شهدت الساعات الأخيرة تصعيدا خطيرا في العدوان الإسرائيلي على لبنان والرد من قبل حزب الله، حيث كثّفت القوات الإسرائيلية غاراتها الجوية على مناطق متفرقة في جنوب لبنان والعاصمة بيروت، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، فيما ردّ حزب الله بهجمات صاروخية نوعية طالت تل أبيب الكبرى ومواقع عسكرية إسرائيلية.
غارات إسرائيلية دامية
استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بلدات عديدة في جنوب لبنان، بما في ذلك عربصاليم، كفررمان، دير الزهراني، والنبطية، حيث أدت غارة على بلدة عربصاليم إلى مقتل 6 مسعفين. وفي مدينة النبطية، أسفرت الغارات عن مقتل 5 أشخاص وإصابة آخرين بجروح. كما استُهدفت مناطق واسعة مثل جبل الريحان، الطيري، الغازية، ويحمر الشقيف، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين.
إضافة إلى ذلك، استخدمت المدفعية الإسرائيلية القنابل الحارقة والعنقودية المحرّمة دوليا في قصف مناطق مثل حرش كوني، مجرى نهر الليطاني، وأطراف كفرحمام وكفرشوبا، ما تسبب في دمار كبير وخسائر مادية فادحة.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 4 مدنيين وإصابة 18 آخرين بجروح جراء غارة إسرائيلية استهدفت منطقة زقاق البلاط في بيروت. وفي الجنوب، لقي مسعفان حتفهما إثر قصف بلدة قانا.
رد حزب الله: صواريخ تضرب تل أبيب ومواقع عسكرية
في المقابل، أعلن حزب الله عن سلسلة هجمات صاروخية استهدفت تل أبيب الكبرى، بما في ذلك منطقة قرب مجمع تجاري في بني براك شرق المدينة، حيث أفادت مصادر طبية إسرائيلية بإصابة 5 أشخاص، أحدهم بجروح خطيرة. كما أشارت التقارير إلى سماع دوي 4 انفجارات وصفارات الإنذار في أكثر من 100 مدينة وبلدة إسرائيلية، إضافة إلى انقطاع الكهرباء في مناطق متفرقة وإغلاق مطار بن غوريون.
وأكد حزب الله قصفه قاعدة شراغا شمالي عكا ومستوطنة غورنوت هغليل، وتجمعات للقوات الإسرائيلية جنوبي بلدة الخيام، مما أدى إلى تدمير دبابة ميركافا وقتل أو إصابة طاقمها. كما أعلن استهدافه مواقع عسكرية في الجولان المحتل وثكنة راميم، إلى جانب مستوطنة معالوت ترشيحا ومنطقة الكريوت شمالي حيفا.
حصيلة الضحايا
وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت في وقت سابق من اليوم الاثنين، عن مقتل 35 أشخاص وإصابة 143 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية نتيجة الغارات الإسرائيلية المتواصلة على مناطق متفرقة من لبنان مما رفع عدد الضحايا الإجمالي منذ بداية التصعيد إلى 3516 قتيلا و14929 جريحا.
ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي، صعّدت إسرائيل هجماتها الجوية، مُوسّعة نطاق ضرباتها لتشمل معظم المناطق اللبنانية، بما فيها العاصمة بيروت. وتزامناً مع هذه الهجمات، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية غزو بري في جنوب لبنان، مما أسفر عن موجة نزوح غير مسبوقة لأكثر من 1.34 مليون شخص، وسط تدهور سريع للأوضاع الإنسانية.
هذه العمليات العسكرية المكثفة أسفرت عن خسائر بشرية جسيمة، وزادت من المعاناة الإنسانية للمواطنين اللبنانيين الذين يواجهون صعوبات جمة في الحصول على الخدمات الأساسية والمستلزمات الضرورية للحياة اليومية.
في المقابل، تتواصل عمليات الرد من قبل حزب الله اللبناني، حيث يتم استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية بشكل يومي. وتشمل عمليات الرد إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية.
المصدر: قطر عاجل + وكالات