثر من 80 في المئة من سكان قطاع غزة، حتى قبل نشوب الحرب الأخيرة، يعيشون فقرا؛ حيث كان يعتمد اثنان من بين كل ثلاثة أشخاص على المساعدات.
ويعرب العاملون في الهلال الأحمر الفلسطيني عن خشيتهم من تسيير قوافل جديدة من المصابين أو المسافرين؛ نظراً لأنها تُستهدف من جانب الجيش الإسرائيلي.
وقالت لجنة الصليب الأحمر إن موكبها المرافق لقوافل من المصابين قد تعرّض للاستهداف يوم الخميس. كما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يوم الأربعاء، إن قافلة مساعدات إنسانية تعرّضت لإطلاق نار وهي في طريقها لتسليم إمدادات طبية لمستشفيين في قطاع غزة.
وبدأت عمليات الإجلاء من غزة عبر معبر رفح في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لما يُقدّر بنحو سبعة آلاف من حاملي جوازات السفر الأجانب، ومزدوجي الجنسية وأفراد أُسرهم، فضلاً عن عدد محدود من الأشخاص الذين في حاجة ماسة إلى العلاج.
وحتى يوم الخميس الماضي، رصدت الأمم المتحدة، إجمالي 756 شاحنة محمّلة بالمساعدات دخلت إلى قطاع غزة منذ يوم الحادي والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقبل اندلاع الحرب في السابع من الشهر نفسه، كان متوسط عدد الشاحنات التي تحمل مساعدات تدخل قطاع غزة يوميا يزيد على 400 شاحنة.
شريان الحياة الوحيد
يمثّل معبر رفح المنفذ الرئيسي والوحيد المتبقي للغزيين على العالم الخارجي، لا سيما بعد أن أغلقت السلطات الإسرائيلية جميع المنافذ الستة بين قطاع غزة وجنوبي إسرائيل مع بدء الحرب الراهنة.
ويحيط البحر وإسرائيل ومصر بسكان غزة، فيما تسيطر إسرائيل على المجال الجوي للقطاع وعلى ساحله البحري، بينما تتحكم السلطات المصرية في حركة معبر رفح المؤدي إلى القطاع.
وحذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الـ 12 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي من أنّ تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة سيؤدي إلى “تصفية” القضية الفلسطينية، داعياً الفلسطينيين إلى “البقاء صامدين في أرضهم”.