“تشكُّل حركة قوية مناهضة للحرب في إسرائيل أمر ممكن”- الغارديان
نبدأ جولتنا من صحيفة الغارديان البريطانية، ومقال بعنوان “يعتقد البعض أن تشكُّل حركة قوية مناهضة للحرب في إسرائيل أمر مستحيل، لكنهم مخطئون”، كتبه إيتان نيتشن.
يبدأ الكاتب بالقول إن إسرائيل تشهد احتجاجات شبه أسبوعية، منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، تركز على إطلاق سراح الرهائن والرسائل المناهضة للحكومة. “وحتى وقت قريب، نادرا ما تضمنت دعوات لوقف إطلاق النار في حرب غزة، ولم يتناول سوى عدد قليل من المتظاهرين الأزمة الإنسانية في غزة أو يتطلعون إلى حل سلمي طويل الأمد. ويرى بعض التقدميين أن هذا النقص في الأصوات المناهضة للحرب يعكس موقفاً عسكرياً قومياً متأصلاً في المجتمع الإسرائيلي والمشروع الصهيوني”.
- تل أبيب تشهد “أضخم مظاهرات” مناهضة للحكومة الإسرائيلية
- مظاهرات إسرائيل: إلى أين تتجه الاحتجاجات وهل يرضخ نتنياهو؟
ويتساءل الكاتب: “ولكن هل هذا صحيح؟ هل من المستحيل قيام حركة قوية مناهضة للحرب ومؤيدة للسلام في إسرائيل؟”.
“ورغم أن أغلب الإسرائيليين يعتقدون أن الحرب ضد حماس مبررة، إلا أن المزيد من الناس يتساءلون عن مدى فعاليتها في القضاء على حماس وتأمين إطلاق سراح الرهائن”.
ويرى الكاتب أن وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحقيق النصر الكامل ينظر إليه من بعض الإسرائيليين الآن على أنه مجرد ذريعة لتبرير تجاوز الخطوط الحمراء، مشيرا إلى تقارير بأنه وحكومته يعرقلون المفاوضات بشأن الرهائن ويركزون على فوائد الاستيطان أكثر من مساعدة النازحين الإسرائيليين.
-
“حل مجلس الحرب سيضطر نتنياهو لمواجهة الفشل وحده”- الغارديان
-
“إسرائيل وحزب الله يلعبان بالنار، لكن أيا منهما لا يريد حرباً أخرى”
-
“نجاح حركة الاحتجاج الإسرائيلية مرهون بالتغيير العميق” – هاآرتس
-
“تقرير أممي يكشف عن كمٍ غير مسبوق من الانتهاكات ضد الأطفال في غزة والضفة الغربية وإسرائيل” – الغارديان
قصص مقترحة نهاية
“لقد دفعت هذه الأحداث التي وقعت خلال الأشهر الماضية الليبراليين، الذين لم ينتبهوا من قبل إلى القوة المتزايدة لحركة المستوطنين والفساد داخل الحكومة الإسرائيلية، إلى البدء في ربط النقاط”.
وكتب: “لقد أخبرتني (نعمة لزيمي) عضو الكنيست عن حزب العمل، أنها شاهدة على حدوث تحول”. ونقل الكاتب عنها قولها: “يدرك الجمهور الإسرائيلي بشكل متزايد أن المستوطنين واليمين المتطرف هم جزء من المشكلة، وجزء مما أوصلنا إلى 7 أكتوبر. إنهم يؤذون ويعرضون جنودنا ورهائننا ومكانة إسرائيل في العالم للخطر، ويوفرون الوقود لأعدائنا”.
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
وأضاف: “وعلى الرغم من الصعوبات، فإن تشكيل حركة مناهضة للحرب أمر صعب ولكنه ممكن. ويمكن أن ينشأ من الإحباط من نتنياهو وائتلافه اليميني، إلى جانب المطالب الدولية بحل مستدام. ويمكن أيضا أن يُبنى على النشاط المستمر المناهض للحكومة، الذي كان موجودا بالفعل قبل 7 أكتوبر. وتنعكس هذه المشاعر في الشوارع مع أكبر الاحتجاجات المناهضة للحكومة خلال الحرب منذ حرب لبنان الأولى- وحتى في بيانات استطلاعات الرأي”.
“لقد واجهت الحركات المناهضة للحرب في إسرائيل دائما معركة شاقة… لكنهم ساهموا أيضاً في تحقيق إنجازات مهمة، مثل التوسط في السلام مع مصر، ووقف حرب لبنان الأولى، وتوقيع اتفاقيات أوسلو، والانسحاب من لبنان”.
“ما الذي يجعل هذه اللحظة مختلفة؟ هناك حركات السلام والمناهضة للاحتلال منذ أمد طويل، وقاعدة أوسع بكثير من المتظاهرين المناهضين للحكومة والمناهضين لليمين، الذين تربطهم العديد من الأهداف المشتركة. لقد توسعت حركة الاحتجاج المناهضة للحكومة لتشمل فصائل متنوعة، مثل (الكتلة المناهضة للاحتلال)، ومنظمات مثل (نقف معا) و(اليسار المؤمن الدينية)”.
“إن تشكُّل حركة جديدة مناهضة للحرب أمر ممكن، لأن الكثيرين يعتبرونها الأمل الأخير لإسرائيل”.
