لافتة “تل أبيب هي ساحة معركتنا” في طهران تثير مخاوف الإيرانيين
- Author, جيار غول وبهرانغ تاجدين
- Role, خدمة بي بي سي الفارسية
تشهد العاصمة الإيرانية طهران، حالة من التوتر بعد أيام معدودة من الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل.
وبسبب القلق من الحرب وتأثيرها على الاقتصاد الإيراني -المتعثر بالفعل- تعارض نسبة كبيرة من الإيرانيين ما يعتبرونه “مغامرة متهورة” من قبل الحرس الثوري الإسلامي في البلاد، الذي أطلق أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ ليلة السبت.
وفي رسالة وصلت إلى خدمة بي بي سي فارسي، انتقدت قائمة طويلة تضم نشطاء إيرانيين داخل البلاد وخارجها تصرفات الحرس الثوري الإيراني قائلين “لا للحرب!”
ويرى العديد من الإيرانيين أيضاً أن المواجهة بين إيران وإسرائيل التي خرجت الآن من الظل، هي من تدبير الحكومة الإيرانية وليست انعكاساً لإرادة الشعب الإيراني.
ويؤكد الوجود المكثف للشرطة في شوارع طهران، ذلك التصور، لكن الشرطة تشير إلى أن وجودها يتعلق بفرض قواعد اللباس الإسلامي الصارمة التي تتطلب من النساء تغطية شعرهن، لكن الأمر الذي يشكك الكثيرون في أنه يهدف بشكل أساسي إلى سحق أي احتجاجات محتملة.
- ما هو المزاج السائد في إيران بعد الهجوم على إسرائيل؟
ويخشى بعض صناع القرار أنه إذا تعرضت قوات الأمن الإيرانية ومراكز قيادة الحرس الثوري الإيراني للقصف في حرب مع إسرائيل والولايات المتحدة، أن يؤدي ذلك إلى إشعال الاحتجاجات على مستوى البلاد، والتي اندلعت في عام 2022 بعد وفاة امرأة شابة في حجز الشرطة.
وقد ظهرت بعض الكتابات على الجدران في المدن الإيرانية، حيث جاء في إحداها: “إسرائيل، اضرب منزل المرشد الأعلى (آية الله علي خامنئي)”.
وجاء في رسالة أخرى: “لقد ضربتهم إسرائيل، وهم يفتقرون إلى الشجاعة للرد”.
وللحكومة لوحات إعلانية خاصة بها، تقول إحداها: “تل أبيب هي ساحة معركتنا، وليست طهران”.
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
احتفل أنصار الجمهورية الإسلامية، مباشرة بعد هجوم الحرس الثوري الإيراني، وتم تعليق لافتة تحذر الإسرائيليين من أن “الصفعة القادمة ستكون أشد ضراوة” على أحد المباني في طهران.
وقالت امرأة في رسالة صوتية أرسلت إلى خدمة بي بي سي فارسي: “أعتقد أنه كان القرار الصحيح مهاجمة إسرائيل لمنع المزيد من القتل للقادة الإيرانيين في سوريا وأماكن أخرى”.
بينما يرى رجل آخر: “الإيرانيون أنفسهم في حالة حرب مع النظام الحالي؛ نحن لا نحمل أي عداء تجاه أي دولة، بما في ذلك إسرائيل”.
وفي الوقت نفسه أشارت امرأة أنها تشعر بـ “القلق إزاء حرب أوسع نطاقاً”. ويبدو أن مثل هذه المخاوف دفعت الناس إلى التدافع لتخزين الضروريات مثل الطعام والوقود، وتظهر الصور طوابير تمتد إلى خارج محطات الوقود في طهران، ومحلات السوبر ماركت تغمرها المتسوقين.
- مليار دولار وأكثر… تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
ومع ارتفاع معدل التضخم الرسمي إلى ما يزيد قليلاً عن 40 في المئة ومع معاناة عشرات الملايين من الناس من تكاليف المعيشة، كانت المواجهة العسكرية مع إسرائيل آخر ما يريده معظم الإيرانيين.
وانخفضت قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار الأمريكي بعد هجوم الحرس الثوري الإيراني، كما حدث بالفعل بعد الهجوم الإسرائيلي السابق على القنصلية الإيرانية في سوريا.
ويخشى الكثيرون أن يؤدي التصعيد العسكري، عاجلاً أم آجلاً، إلى ارتفاع أسعار العديد من السلع، من الهواتف المحمولة إلى الأجهزة المنزلية والعديد من المواد الغذائية.
تحدد الحكومة الإيرانية أسعار بعض المواد الأساسية مثل الخبز والوقود، وتسمح باستيراد العديد من العناصر بسعر صرف تفضيلي (وبعبارة أخرى عملة أجنبية رخيصة). ولكن ما تزال أسعار العديد من السلع تتبع سعر الصرف في السوق المفتوحة.
ويواجه الاقتصاد الإيراني صعوبات منذ انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق دولي للحد من الأنشطة النووية الإيرانية في عام 2018 وإعادة فرض عقوبات تُعيق نمو الاقتصاد، لا سيما الحد من قدرة إيران على تصدير النفط الخام.
وفي يوم الثلاثاء، ركزت الصحف الإيرانية على الضغوط الدولية على إسرائيل لإظهار ضبط النفس، ولكنها حاولت أيضاً تهدئة أي مخاوف اقتصادية.
وكانت الصحافة الإيرانية – التي تعكس مجموعة من وجهات النظر السياسية، وإن كان ذلك ضمن قواعد غير مكتوبة – داعمة إلى حد كبير لعمل الحرس الثوري الإيراني.
وأصرت صحيفة كيهان على وجود “هدوء اقتصادي من خلال إظهار قوة إيران”.
بينما قالت صحيفة “وطن إمروز” المتشددة إن الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ليلة الأحد الذي دعت إليه إسرائيل كان “ليلة عزلة” لإسرائيل.
في حين أشارت صحيفة “أرمان إي إمروز” الإصلاحية إلى “موجة عالمية لإنهاء التوترات في الشرق الأوسط”.
- إيران تعدم ثلاثة بسبب المظاهرات ضد النظام
وعلى الإنترنت، ينشر أنصار الجمهورية الإسلامية تحت الوسوم باللغة الفارسية #عاقب_المعتدي و#جعلناهم_يندمون.
ومع ذلك، فقد اجتاحت منشورات انتقادية تحت وسم #الحرس_الثوري_الإيراني_إرهابي باللغتين الإنجليزية والفارسية منصة إكس.
وحثت الدول الغربية على تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وأشادت بالمحتجين الذين يقولون إن الحرس الثوري الإيراني وقوات الأمن الأخرى قتلت إيرانيين خلال احتجاجات عام 2022 على مستوى البلاد.
وفي الوقت نفسه، نشر لاعب كرة القدم السابق الشهير علي كريمي، المقيم خارج إيران، صورة لأيادي متشابكة مغطاة بالعلم الإسرائيلي ونسخة سابقة من العلم الإيراني الذي كان مستخدما قبل الثورة الإسلامية عام 1979.
وكتب: “نحن إيران، ولسنا الجمهورية الإسلامية”.