احتجاجات ضد هاريس في المؤتمر الديمقراطي، لماذا؟

شكلت احتجاجات ضد هاريس في اول مؤتمر ديمقراطي بعد ترشحها للرئاسة الامريكية، تطالب بوقف تصدير الاسحلة لأسرائيل (او لا يوجد تصويت) !!

شيكاغو، إلينوي – يقول ريتش بارنز إن معارضة حرب إسرائيل في غزة ليست قضية معقدة.

وقال وهو يحمل العلمين الفلسطيني والأيرلندي بالقرب من المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو يوم الاثنين: “هل نحن مع قتل الأطفال بشكل جماعي، أم أننا ضد ذلك؟ بالنسبة لي، إنها معادلة بسيطة للغاية”.

كان بارنز واحدًا من آلاف المحتجين الذين غطوا عشب حديقة يونيون ضمن احتجاجات ضد هاريس، على بعد بضعة شوارع من المؤتمر الوطني الديمقراطي، للمطالبة بإنهاء دعم الولايات المتحدة لحرب إسرائيل.

بينما تجمع الديمقراطيون في المؤتمر لتقديم نائبة الرئيس كامالا هاريس كمرشحة رئاسية، قال العديد من المدافعين عن حقوق الفلسطينيين الذين انضموا الى احتجاجات ضد هاريس إنهم لن يصوتوا لها ما لم توافق على حظر الأسلحة ضد إسرائيل.

وطالبت احتجاجات ضد هاريس، التي أطلق عليها “مسيرة المؤتمر الوطني الديمقراطي”، أيضًا بوقف إطلاق النار الفوري والدائم في غزة.

قال بارنز: “أنا قلق لأنني أشعر أنه لن يكون هناك أي تغيير كبير معها”. “نحن نحاول ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط من اليسار لنقول:” اسمع، لا يمكنك توقع تصويتنا “.

رفع المتظاهرون لافتات تربط هاريس والرئيس جو بايدن بالفظائع في غزة، والتي وصفوها بالإبادة الجماعية: محاولة لتدمير الشعب الفلسطيني من خلال القصف والتجويع.

“كتب على أحد الملصقات: “أيدي الديمقراطيين والجمهوريين ملطخة بالدماء”، وكتب على ملصق آخر: “لا تصويت لكامالا حتى فرض حظر الأسلحة على إسرائيل”.

لأول مرة في امريكا ، مرشحة رئاسية بدون تصويت

انطلقت احتجاجات ضد هاريس و فعاليات المؤتمر يوم الاثنين حيث توافد الآلاف من المسؤولين والعاملين والمؤيدين الديمقراطيين إلى شيكاغو للاحتفال بترشيح هاريس قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.

ومن المقرر أن تقبل هاريس، التي احتلت محل بايدن على رأس قائمة المرشحين الديمقراطيين بدون اي تصويت، ترشيح الحزب يوم الخميس، وهو اليوم الرابع من الحدث.

ان الـ احتجاجات ضد هاريس نُظمت على افتراض أن بايدن – المدافع القوي عن إسرائيل والذي قاد الدعم للحرب على غزة – سيكون المرشح. لكنه انسحب من السباق في 21 يوليو وسط مخاوف بشأن عمره وقدرته على القيادة.

بينما بالنسبة للعديد من المحتجين، فإن المرشح الديمقراطي الجديد لا يحدث فرقًا كبيرًا. تظل رسالتهم إلى الحزب الديمقراطي كما هي: أنه يجب أن يستمع إلى ملايين الناخبين الذين يريدون إنهاء انتهاكات حقوق الإنسان التي تدعمها الولايات المتحدة ضد الفلسطينيين.

في حين اعترفت هاريس بمعاناة الفلسطينيين في غزة، لم تعد المرشحة الديمقراطية بأي تغييرات سياسية فعلية بشأن هذه القضية.

رفضت أمل جابر، وهي معلمة قادت سيارتها من ويسكونسن للانضمام إلى احتجاج يوم الاثنين، تعاطف هاريس المعلن مع الفلسطينيين ووصفته بأنه “خدمة لفظية”.

