“دفنّا شهداءنا وحصتنا من الطعام والمياه زادت”.. هكذا وصف أحد سكان غزة الفرق الذي أحدثته الهدنة الإنسانية السارية في القطاع بين إسرائيل وحركة حماس منذ يوم الجمعة، التي مددت حتى الأربعاء.
ونص اتفاق الهدنة على وقف القتال لمدة 4 أيام، وإفراج حماس عن 50 من المحتجزين لديها مقابل إطلاق إسرائيل سراح 150 سجينا فلسطينيا، وإدخال شحنات مساعدات ووقود إلى قطاع غزة المحاصر، قبل تمديدها ليومين إضافيين بنفس الشروط.
ويقول همام منير، وهو أحد النازحين من قرب مخيم جباليا شمالي القطاع، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “نزحنا من الشمال بسبب تهديدات الجيش الإسرائيلي قبل الهدنة، ولم نستطع الحصول على مأوى بسبب اكتظاظ الناس مع النزوح الجماعي، لكن فور سريان الهدنة ودخول المساعدات حصلنا على خيمة وأغطية تحمينا من البرد، لكننا لم نستطع العودة للديار في الشمال”.
وعن حجم المساعدات بعد الهدنة، يوضح منير أنها أصبحت أكثر تنوعا، مضيفا: “الإخوة في مصر كانوا يرسلون لنا الاحتياجات الأساسية والدوائية في البداية بسبب القدر المحدود من المساعدات المسموح بدخوله، لكن الآن حصتنا في الغذاء زادت وتنوعت، ونستطيع طهي الطعام بعد أن كنا في فترة نأكل الخبز فقط، وحصلنا على زجاجات مياه نظيفة”.
وأضاف: “وصلتنا أيضا مجموعة من الأكفان، واستطعنا إخراج الجثامين من داخل المستشفيات وبعض المنازل والثلاجات ودفنها”.
انفراجة في أزمة الوقود
وفيما يخص الوقود، الذي تسبب نقصه في تعطيل الحياة اليومية، خاصة في المستشفيات، يقول منير: “حصلنا على أنابيب البوتاغاز المعبأة بعد أن ظللنا أكثر من 40 يوما من دونها، الوقود أيضا وصل المستشفيات وسيارات الإسعاف تعبأت به، هناك كثير من المخابز التابعة للأونروا (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) عادت للعمل وزاد نصيب الفرد من الخبز”.
تنفس الصعداء
عبد الله عبيد، أحد العاملين في جهود الإنقاذ، يصف لموقع “سكاي نيوز عربية” مشاعره وهو “يحيا من جديد من دون أصوات للقصف”، موضحا: “4 أيام ذقنا فيها طعم النصر وحصلنا على بعض من الهدوء، فخلال 47 يوما القذائف كانت تتلاعب بأجهزتنا العصبية والنوم كان غائبا علينا”.
وعن فوائد الهدنة فيما يخص عمل الإنقاذ، يقول: “قبلها كانت تنقصنا كثير من المعدات والأدوات اللازمة لتقديم الدعم للجرحى والمصابين، الآن استطعنا الحصول على بعض الأدوات العلاجية والإسعافية تجعلنا نستطيع تقديم الدعم للمرضى. الوضع خلال الهدنة أفضل بكثير، نتنفس الصعداء بعد 47 يوما من حمل واستخراج الجثامين”.
وتابع: “كانت لدينا أيضا أزمة في دفن الشهداء بسبب التنكيل ببعض المستشفيات والعبث بمحتوياتها، لكنا استطعنا دفن الكثير خلال الأيام الماضية”.
إلا أنه، وفق عبيد، هناك “نقص في أدوية الأمراض المزمنة، ونناشد بإدخالها بشكل أسرع وأكبر، كذلك الأدوات اللازمة لتشغيل وحدات غسيل الكلى”، كما “توجد مخلفات حربية في بعض المناطق، كصواريخ وعبوات لم تنفجر، وهذا مقلق لعدم وجود من يستطيع التعامل معها الآن”.
ويبدو أن إسرائيل تصر على عدم عودة نازحين إلى الشمال، فبحسب عبيد “لا نستطيع الدخول للشمال، وهناك من حاول وأطلق عليه النيران والقنابل المسيلة للدموع”.
المصدر: سكاي نيوز