شهد لبنان يوما داميا مع تصعيد إسرائيلي كبير أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا وإصابة العشرات في غارات استهدفت مناطق مختلفة من البلاد، في ظل دمار واسع شمل البنى التحتية والمنازل.
بيروت تحت النار: غارات مكثفة تطال العاصمة
استهدف الطيران الإسرائيلي العاصمة بيروت بشكل مباشر، حيث شن غارات على منطقة النويري، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 26 آخرين، بحسب وزارة الصحة اللبنانية. الغارات شملت أيضا الضاحية الجنوبية وأحياء أخرى مثل رأس بيروت والمزرعة، في خطوة وصفها مراقبون بأنها “غير مسبوقة”.
وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن التحذيرات من إخلاء المباني امتدت إلى أربعة أحياء خارج الضاحية الجنوبية، بينما نفى حزب الله وجود أي مواقع عسكرية له في المناطق المستهدفة.
جنوب لبنان: استهداف واسع وخسائر بشرية ومادية
في الجنوب، كانت بلدات مثل صريفا والبازورية، ومخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في قضاء صور، مسرحا للغارات الإسرائيلية. الغارة على المخيم أسفرت عن مقتل شخصين، أحدهما طفل، وإصابة 22 آخرين، فيما تعمل فرق الإنقاذ على رفع الأنقاض وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا.
كما شملت الهجمات بلدات النبطية ودير الزهراني ويحمر الشقيف، حيث قُتل سبعة أشخاص وأصيب آخرون، فضلا عن دمار كبير طال المنازل والبنية التحتية.
شرقي لبنان: مأساة عائلية في بعلبك
في بلدة النبي شيت، انتشلت فرق الإسعاف جثث 11 فردا من عائلة واحدة، بينهم نساء وأطفال، عقب غارة استهدفت مبنى مؤلفا من ثلاثة طوابق. وأظهرت مشاهد بثتها وسائل الإعلام المحلية حجم الدمار الذي شمل المبنى والمنازل المجاورة، مع انتشار متعلقات العائلة بين الأنقاض، بما في ذلك دفاتر مدرسية للأطفال.
أضرار في الأراضي المحتلة
أكدت القناة 14 الإسرائيلية أن صواريخ أُطلقت من قبل الحزب استهدفت مستوطنات إسرائيلية مثل كريات شمونة، مما أدى إلى دمار واسع وأضرار بالغة في المباني والمركبات.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن 8800 مبنى شمالي إسرائيل تعرضت للدمار، بينما تجاوزت التعويضات التي دفعتها السلطات للسكان 140 مليون شيكل (38 مليون دولار).
حزب الله يرد
في المقابل، أعلن حزب الله عن تنفيذه سلسلة عمليات نوعية، تضمنت استهداف مستوطنة كريات شمونة برشقات صاروخية أدت إلى أضرار كبيرة، فضلا عن هجوم بمسيّرات على مواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان المحتل. وأكد الحزب تدمير دبابة ميركافا قرب بلدة الخيام، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي.
تفاؤل حذر بوقف إطلاق النار
وسط هذا التصعيد، دعا وزير الداخلية اللبناني بسام المولوي اللبنانيين إلى توخي الحذر، مشيرا إلى “تفاؤل حذر” بإمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأكد أن الجهود الدبلوماسية مستمرة لحماية لبنان من مزيد من التصعيد.
الوضع الإنساني: ضحايا مدنيون ودمار شامل
مع تصاعد الغارات الإسرائيلية، ارتفع عدد الضحايا المدنيين في لبنان، بما في ذلك الأطفال والنساء، وسط دمار واسع طال المنازل والمدارس والبنى التحتية. عمليات الإنقاذ لا تزال جارية في المناطق المستهدفة، فيما ناشدت السلطات المحلية المجتمع الدولي للتدخل لوقف التصعيد.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت في آخر إحصائية لها أن عدد الضحايا الإجمالي منذ بداية التصعيد وصل إلى 3823 قتيلا و15859 جريحا.
ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي صعّدت إسرائيل هجماتها الجوية، مُوسّعة نطاق ضرباتها لتشمل معظم المناطق اللبنانية، بما فيها العاصمة بيروت، وتزامناً مع هذه الهجمات، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية غزو بري في جنوب لبنان. في المقابل تتواصل عمليات الرد من قبل حزب الله اللبناني، حيث يتم استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية والمستوطنات بشكل يومي. وتشمل عمليات الرد إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية.
المصدر: قطر عاجل + متابعات