هل هجوم اسرائيل على ايران قادم؟ هل تملك إيران قدرة الردع؟

تحليل نتائج هجوم اسرائيل على ايران حال وقوعه، والامور المترتبة عليه، وهل شارفت الحرب على نهايتها ام انها البداية؟ كل ذلك فيما يلي.

بعد الهجوم الصاروخي الإيراني العنيف على إسرائيل، والذي أدى إلى التشكيك في قوة إسرائيل والاعتراف بقوة جديدة في العالم، اشتكى الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن وطالب بعقد اجتماع طارئ لهذا المجلس، ولكن دون نتيجة. حيث تم رفض إدانة الهجوم الإيراني من قبل المجلس.

وفي الخطوة التالية، طلبت إسرائيل من أمريكا وحلفائها الآخرين الانضمام إليها ودعم هجوم اسرائيل على ايران . لكن الولايات المتحدة أعلنت بوضوح أنها لن تشارك في هجوم اسرائيل على ايران.

لكن السلطات الإسرائيلية عقدت اجتماعا طارئا، ويبدو أنه كما تبين من الاجتماع، ان هجوم اسرائيل على ايران امر محتوم.

يبدو أن قسماً من الحكومة الإسرائيلية المتطرفة مارس ضغوطاً على رئيس وزراء الكيان لمهاجمة إيران. كما أبدى رئيس الوزراء ووزراء إسرائيل اهتمامهم الشديد بـ هجوم اسرائيل على ايران.

حيث قال وزراء اسرائيل: “إننا سنهاجم إيران، لكننا لن نقتل أحداً.” وقال نتنياهو اليوم أيضاً: سنرد على إيران، لكن يجب أن نتصرف بحكمة، يجب أن يكونوا تحت الضغط مثلما كنا تحت الضغط.

من ناحية إذا لم ترد اسرائيل فسوف تنهار مصداقيتها تماماً، وتفقد هيبتها المسطنعة بين جيرانها العرب. ومن ناحية أخرى، وفقًا لمعظم الخبراء الإسرائيليين، فإن الكيان غير قادر على مهاجمة إيران بمفرده، والأهم من ذلك، أن السكان اليهود في إسرائيل يعارضون هجوم هجوم اسرائيل على ايران ويخشون نتائجه بشدة.

كيف سيكون شكل هجوم اسرائيل على ايران ؟

إذا أرادت إسرائيل الهجوم، وبصرف النظر عن الحرب السيبرانية والإلكترونية، سوف تستفيد من أداتين حربيتين قويتين: الطائرات المقاتلة المتطورة والشبح F35 إلى جانب بعض المقاتلات الأمريكية الأخرى بما في ذلك F22.

بالإضافة إلى المقاتلات، تمتلك إسرائيل نوعاً من الصواريخ الباليستية يصل مداه إلى 4800 كيلومتر. من المحتمل أن هاتين الحالتين ستكونان الموارد المحدودة الوحيدة من اجل هجوم اسرائيل على ايران.

ولكن لتحقيق النجاح العملياتي، يجب على إسرائيل أن تتجاوز دولتين على الأقل لشن اي هجوم. أي أنها على الأقل يجب أن تمر عبر دول مثل الأردن والعراق، أو الأردن وسوريا والعراق، أو الأردن والسعودية والعراق، لتصل إلى إيران وتقصفها وتعود عبر أحد هذه الطرق.

وهذا لا يخلو من المخاطر. فتركيا لن تسمح بذلك، والسعودية حيدت نفسها، لذلك قد يمرون عبر أراضي سوريا والعراق بسبب ضعف الدفاع الجوي، لكن ربما يصعب عليهم المرور عبر الدفاع الإيراني.

بالإضافة إلى ذلك، إذا سمحت دولة الأردن العربية للطائرات المقاتلة الإسرائيلية بالمرور في أجوائها وساهمت في هجوم اسرائيل على ايران ، فمن المحتمل أن تعاقبها إيران لأن هذا البلد كان إلى جانب إسرائيل في اعتراض الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية.

