ويوضح أخصائي طب الأمراض الجلدية، الدكتور محمد أصف قريشي، خلال حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الصدفية تصنف على أنها مرض جلدي عضوي مزمن شائع بنسبة 2-5%، وهو عبارة عن تراكم خلايا الجلد فوق بعضها على سطح الجلد.. مشكلة قشور سميكة جافة حمراء تثير الحكة وتسبب الألم أحيانا، ويكون مريض الصدفية حال تفاقم حالته وشدتها معرضا لأمراض كثيرة أخرى بنسبة 30% عن غيره، مثل أمراض الضغط والسكر و الروماتيزم والقلب والشرايين.

وأضاف قريشي: “السبب الرئيسي غير معروف ولكن يعود عادةً لفرط نشاط الجهاز المناعي، ويصيب المرض الأطفال والبالغين، حيث يمكن أن يصاب الأطفال به من دون عمر 6 سنوات أو 18 سنة إذا كانوا حاملين لجين المرض من أحد الوالدين، لكنه يظهر عند البالغين بشكل أكثر شيوعاً ما بين 30 إلى 40 عاما”.

ويبرز أنه “عادة تتجدد خلايا ‏البشرة كل 3 إلى 4 أسابيع للأشخاص الطبيعيين، لكن عند مريض الصدفية تتجدد الخلايا بمعدل كل يومين وتؤدي إلى ظهور طبقة سميكة جافة من القشور البيضاء‏ مسببة الحكة والألم أحيانا مع نزيف في الجلد، ولا يعتبر مرض الصدفية من الأمراض المعدية أو ذات علاقة بالنظافة الشخصية إنما يحدث لأسباب أخرى، لكن يؤمن الكثيرون بمعلومات مغلوطة مفادها أن مرض الصدفية ينتج عن عدوى من شخص مصاب بالمرض، أو أنه يحدث بسبب عدم الالتزام بإجراءات النظافة الشخصية للجلد وهذا طبعا خاطىء، فقد يظهر في أبناء المصابين ليس لأنه مرض معدي لكن لأنه مرض وراثي، فقد يحمل أحد الأبناء الجين ذاته المتعلق بالمرض”.

وهناك أكثر من عامل يؤدي إلى الإصابة بالمرض، من أهمها:

  • القابلية الوراثية أي إصابة كلا الوالدين أو أحدهما، حيث يؤدي إلى زيادة احتمال إصابه أحد الأطفال.
  • الإصابه بأمراض المناعة الذاتية الأخرى.
  • العوامل البيئية، فالطقس والجو البارد يهيج مرض الصدفية ويزيد من الانتكاسة.
  • العامل النفسي كالقلق والاكتئاب.
  • الإلتهاب البكتيري.
  • بعض الأدوية: مثل أدوية الضغط -الملاريا أو علاجات الاضطراب النفسي مثل دواء الليثيوم.

أنواع الصدفية والأكثر انتشارا منها

ويلفت الدكتور قريشي إلى أن الصدفية اللويحية هي الأكثر انتشارا، وهي عبارة عن ظهور طبقات سميكة حمراء على الأكواع والركب وجدع الجسم.

وهناك أيضا الصدفية القطرية أو النقطية بعد الإصابة بالتهاب بكثيري في اللوزتين، وصدفية الرأس يصاحبها احمرار وقشور سميكة مزعجة، وصدفية ثنايات الجلد مثل أسفل الثدي والإبط والعانة. وعادة ما تسبب الحكة والتعرق الصدفية البثرية أكثر عند المدخنين في راحة اليد وكعب القدم على شكل تجمع قيح تحت الجلد، وصدفية الأظافر التي تؤدي إلى ارتفاع الظفر عن الجلد أو نقاط أو حفر، وفي بعض الأحيان سماكة الظفر وميوله للإصفرار، فيما تصيب الصدفية الحمراء كامل الجسم وتحتاج إلى تدخل سريع لعلاجها، فيما تسبب صدفية المفاصل تورم وتيبس المفاصل وتؤدي إلى تدهور المفصل إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها سريعًا.

اقرأ ايضاً
مصر تجري الانتخابات الرئاسية في ديسمبر

الأعراض

وقال الدكتور قريشي إن الأعراض تختلف من شخص لآخر بحسب شدة المرض، ولكن غالبا تكون الأعراض متقاربة وتشمل:

  • بقع حمراء مستديرة في الغالب عليها قشور سميكة تشبه أصداف السمك لذلك سميت بهذا الاسم.
  • بقع منتشرة صغيرة مثل زخات المطر بعد الالتهاب البكتيري.
  • جفاف البشرة يؤدي إلى النزيف بسبب الهرش.
  • شعور بحرقان وألم في المناطق المصابة.

 التشخيص وسبل العلاج

ويشير المتحدث إلى أن الصدفية تشخص من خلال الفحص السريري وأحيانا يضطر الطبيب لأخذ خزعة من الجلد لتصنيفها عن بعض من الأمراض المشابهة مثل الأكزيما، فيما ‏يعتمد العلاج على شدة المرض وعمر المريض، ولكن ينصح دائما بالترطيب الدائم خاصة مع دخول فصل الشتاء فإذا كانت الصدفية بسيطة يتم استخدام المراهم الكرتوزونية، كذلك مشتقات فيتامين أ، نظائر فيتامين د، أحماض الساليسيليك، أسيد على شكل مراهم، قطرات، قطران الفحم. فيما يتم صرف الأدوية الفموية إذا كانت الصدفية منتشرة وتغطي الجسم بنسبه 50%، ولكن هذه الأدوية مثبطة للمناعة وقد تسبب مشكلات صحية على الكبد والكلى وتشوهات الجنين.

بالنسبة للعلاج الضوئي، يتم استخدام الأشعة فوق البنفسجية عبر تعريض المريض لها بمعدل 3 جلسات بالأسبوع لعدة أشهر، ويسمح باستخدامها كذلك مثل الأشعة من نوع B ذات الحزمة الضيقة للمرأة الحامل والمرضع والأطفال دون سن 12 سنة، وكذلك ينصح بالتعرض لأشعة الشمس الصباحية قبل 10 صباحا أو الأشعة المسائية آخر النهار بعد 4 المساء للاستفادة منها.

أما الأدوية البيولوجية فقد أحدثت ثورة في الـ15 سنة الماضية لعلاج الحالات المستعصية من مرض الصدفية، إذ تصل نسبة الشفاء أحيانا إلى 100% وميزتها أنها آمنة، والآثار الجانبية لها قليلة، إذا ما صرفت تحت إشراف طبي من قبل أخصائي وبمتابعة مستمرة، وعمل الفحوصات الدورية وهناك، في النهاية فإن أكثر من 10 أنواع من هذه الأدوية تحقن تحت الجلد وتؤخذ إما بشكل شهري أو ربع سنوي حسب نوعها وتبدأ عادة الاستفاده منها في غضون 4-6 أشهر.

هل للتغذية دور فعال في علاج الصدفية؟

من خلال الممارسات والمتابعة للمرضى، هناك بعض الأغذية التي تهيج وتزيد من شدة المرض مثل؛ اللحوم الحمراء، الكحول، الأكل الجاهز، ومن المفضل اللجوء إلى الأطعمة المفيدة التي تحتوي على الخضار والمعادن والفيتامينات ومنها فيتامين “أ” و”د” والتي تساعد كثيرا في تنظيم تكاثر خلايا الجلد.