بزشكيان وجليلي يستعدان لجولة إعادة لحسم سباق الانتخابات الرئاسية الإيرانية
- Author, أميمة الشاذلي
- Role, بي بي سي عربي
قالت وزارة الداخلية الإيرانية إن المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان والمحافظ المتشدد سعيد جليلي سيخوضان جولة الإعادة، بعد حصولهما على أعلى عدد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
وقال محسن إسلامي، المتحدث باسم وزارة الداخلية، السبت: “لم يتمكن أي من المرشحين من الحصول على الأغلبية المطلقة من الأصوات، وبالتالي فإن المتنافسين الأول والثاني اللذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات سيحالان إلى مجلس صيانة الدستور” للجولة الثانية المقرر إجراؤها في الخامس من يوليو/تموز.
ولم يحصل أي من المرشحين على 50 في المئة من الأصوات بعد فرز أكثر من 24 مليون بطاقة اقتراع، بحسب وزارة الداخلية.
وقد تقدم مسعود بزشكيان بأكثر من 10 ملايين صوت، على منافسه جليلي الذي حصد أكثر من 9.4 مليون صوت، وفقا للنتائج الأولية التي أصدرتها الوزارة.
وقد جاء في المركز الثالث رئيس مجلس الشورى المحافظ محمد باقر قاليباف، بحصوله على أكثر من مليوني صوت، فيما حصل رابع المرشحين، مصطفى بور محمدي، رجل الدين المحافظ، على أقل من 200 ألف صوت.
-
هل تقف تركيا وراء تأجيل الانتخابات البلدية في شمال شرقي سوريا؟
-
أبرز لحظات المناظرة الرئاسية بين ترامب وبايدن
-
مرشحون من أصول فلسطينية في الانتخابات البريطانية
-
تعديل وزاري مفاجئ قبيل الانتخابات الرئاسية، والاعتقالات تطال محامين ونشطاء بارزين، فما الذي يحدث في تونس؟
قصص مقترحة نهاية
وكان مجلس صيانة الدستور المحافظ قد وافق على ستة مرشحين بعد فحص دقيق استبعد العديد من الإصلاحيين.
وقبل يوم واحد من الانتخابات، انسحب مرشحان من السباق، وهما عمدة طهران المحافظ علي رضا زكاني، ونائب رئيس رئيسي أمير حسين قاضي زاده هاشمي.
يذكر أنه من بين الانتخابات الرئاسية الـ13 السابقة التي شهدتها إيران منذ الثورة الإسلامية في عام 1979، لم تشهد الانتخابات سوى جولة إعادة واحدة في عام 2005.
وتأتي الانتخابات في أعقاب مصرع الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي في 19 مايو/أيار، عندما تحطمت المروحية التي كان يستقلها في جبل، مع مقتل سبعة آخرين أيضاً.
جدير بالذكر أن تقارير إعلامية رسمية أفادت بمقتل اثنين من أفراد قوات الأمن الإيرانيين، بعد أن هاجم مسلحون مجهولون سيارة تحمل صناديق اقتراع في محافظة سيستان وبلوشستان.
إقبال منخفض
بودكاست يومي يتابع التطورات الميدانية والإنسانية في قطاع غزة من خلال مشاهدات الغزيين ومتابعات الصحفيين والمراسلين والخبراء في الشأن الإنساني.
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية نحو 40 في المئة، وفقاً لبيانات وزارة الداخلية التي نشرتها السبت، فيما يمثل أدنى نسبة مشاركة في سباق رئاسي منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وعلى الرغم من أن هناك 61.5 مليون ناخب يمكنهم الإدلاء بأصواتهم في إيران، إلا أن الإقبال على التصويت بدا منخفضاً بشكل استثنائي، ويقول المراسلون إن هذا يشير إلى تراجع شرعية نظام الحكم في إيران.
وقال شهود عيان لرويترز إن مراكز الاقتراع في طهران وبعض المدن الأخرى لم تكن مزدحمة.
وكتبت صحيفة سازاندغي الإصلاحية الإيرانية اليومية على صفحتها الأولى “عاش الأمل”، فيما أشادت صحيفة إيران اليومية التي تديرها الدولة بالإقبال “القوي”.
وقد وصل الإقبال الانتخابي إلى أدنى مستوياته القياسية في الانتخابات البرلمانية في مارس/أذار، وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عام 2021.
من الذي يحكم إيران؟
حقائق عن إيران
وقد شهدت الانتخابات الرئاسية السابقة استبعاد العديد من الإصلاحيين والمعتدلين، وهو ما دفع العديد من الناخبين إلى الإحجام عن المشاركة في الانتخابات. وكانت نسبة المشاركة آنذاك أقل بقليل من 49 في المئة، الأدنى في أي انتخابات رئاسية في إيران، قبل أن تصل إلى مستوى قياسي جديد في الانتخابات الرئاسية الحالية لعام 2024.
ويأتي ذلك على الرغم من أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي يعد الحاكم الفعلي للبلاد، قد دعا الشعب الإيراني إلى “أقصى قدر” من الإقبال.
وقد استخدم الإيرانيون على نطاق واسع في الأسابيع القليلة الماضية، هاشتاغ أو وسم #ElectionCircus على منصة إكس، تويتر سابقاً، حيث دعا بعض الناشطين في الداخل والخارج إلى المقاطعة، قائلين إن الإقبال الكبير لن يصب إلا في مصلحة إضفاء الشرعية على الجمهورية الإسلامية.
بين نهج مختلف وتحول “عدائي”
على الرغم من أن المراقبين لا يتوقعون أن تؤدي الانتخابات إلى تحول كبير في سياسات الجمهورية الإسلامية، لكن النتيجة قد تؤثر على خلافة آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني البالغ من العمر 85 عاماً، والذي يتولى السلطة منذ عام 1989.
ففي الوقت الذي قد لا يطرأ فيه تحول كبير في القضايا العليا للدولة التي يتحكم فيها خامئني، كالسياسة المتعلقة بالبرنامج النووي، إلا أن الرئيس يدير الحكومة بشكل يومي، ويمكنه أن يؤثر على نبرة السياسة الخارجية والداخلية الإيرانية.
ويحظى بزيشكيان، المؤيد للحكم الديني في إيران، بدعم من الفصيل الإصلاحي الذي شهد تهميشاً إلى حد كبير في البلاد في السنوات الأخيرة.
وقد تعهد بزيشكيان، جراح القلب السابق ووزير الصحة السابق البالغ 69 عاماً، باتباع نهج مختلف، قائلاً إن تصرفات شرطة الأخلاق، التي تفرض قواعد صارمة على النساء، “غير أخلاقية”.
وقال بزيشكيان بعد الإدلاء بصوته: “سنحترم قانون الحجاب، لكن لا ينبغي أبداً أن يكون هناك أي سلوك تدخلي أو غير إنساني تجاه النساء”.
وشهدت البلاد موجة ضخمة من الاحتجاجات في عام 2022 بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما، والتي احتجزتها شرطة الأخلاق بتهمة انتهاك قواعد اللباس الصارمة في إيران.
كما دعا بزشكيان في حملته الأخيرة، إلى “علاقات بناءة” مع واشنطن والعواصم الأوروبية من أجل “إخراج إيران من عزلتها”.
أما جليلي، المناهض للغرب والبالغ 58 عاماً، والذي يُعد حاليًا أحد ممثلي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، فيقول محللون إن فوزه من شأنه أن يشير إلى إمكانية حدوث تحول أشد عدائية في السياسة الخارجية والداخلية للجمهورية الإسلامية.