غزة تحت النار: تصاعد العدوان الإسرائيلي والمقاومة تتصدى وسط مأساة إنسانية كارثية

يشهد قطاع غزة تصعيدا متواصلا في العدوان الإسرائيلي الذي دخل يومه الـ409، مع تصاعد المآسي الإنسانية وتزايد أعداد الضحايا، بينما تواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها ضد الاحتلال. ووفقا لتقارير وزارة الصحة الفلسطينية، بلغ إجمالي الشهداء حتى الآن 43,922 شهيدا، بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 103,898 جريحا.

غارات مكثفة ومجازر ضد المدنيين

خلال الساعات الـ24 الماضية، نفذت قوات الاحتلال 78 غارة جوية، مستهدفة مناطق متفرقة في قطاع غزة. وأسفرت هذه الغارات عن وقوع 76 شهيدا و158 جريحا، بينهم مدنيون قضوا في مجازر جماعية. في النصيرات وسط القطاع، استهدف الاحتلال مجموعة من المواطنين، ما أدى إلى استشهاد أربعة وإصابة آخرين. وفي بيت لاهيا، أدى قصف منزل قرب مستشفى كمال عدوان إلى استشهاد 17 شخصا، معظمهم نساء وأطفال، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

استهداف ممنهج للدفاع المدني والبنية التحتية

أكد جهاز الدفاع المدني في غزة أن العدوان الإسرائيلي أسفر عن استشهاد 85 عنصرا من طواقمه وإصابة 301 آخرين، إضافة إلى تدمير 17 مركزا بشكل كامل أو جزئي. وأوضح الجهاز أن الاحتلال استهدف طواقمه أثناء تأدية مهامها 17 مرة، كما دمر مركبات ومعدات حيوية تُقدر قيمتها بملايين الدولارات. ويشهد شمال القطاع حصارا خانقا منذ 45 يوما، مع تعطيل قسري لعمل الدفاع المدني، ما يفاقم الوضع الإنساني الكارثي.

مقاومة فلسطينية شرسة

على الجانب الآخر، بثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقاطع فيديو توثق عمليات استهداف قوات الاحتلال المتوغلة. أظهرت المشاهد تفاصيل استهداف دبابة ميركافا بقذيفة “الياسين 105” في بيت لاهيا، وكمينا لقوة إسرائيلية مكونة من 12 جنديا بقذيفة مضادة للأفراد. كما وثقت العمليات استهداف جرافة عسكرية شرق البريج، واشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال في جباليا شمال القطاع.

مأساة إنسانية متفاقمة

مع استمرار العدوان، يبقى عدد من الشهداء والمصابين تحت الأنقاض، بينما تواجه طواقم الإسعاف صعوبات كبيرة في الوصول إلى الضحايا. وتسبب العدوان في تدمير شامل للبنية التحتية، بما في ذلك المنازل، المستشفيات، والمدارس، وسط شلل شبه كامل للقطاعات الأساسية. وتصف المنظمات الإنسانية الوضع في غزة بأنه كارثي، حيث يعاني مئات الآلاف من انعدام الخدمات الأساسية، مع استمرار حصار وتجويع السكان.

استمرار تصعيد العدوان بلا أفق للحل

رغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، يواصل الاحتلال توسيع عملياته العسكرية في مختلف مناطق غزة، متجاهلا كل القوانين الدولية والإنسانية. وفي المقابل، تؤكد المقاومة الفلسطينية تصميمها على التصدي لمحاولات التوغل، موجهة ضربات موجعة للاحتلال.

هذا التصعيد المستمر يعكس معاناة إنسانية غير مسبوقة ويزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في القطاع، بينما تتجه الأنظار إلى المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حاسم لوقف نزيف الدماء وإنقاذ المدنيين المحاصرين.

المصدر: قطر عاجل + وكالات