واختتم: “ومن غير المؤكد ما إذا كانت هذه الحركة ستستمر في الحصول على دعم أوسع. ومع ذلك، فللمرة الأولى منذ جيل كامل، يضطر الجمهور الإسرائيلي إلى التفكير في سيناريو “اليوم التالي”، مما يخلق مساحة لخيال سياسي جديد. ومع اشتداد الاحتجاجات والغضب الشعبي، فإن هذا الغضب الجماعي يمكن أن يغذي مستقبلا جديدا قابلا للتحول”.
“كيف يمكننا تشكيل مستقبل العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية؟”
وننتقل إلى صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، ومقال بعنوان “كيف يمكننا تشكيل مستقبل العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية؟”، كتبه يوهانان تزوريف.
يرى الكاتب أن هجوم السابع من أكتوبر لم يؤد إلى أي تغيير ملموس، في الطريقة التي يفكر بها المجتمع الإسرائيلي بشأن مستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مشيرا إلى أن “الغضب تجاه حماس لا يزال شديدا، والرغبة القوية في الانتقام من الحركة الوحشية وجميع الفلسطينيين هو أمر يشترك فيه معظم الإسرائيليين، فضلا عن خيبة الأمل في الدول العربية والسلطة الفلسطينية التي ترفض إدانة الفظائع التي ترتكبها حماس”.
يتحدث الكاتب عن أثر الهجوم في التشكيك في تفوق إسرائيل على أعدائها، “والذي ترسخ على مدار 76 عاما منذ تأسيس الدولة اليهودية”.
وكتب: “لا شك أن المذبحة التي ارتكبتها حماس ستكون واحدة من أكثر الأحداث مأساوية وتأثيرا، في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ليس فقط بسبب الشعور بالإهانة الذي ألحقته بنا، ولكن أيضا لأنها عززت الفهم بأن الفلسطينيين لن يتخلوا أبدا عن طريق النضال العنيف، أو تطلعهم إلى فلسطين بأكملها- “من النهر إلى البحر”- وأيضا بسبب التداعيات الإقليمية والدولية والعالمية لهذه الجريمة”.
“لكن من ناحية أخرى، فإن مذبحة حماس توفر لإسرائيل أيضا فرصة لإنهاء الصراع، إذا كانت ستدفع بشكل أساسي إلى إطلاق سراح الرهائن، وتثبت للشعب الفلسطيني وجميع مؤيدي الحركات الإسلامية أن المقاومة الإسلامية لحماس عقيمة.. وأن الذين انتقدوا السلطة الفلسطينية لسنوات وسنوات- لإظهارها علامات الانهزامية وتقويض القضية الفلسطينية من خلال الاعتراف بإسرائيل وتوقيع معاهدات السلام معها- كانوا لا شيء أكثر من أناس يتبجحون بلا أساس”.
“ويمكن تحقيق ذلك من خلال الاستمرار في ممارسة الضغط العسكري على البنية التحتية شبه العسكرية والحكومية لحركة حماس، حتى يجري تفكيكها بالكامل، وفي الوقت نفسه، التعاون الكامل مع المقترحات الدبلوماسية للولايات المتحدة والدول العربية، بما في ذلك التطبيع ومنح الفلسطينيين فرصة العيش والأفق السياسي”.
“ومن خلال القيام بذلك، ستضمن إسرائيل الدعم الدولي والعربي، وستكتسب الشرعية لحربها المستمرة ضد حماس، وستقدم مساهمة كبيرة في إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وستعزز الفهم الفلسطيني والعربي بأنه بغض النظر عن مدى تصميم حركة المقاومة الإسلامية، فإنها لن تتمكن أبداً من التفوق على إسرائيل”.
“تغيير السلطة الفلسطينية”
وأخيرا نختتم جولتنا من صحيفة القدس الفلسطينية، ومقال بعنوان “تغيير السلطة شرط لبقائها وعدم تحوّلها إلى سلطة عميلة”، كتبه هاني المصري.
يرى الكاتب أن “ما حصل من تغيير في السياسة الإسرائيلية تجاه السلطة الفلسطينية وجّه ضربة قاضية لها، وأصبح سقف التعامل معها اقتصاديا أمنيا بلا مفاوضات ولا عملية سياسية”.
“وهذا أوصل السلطة إلى وضع مطلوب منها التحول مرة أخرى، حيث كانت سلطة ضمن عملية سياسية والتزامات متبادلة، وأصبحت سلطة من دون التزامات متبادلة ولا عملية سياسية، والآن مطلوب منها أن تصبح سلطة أو سلطات عميلة، وما يقتضيه ذلك من إجراء “الإصلاح والتجديد” المطلوب أمريكيا وإسرائيليا، لتصبح سلطة متجددة”.
وكتب: “السلطة التي ولدت في العام 1994 ماتت بموت اتفاق أوسلو في العام 2000، وإحياؤها بحاجة إلى سياق جديد ومقاربة جديدة، وهذا ممكن من خلال تغيير السلطة- طبيعتها وبرنامجها وشكلها ووظائفها والتزاماتها وموازنتها- لتصبح سلطة الشعب وأداة من أدواته”.
“لقد بات تغيير السلطة شرط لبقائها، خاصة أن سلطات الاحتلال تضغط على السلطة، وتريد أن تحولها من سلطة متعاونة إلى عميلة”.
“تغيير السلطة ضرورة، حتى لو أدى ذلك إلى بناء سلطة جديدة، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا في سياق النضال لدحر الاحتلال، لتصبح السلطة مجاورة للمقاومة، وفي خدمة البرنامج الوطني، وأداة من أدوات منظمة التحرير التي بحاجة ماسة إلى إعادة بناء مؤسساتها، لتضم مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي، وتصبح قولا وفعلا الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”.