مستوى القوة الدفاعية في إيران؟

إن الدفاع الجوي أو نظام الدفاع الجوي الإيراني، مثل نظام الصواريخ الإيراني، غير معروف حتى الان. لوكن المعروف هو ان إيران اقامت ما لا يقل عن سبعة أنظمة دفاع جوي في مختلف مناطقها الحساسة.

وأهم نظام دفاعي إيراني هو نظام بوار 373 الصاروخي. وأيضا نظام 15 خرداد الذي لديه القدرة على تحديد الأهداف غير الرادارية. كما تعد منظومات خرداد و9 دي وتاباس ورعد الصاروخية من بين المنظومات الدفاعية الإيرانية، إلى جانب نظام الدفاع الروسي إس-300.

ورغم أن هذه الأنظمة لا تتمتع بقدرة وهيمنة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، إلا أن هجوم اسرائيل على ايران ايضا لن يكون بحجم الهجمات الإيرانية.

لا يمكن الحكم مسبقا على فعالية هذه الصواريخ وأنظمة الدفاع وعلى أداء الطائرات الاستراتيجية الإسرائيلية، لكن يمكن القول إن لكل منها تحدياته الخاصة. بالإضافة إلى تجنب الرادار، تتمتع المقاتلة F35 بسرعة تفوق سرعة الصوت، وقدرة عالية على المناورة، وتعديل ارتفاع الطيران في مواقف مختلفة، وما إلى ذلك.

لكن مشكلة هذه المقاتلات في مهاجمة إيران هي أنه في الوضع القتالي والمسلحة بقنبلتين زنة 900 كجم وصاروخين مدمرين على الأقل، فإن أقصى مدى طيران لهذه الأنواع من الطائرات يتراوح بين 833 و1000 كيلومتر.

وهذا يعني أنه يجب تزويد هذه الطائرات بالوقود على مسار الرحلة. ويعتبر التزود بالوقود في فضاء أي دولة بمثابة تواطؤ من تلك الدولة مع إسرائيل. أما إذا كانت الأهداف المرغوبة لإسرائيل تقع حول طهران، فيجب على هذه المقاتلات قطع مسافة 3200 كيلومتر للوصول إلى قاعدتها.

ربما ليس لديهم خيار سوى الجلوس في القواعد العسكرية الأمريكية في دول مثل قطر وتركيا والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وغيرها. وفي هذه الحالة، فإن الإجراء التالي الذي ستتخذه إيران غير واضح.

ماذا بعد هجوم اسرائيل على ايران ؟

إذا شهدنا هجوم اسرائيل على ايران ، فسنشهد رداً إيراناً على العملية حتماً، خاصة أنه الآن اكتسب الكثير من الخبرة من عملياته السابقة ولم يستخدم أيضًا بعض أسلحته المفيدة والمهمة.

أعلنت إيران أن نظام الدفاع والصد والأنظمة الصاروخية للهجوم قد تم وضعهما في حالة استعداد بنسبة 100٪. ربما إيران، على عكس الهجوم السابق الذي تأخر لمدة عشرة أيام، سوف تستجيب على الفور. كما أعلن المسؤولون العسكريون الإيرانيون أنهم يعدون 10 آلاف صاروخ لشن هجوم ثان على إسرائيل، في حال هجوم اسرائيل على ايران.

وعلى الرغم من أن إسرائيل تقول إنها لن تهاجم بهدف التسبب في وقوع إصابات، فمن المحتمل أنها ستهاجم واحدًا أو أكثر من المراكز العسكرية أو مراكز البنية التحتية في إيران.

لكن في الهجوم ورد الفعل الثاني لإيران، من المحتمل أن يستهدف الحرس الثوري مراكز ومرافق البنية التحتية المهمة في إسرائيل هذه المرة، الأمر الذي ستكون له عواقب وخيمة للغاية على هذا الكيان وسيفتح الباب أمام ألعاب أكبر.

المصدر: الجزيرة + قطر عاجل