تستمر الحرب بين روسيا وأوكرانيا في تصعيدها بعد نحو ثلاث سنوات من الصراع المستمر. وفي أحدث التطورات، أعلنت أوكرانيا تعرضها لهجوم مكثف باستخدام 60 طائرة مسيرة روسية وتقدم ميداني في محور كورسك.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 36 مسيرة وتشويش 23 أخرى باستخدام الحرب الإلكترونية، في حين ظلت واحدة في الجو. الهجوم استهدف ثماني مناطق أوكرانية، دون الكشف عن الأضرار المادية أو البشرية.
من جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع الروسية نجاحها في تحقيق مكاسب ميدانية في محور كورسك، مشيرة إلى أن قواتها كبدت أوكرانيا خسائر كبيرة بلغت أكثر من 200 عسكري بين قتيل وجريح خلال الساعات الأخيرة، بالإضافة إلى تدمير معدات عسكرية متعددة. وأوضحت الوزارة أن إجمالي الخسائر الأوكرانية في هذا المحور منذ أغسطس تجاوز 43,510 عسكريين.
في المقابل، أفاد الجيش الأوكراني بأن قوات روسيا تكبدت خسائر ضخمة منذ بداية الحرب في فبراير 2022، حيث بلغت 777,720 جندياً بين قتيل وجريح، مع تدمير آلاف المعدات العسكرية الروسية. ورغم ذلك، يستمر تضارب الأرقام بين الطرفين، في ظل غياب التأكيد المستقل على صحة هذه الادعاءات بسبب استمرار القتال.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط أربع طائرات مسيرة أوكرانية خلال الليلة الماضية، ثلاث منها فوق مقاطعة روستوف وواحدة فوق فورونيج. هذا في وقت يواصل فيه الطرفان توجيه الاتهامات المتبادلة حول تكبيد الآخر خسائر فادحة.
روسيا: لا بوادر للسلام
سياسياً، أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، عدم وجود بوادر من كييف لعقد مفاوضات سلام، مشيراً إلى استمرار العملية العسكرية الروسية وتحقيقها “ديناميكية تقدم”. وعلى الرغم من تصريحات الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن رغبة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في تحقيق السلام، فإن المفاوضات لا تزال بعيدة المنال.
على صعيد آخر، حصلت الحكومة الأوكرانية على أول مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة، وهو جزء من العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا منذ بدء الحرب. وتشمل هذه الأصول الممتلكات المالية المجمدة كإجراء رد على العمليات العسكرية الروسية.
مع استمرار التصعيد العسكري والسياسي، تظل الحرب الروسية الأوكرانية دون أفق واضح لإنهاء النزاع، في وقت تتكبد فيه الأطراف المتصارعة خسائر بشرية ومادية فادحة.
المصدر: قطر عاجل + متابعات