شهد اليوم تصعيدا حادا في العمليات العسكرية الإسرائيلية والرد من قبل حزب الله اللبناني، حيث أسفرت الغارات الإسرائيلية المكثفة عن خسائر بشرية ومادية، فيما أعلن حزب الله استهدافه العديد من المواقع والتجمعات العسكرية الإسرائيلية.
في بعلبك شرقي لبنان، قتلت غارة إسرائيلية ستة أشخاص من عائلة واحدة إثر استهداف منزل في بلدة “الخريبة”، متسببةً بأضرار جسيمة في المباني المجاورة. وفي الجنوب اللبناني، استهدفت غارات جوية وسيارات ودراجات نارية عند مدخل مدينة صور، مما أدى إلى وقوع إصابات، مع استمرار استهداف مناطق واسعة مثل “مجدل زون” و”عيناثا” و”بنت جبيل”.
مدفعية الاحتلال الإسرائيلي لم تكتفِ بالقصف التقليدي، بل استعملت القذائف الفوسفورية في بلدات “الناقورة” و”مجدل زون”، مما أثار مخاوف من تزايد أعداد الضحايا المدنيين وسط هذه التصعيدات.
في سياق موازٍ، أصدر الجيش الإسرائيلي أمرا بإخلاء 15 قرية جنوب لبنان مع تحويل مستوطنة “المطلة” إلى منطقة عسكرية مغلقة. كما كشف الإعلام الإسرائيلي عن تبنّي سياسة هجومية جديدة تقضي بشن غارة كل ساعتين في لبنان، بهدف الضغط على حزب الله للدخول في تسوية.
وفي تطور ميداني جديد، استهدفت الغارات الإسرائيلية صباح اليوم منطقة “حارة حريك” بضاحية بيروت الجنوبية، ما أدى إلى تدمير عدد من المباني، مع تواصل القصف على بلدات الجنوب والبقاع، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
حزب الله يقصف طيرة الكرمل
في المقابل، أعلن حزب الله اللبناني استهدافه عدة قواعد عسكرية إسرائيلية، بما فيها قواعد “شراغا” و”ستلا ماريس” و”يعرا”، باستخدام صواريخ ومسيّرات انقضاضية، مؤكدا إصابة أهداف دقيقة. كما نشر الحزب مقاطع مصوّرة تظهر استهداف قاعدة “طيرة الكرمل” جنوب حيفا بصواريخ “نصر 1”.
من جهة أخرى، أطلقت المقاومة اللبنانية رشقات صاروخية نحو الجليل وخليج حيفا، ما تسبب بأضرار مادية في مدينة نهاريا وانقطاع الكهرباء في مناطق واسعة، فيما أعلنت السلطات الإسرائيلية دوي صفارات الإنذار في أكثر من 20 موقعا شمالي البلاد، بما في ذلك عكا وحيفا.
وعلى صعيد آخر، تشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه نقصا حادا في عدد جنوده، مع خسائر بلغت 894 قتيلا منذ بداية التصعيد. هذا، وسط جدل داخلي حول جدوى العملية العسكرية المستمرة واحتمالات التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت في وقت سابق من اليوم السبت، عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 65 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية نتيجة الغارات الإسرائيلية المتواصلة على مناطق متفرقة من لبنان مما رفع عدد الضحايا الإجمالي منذ بداية التصعيد إلى 3452 قتيلا و14664 جريحا.
ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي، صعّدت إسرائيل هجماتها الجوية، مُوسّعة نطاق ضرباتها لتشمل معظم المناطق اللبنانية، بما فيها العاصمة بيروت. وتزامناً مع هذه الهجمات، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية غزو بري في جنوب لبنان، مما أسفر عن موجة نزوح غير مسبوقة لأكثر من 1.34 مليون شخص، وسط تدهور سريع للأوضاع الإنسانية.
هذه العمليات العسكرية المكثفة أسفرت عن خسائر بشرية جسيمة، وزادت من المعاناة الإنسانية للمواطنين اللبنانيين الذين يواجهون صعوبات جمة في الحصول على الخدمات الأساسية والمستلزمات الضرورية للحياة اليومية.
في المقابل، تتواصل عمليات الرد من قبل حزب الله اللبناني، حيث يتم استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية بشكل يومي. وتشمل عمليات الرد إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية.
المصدر: قطر عاجل + وكالات