يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وسط تصاعد مروع في أعداد الضحايا، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الحصيلة تجاوزت 44 ألف شهيد، بينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 104 آلاف مصاب. وتبقى آلاف الجثث عالقة تحت الأنقاض بسبب عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إلى المناطق المستهدفة بفعل كثافة القصف.
في الساعات الـ24 الماضية، نفذت قوات الاحتلال أربع مجازر بحق العائلات في مناطق متفرقة من غزة، ما أسفر عن سقوط 35 شهيدا وإصابة 94 آخرين. كما استهدفت طائرات الاحتلال منازل مدنيين في مخيمي جباليا والنصيرات، مما أدى إلى وقوع شهداء ومصابين في صفوف المدنيين الذين يحاولون النجاة من القصف.
الضفة الغربية: اقتحامات واعتقالات وتصعيد ممنهج
بالتزامن مع تصاعد العدوان على غزة، شهدت مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة تصعيدا خطيرا من قوات الاحتلال. فقد اقتحمت القوات الإسرائيلية بلدة المغير شمال رام الله وبلدة الخضر جنوب بيت لحم، حيث نفذت حملات اعتقالات واسعة واعتدت على منازل المواطنين، كما تعرضت النساء للاعتداء أثناء المداهمات.
وفي الوقت نفسه، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين في رام الله، واحتجزت تسعة آخرين قبل أن تفرج عنهم لاحقا. وشهدت بلدة المغير انتشارا مكثفا للقناصة الإسرائيليين على أسطح المنازل، في ظل مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال الذين يستخدمون الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
تصاعد المقاومة الفلسطينية: القسام يرد بقوة
في مواجهة العدوان، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تنفيذ سلسلة عمليات نوعية استهدفت قوات الاحتلال. وذكرت القسام أنها اشتبكت مع قوة راجلة من جنود الاحتلال في رفح، وأوقعتهم بين قتيل وجريح من مسافة صفر. كما استهدفت دبابة ميركافا وجرافة عسكرية شمال برج عوض بقذائف مضادة للدروع.
في شمال القطاع، قصفت وحدات المدفعية في القسام مقر قيادة وسيطرة للقوات الإسرائيلية المتوغلة بمنطقة التوام شمال غزة، باستخدام قذائف هاون ثقيلة. وفي رفح، استهدفت القسام منزلاً تتحصن داخله قوة إسرائيلية بقذائف موجهة، ما أدى إلى تحقيق إصابات مباشرة.
خسائر في صفوف الاحتلال
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 11 عسكريا خلال الساعات الـ24 الماضية، بينهم ستة في غزة وخمسة في معارك بجنوب لبنان. وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب تجاوز 800 جندي، بينهم 272 من جنود الاحتياط و143 من الخدمة النظامية.
الوضع الإنساني الكارثي في غزة
وفي ظل هذا التصعيد، يعاني سكان القطاع من أوضاع إنسانية كارثية، حيث تستمر عمليات القصف دون توقف، ما يزيد من أعداد الشهداء والجرحى. كما تواجه طواقم الإغاثة والدفاع المدني صعوبة في الوصول إلى المواقع المستهدفة، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي الذي يفاقم المأساة اليومية للمدنيين.
ورغم الدعوات لوقف إطلاق النار، يواصل الاحتلال توسيع عملياته العسكرية في مختلف مناطق غزة، متجاهلا كل القوانين الدولية والإنسانية. وفي المقابل، تؤكد المقاومة الفلسطينية تصميمها على التصدي لمحاولات التوغل، موجهة ضربات موجعة للاحتلال.
المصدر: قطر عاجل + متابعات