محكمة العدل الدولية تطالب إسرائيل بضمان وصول الإمدادات الغذائية إلى سكان غزة دون تأخير
أصدر القضاة في محكمة العدل الدولية، الخميس، أمراً بالإجماع طالبوا خلاله إسرائيل بأن تتخذ كافة الإجراءات اللازمة والفعالة لضمان وصول الإمدادات الغذائية الأساسية لى السكان الفلسطينيين في قطاع غزة دون تأخير.
وقالت محكمة العدل الدولية إن الفلسطينيين في غزة يواجهون تدهور الظروف المعيشية، وتنتشر المجاعة .
كما قال القضاة في أمرهم: “لاحظت المحكمة أن الفلسطينيين في غزة لا يواجهون خطر المجاعة فحسب، (..)، لكن هذه المجاعة بدأت بالفعل في الظهور”.
وقد أصدرت محكمة العدل الدولية، المعروفة أيضاً بالمحكمة العالمية، حكماً في شهر في يناير/كانون الثاني، أمرت فيه إسرائيل بالامتناع عن أي أعمال، يمكن أن تندرج تحت اتفاقية الإبادة الجماعية وضمان عدم قيام قواتها بارتكاب أي أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
نازحة من بناية سكنية بجوار مستشفى الشفاء تروي معاناة نزوحها
ولاتزال تداعيات العملية العسكرية التي تنفذها القوات الإسرائيلية في مجمع الشفاء الطبي بشمال غزة، تلقي بظلالها على سكان الشمال، حيث طالت البنايات السكنية المجاورة للمجمع الطبي. وقد تحدثت بي بي سي مع دينا أبو شعبان التي فُجر منزلها بعد اجبارها واسرتها على اخلائه من قبل القوات الإسرائيلية.
تقول دينا لبرنامج “غزة اليوم” عبر بي بي سي عربي إنه عند دخول الدبابات الإسرائيلية فجأة، كان هناك إطلاق نار كثير.
ما أشعرها هي وجيرانها بالخوف، فقاموا بفتح النوافذ، ليجدوا آليات الجيش الإسرائيلي وقد توغلت بشكل كبير في “الحارة” التي يقطنون بها وفي مبنى الولادة التابع للمستشفى، وهرع جميع السكان إلى الداخل وأغلقوا النوافذ.
وتقول دينا أبو شعبان في حديثها لغزة اليوم إن الجيش الإسرائيلي توجه إلى البناية التي تسكن بها، وطالب السكان بإخلائها.
وتضيف: “نزلنا كلنا أطفالاً ونساءً وكان بيننا رجل مسن أجرى سابقاً عملية قلب مفتوح، وكنا صائمين ومحاصرين لستة أيام ونفد الماء. كنا سنموت أما بسبب نيران الجيش الإسرائيلي أو بسبب الجوع “
خرجت دينا وجيرانها، سيراً على الأقدام وأثناء رحلتها سيراً للجنوب، تصف دينا ما شاهدته قائلة،” كانت هناك جثث تأكلها كلاب، ومناظر شنيعة والحمد لله وصلنا بالسلامة”.
ماذا نعرف عن مداهمة الجيش الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي؟
ما حقيقة صور الأسرى في مجمع الشفاء وتفجير مبنى الجراحات؟
كيف يبدو الوضع في خان يونس؟
كما تحدث برنامج “غزة اليوم” إلى ثلاثة مواطنين من خان يونس لمعرفة الوضع الحالي في المدينة.
وقال يوسف حروانة من سكان خان يونس إن المدينة أصبحت “مدنية أشباح”، تفتقر إلى الأمن والأمان .
ويتذكر يوسف كيف كانت خان يونس في الماضي، قائلاً: كانت مدينة مزدهرة بكل أنواع التجارة. كانت مركزاً لقطاع غزة كله. اليوم أصبحت عبارة عن صحراء. كنت أملك ثلاثة محال . اليوم أنا لا أملك أي شيء. الممتلكات التي دمرها الجيش الإسرائيلي أصبحت صيداً للصوص”.
ويقور زكريا مصطفى، إنه بعد الدمار الكبير الذي تعرضت له مدينة خان يونس،أصبح العيش بها مستحيل.
ونزح زكريا إلى منطقة المواصي، لكن الوضع هناك ليس أفضل حال.
إذ يقول لغزة اليوم:” نضطر في بعض الأوقات إلى السير مسافة ثلاثة كيلومترات للحصول على عشرين لترا من المياه الصالحة للشرب، في بعض الأحيان، مقابل 2 شيكل (0.54 دولار) على الجالون الواحد، الذي يعادل عشرين لتراً.
“خان يونس عبارة عن خرابة كبيرة”
كما يقول خليل الأغا، أحد النازحين من خان يونس إلى منطقة المواصي إن المنطقة هناك “لا تصلح لعيش الأدميين”، حيث لا تتوفر الخيام فضلاً عن ندرة المساعدات الإنسانية وإن وجدت فإنها لا توزع بشكل عادل، وفق ما قال.
كما يتابع الأغا في حديثه معنا ، واصفاً الوضع في المواصي قائلا، إنه “لا توجد رقابة على الأسعار ولا حماية للمستهلكين….وهناك تهديد من الجيشالإسرائيلي بين الفينة والآخرى، بالإضافة إلى قيامه بأعمال تجريف وتنفيذ عمليات اغتيال.
ويتابع :”حتى المناطق التي يريد الجيش الإسرائيلي، أن نتوجه إليها هي مناطق غير آمنة”.
ويضيف أن حجم الدمار في مدينة خان يونس طال “أكثر من 80 في المئة” من مبانيها، ويختتم الأغا حديثه، قائلا:”.لا شيء يصلح للحياة. لا توجد طرق مسفلتة، ولا مناطق صحية ولا مستشفيات. خان يونس أصبحت خرابة كبيرة”