في سياق العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بارتفاع حصيلة الضحايا إلى 45854 شهيدا و109139 مصابا منذ بداية الهجمات في أكتوبر/تشرين الأول 2023. يأتي ذلك في ظل استمرار قصف الاحتلال لمناطق متفرقة في غزة، حيث أوقع خلال الساعات الماضية 88 شهيدا و208 جرحى نتيجة خمس مجازر مروعة استهدفت العائلات.
غزة
فيما استشهد طفلان صباح اليوم إثر قصف إسرائيلي بطائرة مسيرة لبلدة الشوكة في رفح جنوب القطاع، وأُصيب ثلاثة آخرون في قصف آخر استهدف خربة العدس شمال المدينة. كما أعلنت وزارة الصحة عن وفاة طفل رضيع عمره 35 يوما بسبب الظروف المناخية القاسية والبرد الشديد الذي يعاني منه سكان القطاع نتيجة الحصار الإسرائيلي المتواصل.
من جهة أخرى، استهدفت طائرات الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في وسط القطاع، مما أدى إلى إصابة نحو 40 شخصا بجروح متفاوتة، بينما تسبب استهداف خيمة للنازحين بجوار مستشفى في خان يونس باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين، معظمهم من الأطفال.
تصعيد في الضفة الغربية وتحريض إسرائيلي على الإبادة
وفي الضفة الغربية المحتلة، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية في عدة مناطق عقب عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة سبعة آخرين. ونصبت قوات الاحتلال حاجزين مفاجئين شمال شرق نابلس، ما تسبب في أزمة مرورية خانقة، وأعاقت مرور مركبات الإسعاف، فيما شهدت مناطق أخرى مثل طوباس وقلقيلية تصعيدا مشابها.
إلى جانب ذلك، هاجم مستوطنون مدججون بالسلاح مدرسة فلسطينية في الأغوار الشمالية، ما أدى إلى إصابة ثلاثة طلاب على الأقل، وأغلقوا طرقات رئيسية في محيط نابلس وقلقيلية وسلفيت، ورشقوا المركبات الفلسطينية بالحجارة. كما احتجز مستوطنون موكب وزير الحكم المحلي الفلسطيني في مسافر يطا بالخليل، في خطوة اعتبرتها وزارة الحكم المحلي تصعيدا خطيرا.
في سياق متصل، دعا وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش إلى ممارسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين في نابلس وجنين، مؤكدا أن هذه المدن يجب أن تلقى مصيرا مشابها لما يحدث في جباليا شمال قطاع غزة، حيث ينفذ جيش الاحتلال قصفا متواصلا وحصارا خانقا لإجبار السكان على النزوح جنوبا.
كارثة إنسانية واقتصادية تلوح في الأفق
تعاني المنظمات الإنسانية وعمال الإغاثة في قطاع غزة من استهداف ممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث أفادت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية بأن الاحتلال يستهدف فرق الإغاثة بشكل متعمد بهدف تعميق الكارثة الإنسانية في القطاع، وآخر هذه الجرائم تمثلت في قصف نقطة توزيع مساعدات وسط القطاع، مما أسفر عن إصابة ثلاثة موظفين بجراح خطيرة.
على الجانب الاقتصادي، تواجه الحكومة الفلسطينية أزمة مالية خانقة، حيث أفاد وكيل وزارة الصحة الفلسطينية بأن القطاع الصحي يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، مع نفاد مخزون 120 صنفا دوائيا، من بينها أدوية حيوية كأدوية السرطان والقلب والعيون.
وقد تفاقمت الأزمة الاقتصادية إثر اقتطاعات إسرائيلية كبيرة من أموال المقاصة الفلسطينية، حيث تحتجز إسرائيل شهريا 270 مليون شيكل من أموال الضرائب الفلسطينية (المقاصة)، ما يعادل 45% من مجمل الإيرادات الفلسطينية، ويستخدم الاحتلال هذه الأموال لتعميق الأزمة الإنسانية في غزة، عبر منع الرواتب وتقييد خدمات الكهرباء. إجمالا، وصل مجمل الاقتطاع السنوي الإسرائيلي إلى 1.5 مليار دولار، ما يمثل 25% من الموازنة السنوية للسلطة الفلسطينية.
دعوات دولية للتدخل
في ظل هذا التصعيد الخطير، طالبت المنظمات الأهلية الفلسطينية والمجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه الوحشي على المدنيين والمؤسسات الإنسانية، وتوفير الحماية العاجلة لعُمّال الإغاثة وتأمين إيصال المساعدات إلى مستحقيها دون قيود.
المصدر: قطر عاجل + متابعات