شهد لبنان اليوم نقطة تحول تاريخية مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بينه وبين إسرائيل حيز التنفيذ، بعد عدوان أودى بحياة الآلاف، وشهد تدميرا واسعا لاسيما في الضاحية الجانبية للبيروت والجنوب اللبناني. الاتفاق، الذي جاء بعد جهود دولية قادتها الولايات المتحدة وفرنسا، يهدف إلى تنفيذ القرار الأممي 1701 بشكل كامل، بما في ذلك انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب وإعادة انتشار الجيش اللبناني هناك بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل”.
التزام حكومي وشعبي بمسار جديد
أكد نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، التزام الحكومة بتنفيذ القرار 1701 وتعزيز حضور الجيش في جنوب الليطاني، داعيا إلى التكاتف لمواجهة تحديات ما بعد العدوان. كما ناشد اللبنانيين تأجيل عودتهم إلى المناطق الحدودية حتى يكتمل انسحاب القوات الإسرائيلية، لضمان سلامتهم.
في السياق ذاته، شددت قيادة الجيش اللبناني على أهمية الالتزام بالتوجيهات العسكرية، خصوصا في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون، حيث بدأت الوحدات العسكرية بالانتشار لبسط سيطرة الدولة هناك.
بصيص أمل رغم الدمار
رغم التحديات الإنسانية الهائلة، يشكل وقف إطلاق النار فرصة لإعادة بناء ما دمره العدوان، ماديا وإنسانيا. وأعربت العديد من العائلات العائدة عن تطلعها للعودة إلى ديارها رغم الدمار الهائل الذي طال القرى الجنوبية.
ترحيب دولي بوقف إطلاق النار
لاقى الاتفاق ترحيبا دوليا واسعا، حيث أعربت العديد من الدول عن أملها في أن يسهم الاتفاق في تحقيق الأمن والاستقرار، مع التأكيد على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية.
على الجانب الآخر، أثار اتفاق وقف إطلاق النار جدلا في الصحافة الإسرائيلية، حيث انتقد محللون غياب التوازن في التعامل مع الأزمات اللبنانية والغزاوية، معتبرين أن الحكومة الإسرائيلية قدمت تنازلات سريعة في لبنان مقارنة بموقفها في غزة.
الطريق إلى الأمام
بينما يشكل الاتفاق خطوة أولى نحو الاستقرار، يبقى تنفيذ القرار 1701 بشكل كامل وتحقيق انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية عوامل حاسمة لمستقبل آمن ومستقر للبنان، وسط دعوات دولية لتعزيز جهود إعادة الإعمار ودعم الاقتصاد اللبناني.
ضحايا لبنان
وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت في آخر إحصائية لها أن عدد الضحايا الإجمالي منذ بداية التصعيد وصل إلى 3823 قتيلا و15859 جريحا.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد صعد منذ سبتمبر/أيلول الماضي هجماته الجوية، مُوسّعا نطاق ضرباته لتشمل معظم المناطق اللبنانية، بما فيها العاصمة بيروت، وتزامناً مع هذه الهجمات، كان قد بدأ بعملية غزو بري في جنوب لبنان. في المقابل كانت تتواصل عمليات الرد من قبل حزب الله اللبناني، حيث كان يتم استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية والمستوطنات بشكل يومي. وشملت عمليات الرد إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية.
المصدر: قطر عاجل + متابعات