الجيش السوري يتصدى لهجوم قوات المعارضة في ريف دير الزرو، وغارات “مركزة” على ريف إدلب وحماة
قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إن الجيش النظامي السوري والقوات الحليفة له تصدت لهجوم، شنته قوات تابعة لتحالف قوات سوريا الديمقراطية، على قرى في ريف دير الزور الشمالي يوم الثلاثاء.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات مستمرة بين القوات الحكومية و”قسد” في شرق دير الزور، مشيراً إلى أن قوات “قسد” تضغط بقوة لإخراج القوات الحكومية من نحو سبع قرى في محيط دير الزور.
وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) هي تحالف بقيادة الأكراد في شمال وشرق سوريا، والذي عمل مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وبقيادة وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) والتي تضم مقاتلين عرباً، تسيطر (قسد) على نحو ربع سوريا، بما يشمل حقول النفط والمناطق التي ينتشر فيها نحو 900 جندي أمريكي.
- ماذا نعرف عن هيئة تحرير الشام التي تشن هجمات على مواقع تابعة للجيش السوري؟
- من هو أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام؟
وفي حماة، قالت الوكالة السورية إن وحدات الجيش العربي السوري تخوض مواجهات عنيفة مع التنظيمات التي وصفتها بـ”الإرهابية” شمال وغرب بلدة خطاب في ريف حماة الشمالي الغربي.
ونقلت وكالة (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك يوجه ضربات جوية وصاروخية مركزة على ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، ما أدى إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى وتدمير “آلياتهم وأسلحتهم” بحسب الوكالة السورية.
وأضافت الوكالة أن وحدات الجيش النظامي تعمل على “تدعيم الخطوط الدفاعية والإسناد” على المحور الشمالي بريف حماة، تمهيداً لبدء الهجوم المضاد ضد التنظيمات في تلك المنطقة.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هيئة تحرير الشام، إحدى فصائل المعارضة السورية المسلحة، تمكنت من السيطرة على المزيد من القرى والبلدات في ريف حماة الشمالي، أهمها حلفايا وصوران.
وأضاف المرصد أن الاشتباكات تدور على أشدها حتى اللحظة، رغم القصف العنيف الذي تنفذه قوات النظام والقوات الروسية المتحالفة معها.
أما في حلب، ثاني أكبر المدن السورية، فقد أصبحت للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في العام 2011، خارج سيطرة الحكومة السورية، في ظل سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على كل الأحياء التي كانت تنتشر فيها قوات النظام.
ورداً على ذلك، نفذ الطيران الحربي السوري والروسي عمليات قصف على مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة، في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا وفي حلب المجاورة، ما أسفر عن مقتل 15 مدنيا بينهم أطفال، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
“دعم حكومة دمشق”
وفي دولة العراق المجاورة، دعت جماعة كتائب حزب الله العراقية المسلحة المتحالفة مع إيران حكومة بغداد إلى إرسال قوات إلى سوريا، لدعم حكومة دمشق ضد هجوم المتمردين.
ووجهت كتائب حزب الله هذا النداء في بيان مشترك على قنوات تليغرام الموالية لإيران، في وقت متأخر من يوم الاثنين، كما نشرت مقتطفات منه على موقعها الرسمي.
وتشعر الدوائر السياسية والأمنية في العراق المجاور بالقلق الشديد، بعد استيلاء فصائل معارضة سورية مسلحة على مدينة حلب.
وقال متحدث باسم كتائب حزب الله، وهي جزء مما يعرف بـ”محور المقاومة” المدعوم من إيران، إن المجموعة لم تقرر بعد نشر مقاتليها في سوريا، لكنه حث بغداد على التحرك.
يذكر أن النزاع في سوريا له بعد طائفي، حيث يتلقى نظام بشار الأسد الدعم من إيران وحزب الله اللبناني وبعض الفصائل العراقية المسلحة، لانتمائهم جميعاً إلى المذهب الشيعي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، بنشر نحو 200 مقاتل عراقي موالٍ لإيران في منطقة حلب السورية لدعم القوات الحكومية.
وكان العراق قد أعلن، يوم الاثنين، أنه أرسل مركبات مدرعة لتعزيز الأمن على طول حدوده التي يبلغ طولها نحو 600 كيلومتر مع سوريا.
واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن “قلقه” إزاء تصاعد العنف في شمال سوريا، داعياً إلى وقف فوري للقتال، بحسب ما أعلن الناطق باسمه ستيفان دوجاريك في وقت متأخر من مساء الإثنين.
وقال دوجاريك في بيان: “على جميع الأطراف بذل ما في وسعها لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، خصوصاً من خلال السماح بمرور آمن للمدنيين الذين يفرون من الأعمال العدائية”.
وأضاف أن “السوريين يعانون هذا الصراع منذ نحو 14 عاما، وأنهم يستحقون أفقاً سياسياً يقودهم إلى مستقبل سلمي، لا إلى المزيد من إراقة الدماء”.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في بيان، أنه “حتى يوم 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، نزح أكثر من 48 ألفا و500 شخص” في سوريا، مشيراً إلى أن “وضع النزوح لا يزال شديد التقلّب، والشركاء يتحققون يومياً من أرقام جديدة”.
وقال توم فليتشر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في منشور على منصة إكس إنّ “الوضع مثير للقلق، عشرات الآلاف ينزحون الآن. هناك خدمات حيوية تعطلت، ونساء ورجال وأطفال يخشون على سلامتهم”.
وتقول الأمم المتحدة إنّ سوريا تشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج نحو 16.7 مليون سوري إلى مساعدات إنسانية، بينما يوجد نحو سبعة ملايين نازح.