يواصل قطاع غزة نزيفه في ظل تصعيد إسرائيلي مستمر أودى بحياة العشرات من الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، فيما تواجه المستشفيات أزمة خانقة مع نقص الوقود والمعدات الطبية. من جهتها، نفذت المقاومة الفلسطينية عمليات نوعية ضد جيش الاحتلال.
شهداء وجرحى في غارات مكثفة
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات مكثفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، أدت إلى استشهاد ما لا يقل عن 20 فلسطينيا منذ فجر اليوم، غالبيتهم من الأطفال والنساء. وأفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد 8 فلسطينيين في قصف استهدف منزلا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، إضافة إلى 3 شهداء في حي النصر.
وفي منطقة المواصي شمال غرب خان يونس، استشهدت سيدة وطفلتها في غارة استهدفت خيمة تؤوي نازحين، فيما أصيب زوجها بجروح خطيرة. كما استشهد فلسطينيان في قصف استهدف تجمعًا للمواطنين في مدينة رفح، جنوب القطاع.
الأزمة الإنسانية في المستشفيات
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن المستشفيات ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية وعرقلة إدخال الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء. وأشارت الوزارة إلى أن مستشفى كمال عدوان تعرض لهجمات متكررة، كان آخرها الليلة الماضية، مما أسفر عن إصابة 6 من الكوادر الطبية بجروح خطيرة.
وأكدت الوزارة أن القصف الإسرائيلي دمر المولد الكهربائي الرئيسي وخزانات المياه بالمستشفى، ما جعلها غير قادرة على تقديم الخدمات الطبية الحيوية. وأوضحت أن الوضع الصحي بات على حافة الانهيار مع وجود 80 مريضا بينهم 8 حالات في العناية المركزة.
رد المقاومة الفلسطينية
في خضم هذا التصعيد، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية عن تنفيذ عدة عمليات نوعية ضد جيش الاحتلال. وأشارت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إلى تنفيذ عملية مركبة قرب مفترق برج عوض في رفح، تضمنت قنص 4 جنود إسرائيليين وقتل اثنين منهم، إضافة إلى استهداف دبابة ميركافا بقذيفة “الياسين 105″، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها.
وفي منطقة جباليا شمال القطاع، استهدفت المقاومة قوة إسرائيلية متحصنة بمنزل بقذيفة “تي بي جي”، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفها. كما أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قصف مركز قيادة إسرائيلي في جحر الديك بالتنسيق مع ألوية الناصر صلاح الدين.
مناشدات دولية ودعوات للتهدئة
في ظل هذا الوضع المأساوي، جددت وزارة الصحة الفلسطينية مناشدتها للمجتمع الدولي للتدخل الفوري لتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الطبية، وضمان إدخال الوقود والإمدادات الطبية. كما دعت المؤسسات الحقوقية إلى استغلال قرار محكمة الجنايات الدولية لوقف “حرب الإبادة الجماعية” التي يتعرض لها القطاع.
حصيلة مأساوية ومستقبل مجهول
وفي ظل هذا التصعيد، يعاني سكان القطاع من أوضاع إنسانية كارثية، حيث تستمر عمليات القصف دون توقف، ما يزيد من أعداد الشهداء والجرحى. كما تواجه طواقم الإغاثة والدفاع المدني صعوبة في الوصول إلى المواقع المستهدفة، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي الذي يفاقم المأساة اليومية للمدنيين.
ورغم الدعوات لوقف إطلاق النار، يواصل الاحتلال توسيع عملياته العسكرية في مختلف مناطق غزة، متجاهلا كل القوانين الدولية والإنسانية. وفي المقابل، تؤكد المقاومة الفلسطينية تصميمها على التصدي لمحاولات التوغل، موجهة ضربات موجعة للاحتلال.
المصدر: قطر عاجل + متابعات