وقالت جابر: “نحن بحاجة إلى رؤية العمل. لا يزال الفلسطينيون يُقتلون اليوم. ما لم نشهد تغييرًا حقيقيًا، لا أرى الجالية المسلمة في ويسكونسن تدعم كامالا هاريس الآن. كفى”.

قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل الدعم العسكري ومليارات الدولارات من المساعدات لدعم الحرب على غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني.

لقد كان بايدن، الذي أعلن نفسه صهيونيا، مؤيدا ثابتا لإسرائيل.

لا يملي نواب الرئيس عادة السياسة الخارجية، لكن البيت الأبيض قال إن هاريس كانت “شريكا كاملا” في الإشراف على النهج الأمريكي تجاه غزة.

لكن في الشهر الماضي، بعد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصفت هاريس الحرب بأنها “مدمرة”.

وقالت للصحافة: “لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن نصبح مخدرين للمعاناة ولن أصمت”.

ومع ذلك، قالت نائبة الرئيس من خلال مساعديها إنها لا تدعم حظر الأسلحة ضد إسرائيل، الأمر الذي خيب آمال العديد من المتظاهرين المناهضين للحرب.

في احتجاجات ضد هاريس في شيكاغو يوم الخميس، حمل أحد المحتجين لافتة كتب عليها “المؤتمر الوطني الديمقراطي = عقود من عدم التغيير”.

وقالت تينا، التي اختارت أن يتم التعريف بها باسمها الأول فقط: “لم يحدث أي تغيير. لا يوجد إصلاح من قبل النظام القاتل. والإجابة هي التخلي عن الإمبراطورية”.

وأضافت أن تعبير هاريس عن تعاطفه مع الفلسطينيين لا يحدث أي فرق دون تغيير في السياسة – “لا شيء على الإطلاق”.

استمرار احتجاجات ضد هاريس والسبب واضح وضوح الشمس

ومن المتوقع أن تستمر احتجاجات ضد هاريس طوال الأسبوع حتى انتهاء المؤتمر يوم الخميس.

شيكاغو، التي لديها تاريخ طويل من النشاط السياسي، هي موطن لأحد أكبر الجاليات الفلسطينية في الولايات المتحدة.

وقال متظاهر ملثم اختار عدم الكشف عن هويته للجزيرة إنه وجد أنه من غير الملائم أن يقرر الديمقراطيون عقد مؤتمرهم في شيكاغو، أكبر مدينة أمريكية تمرر قرار وقف إطلاق النار في غزة.

وقال المتظاهر للجزيرة: “يبدو الأمر وكأنه صفعة على الوجه أن الديمقراطيين يمولون هذه الإبادة الجماعية حاليًا، ومع ذلك اختاروا المجيء إلى هنا”.

“لكن يبدو أيضًا أنه من الصواب أن نقوم بهذا التجمع هنا، ولدينا الفرصة للظهور”.

داخل قاعات المؤتمر الوطني الديمقراطي، ستمثل الحركة المناهضة للحرب أيضًا عشرات المندوبين “غير الملتزمين”.

إنهم يمثلون مئات الآلاف من الأشخاص الذين صوتوا “غير ملتزمين” في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية للاحتجاج على سياسة بايدن تجاه غزة.

“نحن بحاجة إلى تغيير في سياسة غزة. وقال عباس علوية، وهو مندوب “غير ملتزم” من ميشيغان، للصحفيين في مؤتمر صحفي في وقت مبكر من يوم الاثنين: “نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار”.

“نحن بحاجة إلى التوقف عن إرسال الأسلحة التي تُستخدم لقتل العائلات، وقتل الأشخاص الذين نحبهم، وقتل المدنيين في غزة وإدامة الاحتلال الساحق للأراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني”.

وفي الاحتجاج، حذر المتظاهرون هاريس من أنهم – ومطالبهم – لن يتم تجاهلهم بسهولة.

وقال كوابينا أمبوفو، وهو من قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي: “هذا لن يختفي. ما تراه الآن ليس مجرد لحظة إعلامية. هذه ليست مجرد خمس دقائق أو 15 دقيقة من الشمس. هذه قضية – لم أرها قط في حياتي التي تقرب من 30 عامًا – تتجاوز حياة الكثير من الناس”.

المصدر: الجزيرة + قطر عاجل