فلسطين: تصعيد في غزة واقتحام للأقصى واعتقالات في الضفة

شهدت الأراضي الفلسطينية تصعيدا ملحوظا للعدوان الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية، مع استمرار عمليات القصف الجوي والاعتقالات العشوائية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى وتدمير واسع للبنية التحتية.

اعتقالات متزايدة في الضفة الغربية

أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني عن اعتقال 15 فلسطينيا على الأقل في مختلف محافظات الضفة الغربية، بينهم مصاب من مخيم بلاطة بمدينة نابلس. وأوضحت المؤسسات أن الاعتقالات شملت معتقلين سابقين وترافقت مع عمليات اعتداء وتدمير للمنازل، كجزء من سياسة “العقاب الجماعي” التي ينتهجها الاحتلال منذ بدء العدوان الشامل في السابع من أكتوبر الماضي.

وفي مخيم طولكرم، استشهدت سيدة فلسطينية وأصيب شاب بجروح خطيرة إثر قصف طائرة مسيرة إسرائيلية استهدف تجمعا للفلسطينيين، بينما استشهدت فلسطينية أخرى متأثرة بإصابتها في قصف سابق على المخيم. وتشهد المنطقة يوميا حملات مداهمة واعتقالات مصحوبة بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي، مما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين في مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال.

غزة تحت القصف: مأساة إنسانية متفاقمة

في قطاع غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان إلى 45,338 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى 107,764 جريحا، مع وجود آلاف الضحايا تحت الأنقاض. وأفادت الصحة الفلسطينية بأن قوات الاحتلال ارتكبت عدة مجازر في مناطق متفرقة من القطاع خلال الساعات الماضية، حيث استشهد 11 فلسطينيا، بينهم أطفال وسيدات، وأصيب العشرات في غارات استهدفت المنازل والمناطق السكنية في جباليا وغربي غزة والنصيرات.

كما أدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير واسع النطاق في شمال القطاع، حيث تقدر نسبة الدمار الكلي بأكثر من 75%، فيما دمرت باقي المناطق جزئيا. وأكد الدفاع المدني أن آلاف الأسر لا تزال محاصرة تحت الأنقاض في ظل نقص حاد في المعدات والإمدادات الطبية بسبب الحصار المفروض.

اقتحامات واعتداءات في القدس والمسجد الأقصى

في القدس المحتلة، اقتحم 240 مستوطنا المسجد الأقصى المبارك تحت حماية شرطة الاحتلال، وقاموا بجولات استفزازية وأداء طقوس تلمودية في باحاته. وتتزامن هذه الاقتحامات مع تشديد الاحتلال إجراءاته الأمنية على أبواب المسجد ومداخل البلدة القديمة، مما يزيد من التوترات في المدينة المقدسة.

دمار شامل وتهجير قسري

منذ بدء العدوان، تعرضت المستشفيات والبنى التحتية في غزة لاستهداف مباشر من قبل الاحتلال، مما أدى إلى توقف الخدمات الصحية وإعاقة جهود الإنقاذ. كما تم تهجير أكثر من 95% من سكان شمال القطاع، مع تقارير تشير إلى أن أكثر من 88% من سكان المنطقة أجبروا على النزوح تحت التهديد بالقصف المكثف.

كارثة إنسانية تتطلب تدخلا دوليا عاجلا

تستمر المعاناة الفلسطينية في ظل صمت دولي وعدم اتخاذ خطوات حاسمة لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر. ومع تصاعد عمليات القتل والتهجير والاعتقالات، تطالب المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي بتحرك عاجل لوقف الجرائم الإسرائيلية وتقديم المسؤولين عنها للمحاسبة.

المصدر: قطر عاجل + متابعات