أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الثلاثاء، عن مقتل 78 شخصا وإصابة 122 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية نتيجة الغارات الإسرائيلية المتواصلة على مناطق متفرقة من لبنان مما رفع عدد الضحايا الإجمالي منذ بداية التصعيد إلى 3365 قتيلا و14344 جريحا، في حين أعلن حزب الله استهدافه وزارة الدفاع بتل أبيب.
إلى ذلك، شنت القوات الجوية الإسرائيلية اليوم سلسلة غارات مكثفة على مناطق عدة في لبنان، حيث استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وأجزاء متفرقة من الجنوب اللبناني. ووفقا لما أفادت به الوكالة اللبنانية للإعلام، فقد قصفت الغارات مناطق حارة حريك، الشياح، والمشرفية، كما طالت بلدات مثل كونين، بيت ياحون، وعيناتا، وامتدت إلى الضهيرة وشمع وطير حرفا وعلما، مما أسفر عن تدمير واسع النطاق للمباني والبنية التحتية، ودفع الجيش اللبناني لإخلاء عدد من مواقعه في المنطقة.
وتصاعدت حدة الغارات الإسرائيلية فجر اليوم، حيث استهدفت قصفا جويا على شقة سكنية في محافظة جبل لبنان، ما أدى إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين، فيما اندلعت النيران في المبنى الذي تعرض للقصف. وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، تعرضت مناطق بئر العبد، الليلكي، والغبيري لقصف جوي متكرر، شمل كذلك استهداف مركز دار الحوراء الطبي في حارة حريك بعدة غارات، ما أدى إلى أضرار جسيمة.
وبالتزامن مع هذه الغارات، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات عاجلة لسكان بعض المناطق في الضاحية الجنوبية يطالبهم فيها بالإخلاء، استعدادا لقصف ستة مبانٍ إضافية، في تصعيد ملحوظ للعمليات العسكرية في المنطقة.
حزب الله يستهدف وزارة الدفاع الإسرائيلية
في تطور جديد، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل ستة جنود، بينهم ضابط، في اشتباك عنيف مع مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان. وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن القتلى ينتمون إلى الكتيبة 51 التابعة للواء غولاني، وأن الاشتباك وقع بعد أن كمن مقاتلو حزب الله داخل مبنى تم قصفه قبل دخول القوة الإسرائيلية.
على الجانب الآخر، أعلن حزب الله عن تنفيذ هجوم نوعي جديد، حيث استهدفت طائراته المسيرة قاعدة الكرياه، مقر وزارة الدفاع وهيئة الأركان في تل أبيب، وذلك للمرة الأولى. كما أكد الحزب لاحقا أنه شن هجوما صاروخيا باستخدام صواريخ قادر 2 على مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية للمرة الثانية، مما يشير إلى تصعيد خطير في الهجمات على المواقع الإسرائيلية الحساسة.
ولم يتوقف حزب الله عند هذا الحد؛ فقد استهدف قاعدة تل نوف الجوية جنوب شرق تل أبيب بصواريخ باليستية، كما قصف قاعدة لوجستية للفرقة 146 في الجيش الإسرائيلي شرقي مدينة نهاريا، وتجمعًا للجنود في مستوطنة سعسع، بالإضافة إلى مستوطنة كفار فراديم. كما استهدف الحزب بالصواريخ تجمعًا للقوات الإسرائيلية شرق بلدة مارون الراس في جنوب لبنان، وأعلن عن قصف مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين.
ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي، صعّدت إسرائيل هجماتها الجوية، مُوسّعة نطاق ضرباتها لتشمل معظم المناطق اللبنانية، بما فيها العاصمة بيروت. وتزامناً مع هذه الهجمات، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية غزو بري في جنوب لبنان، مما أسفر عن موجة نزوح غير مسبوقة لأكثر من 1.34 مليون شخص، وسط تدهور سريع للأوضاع الإنسانية.
هذه العمليات العسكرية المكثفة أسفرت عن خسائر بشرية جسيمة، وزادت من المعاناة الإنسانية للمواطنين اللبنانيين الذين يواجهون صعوبات جمة في الحصول على الخدمات الأساسية والمستلزمات الضرورية للحياة اليومية.
في المقابل، تتواصل عمليات الرد من قبل حزب الله اللبناني، حيث يتم استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية بشكل يومي. وتشمل عمليات الرد إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية.
المصدر: قطر عاجل + وكالات