تشهد الساحة اللبنانية وضعاً إنسانياً كارثياً بسبب الغارات اليومية التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على المناطق المدنية، والتي خلّفت وراءها آلاف الضحايا من المدنيين، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال. وتزداد معاناة اللبنانيين يوماً بعد يوم في ظل هذه الاعتداءات التي يتركز معظمها على الأهداف المدنية، فبات الاستهداف المتعمد للكوادر الصحية والمراكز الطبية أمراً مأساوياً، ما يعكس وحشية الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع الأزمات الإنسانية.
آلاف الضحايا المدنيين وعائلات ممزقة
أدّت هذه الغارات المتواصلة إلى مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين، إذ أن أعداداً كبيرة من الأطفال والنساء لقوا حتفهم نتيجة قصفٍ مباشر طال منازلهم وملاجئهم. عشرات العائلات دُمّرت في لحظات، وأحياء سكنية تحوّلت إلى أنقاض، مما أضفى بعداً مأساوياً على هذا الصراع. ويواجه من تبقّى على قيد الحياة صدمة نفسية عميقة، إثر ما شهدوه من موت ودمار يومي.
نزوح جماعي ومعاناة إنسانية متفاقمة
إلى جانب الخسائر البشرية، تسببت الغارات في نزوح جماعي كبير للأسر من مناطقهم، حيث أجبرت آلاف العائلات على الفرار بأقل ما يمكن من متاعهم، بحثاً عن ملاذ آمن قد يحميهم من قسوة الحرب. وأضحت مدارس وجامعات ومخيمات مؤقتة تستقبل هؤلاء النازحين، بينما يبذل المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية جهوداً جبارة لتقديم الدعم والمساعدات، التي تبقى غير كافية بالنظر إلى حجم الكارثة.
تدمير شامل للبنية التحتية
لم يقتصر العدوان الإسرائيلي على استهداف الأفراد، بل طالت غاراته البنية التحتية الأساسية، بحيث بات لبنان يشهد حالياً تدهوراً حاداً في مرافقه الحيوية، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني والاقتصادي. العديد من المستشفيات توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود والكهرباء، بينما تعاني الأحياء من انقطاع المياه والاتصالات، مما يزيد من عزلة المتضررين.
استهداف متعمد للكوادر الطبية
كان للاحتلال الإسرائيلي أهداف خاصة تمثلت في استهداف الأطقم الطبية والمسعفين، حيث تعرّضت نقاط إسعاف ومستشفيات للقصف المباشر، الأمر الذي خلّف قتلى وجرحى بين المسعفين والأطباء الذين يخاطرون بحياتهم لمساعدة الجرحى. ويعد هذا الاستهداف المتعمد خرقاً صارخاً لقوانين حقوق الإنسان، وهو ما يفاقم من سوء الوضع ويجعل من الصعب توفير الرعاية الطبية العاجلة للمصابين.
وحشية الاحتلال: حقائق لا يمكن إنكارها
تكشف هذه الاعتداءات الوحشية عن مدى القسوة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب اللبناني، حيث تحوّل حياة الآمنين إلى كابوس دائم، في ظل عجز المجتمع الدولي عن إيقاف هذا النزيف. لقد أثارت الصور المؤلمة التي تُنقل من مواقع الدمار صدمةً واستياءً عالميين، في مشهد يسلّط الضوء على الأهمية الملحّة لضرورة التحرك الفوري لإنهاء هذه الانتهاكات الإنسانية وضمان حماية المدنيين.
ونهايةً، يستمر الشعب اللبناني في صموده رغم المعاناة والألم، بينما تواصل أصوات الناجين والضحايا مطالبة العالم بتحقيق العدالة وإيقاف الاعتداءات التي طالت كل جوانب الحياة.
المصدر: قطر عاجل