جدري القردة: التعريف، الأعراض، والوقاية بعد تسجيل آلاف الحالات الجديدة في إفريقيا

أعلنت منظمة الصحة العالمية مؤخرا تسجيل حوالي 14,700 حالة إصابة مؤكدة بجدري القردة، إضافة إلى 66 حالة وفاة، في 20 دولة إفريقية بين يناير 2024 و5 يناير 2025. هذه الأرقام لا تعكس الصورة الكاملة، إذ إن المنظمة أشارت إلى وجود عدد كبير من الحالات المشتبه فيها التي لم يتم تأكيدها بسبب ضعف القدرة على التشخيص في بعض الدول، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية.

يعود استمرار تفشي المرض إلى انتشار عدة أنواع من الفيروس، من بينها المتغير المعروف بـ “كلاد إل بي” الذي ظهر لأول مرة في جنوب كيفو بشرق الكونغو الديمقراطية في سبتمبر 2023.

كما أكدت المنظمة تسجيل حالات وافدة مرتبطة بالسفر، ما يُبرز التحديات في رصد المرض والإبلاغ عنه في ظل محدودية الموارد وصعوبة الوصول إلى الفحوصات التشخيصية في العديد من الدول.

بعد هذا الإعلان المقلق، دعونا نتعرف على جدري القردة بشكل أوضح.

ما هو جدري القردة؟

جدري القردة هو مرض فيروسي نادر، لكنه آخذ في الانتشار مؤخرا، ويُعد قريبا من الجدري البشري الذي تم القضاء عليه في الثمانينيات. تم اكتشاف المرض لأول مرة في عام 1958 بين مجموعة من القرود التي كانت تُستخدم لأغراض بحثية، ومن هنا جاءت تسميته. أول حالة إصابة بشرية بالمرض سُجلت في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970.

طرق انتقال المرض

ينتقل جدري القردة عبر:

1. الاتصال المباشر مع دم أو سوائل الجسم أو الجلد المصاب للحيوانات أو البشر المصابين.
2. استنشاق الرذاذ التنفسي من شخص مصاب، خاصة في الحالات التي يكون فيها الاتصال وجهاً لوجه لفترات طويلة.
3. تناول لحوم الحيوانات البرية غير المطهية جيدا، وهي وسيلة شائعة في المناطق الإفريقية المتأثرة.
4. الاتصال بالأدوات الملوثة مثل الفراش والملابس الخاصة بالمصابين.

أعراض جدري القردة

تتشابه أعراض جدري القردة مع أعراض الجدري البشري، لكنها أخف نسبيا. تشمل الأعراض:

• الحمى
• الصداع الشديد
• آلام العضلات
• تورم الغدد اللمفاوية
• الإرهاق
• ظهور طفح جلدي يبدأ عادةً على الوجه ثم ينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.

مضاعفات المرض

في بعض الحالات، قد يؤدي جدري القردة إلى مضاعفات خطيرة مثل:

• التهاب الدماغ
• الالتهابات الجلدية الثانوية
• مشاكل في التنفس
  قد تكون هذه المضاعفات مميتة، خصوصا بين الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.

التحديات في مواجهة تفشي المرض

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، هناك تحديات كبيرة تواجه الجهود المبذولة للحد من انتشار المرض، وأبرزها:

1. ضعف القدرة على التشخيص في بعض الدول الإفريقية المتأثرة بالمرض.
2. انتقال الحالات بين الدول عبر السفر، مما يزيد من صعوبة السيطرة على انتشار الفيروس عالميا.
3. محدودية الموارد الصحية في المناطق التي ينتشر فيها المرض بشكل واسع، مما يؤدي إلى تأخر في اكتشاف الحالات والإبلاغ عنها.

طرق الوقاية

للحد من انتشار جدري القردة، توصي منظمة الصحة العالمية بعدة إجراءات:

• تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين أو الحيوانات البرية.
• غسل اليدين باستمرار باستخدام الماء والصابون أو معقم اليدين الكحولي.
• طهي اللحوم جيدا قبل تناولها.
• استخدام معدات الوقاية الشخصية عند التعامل مع المصابين.
• توعية المجتمعات في المناطق الموبوءة بطرق الوقاية وأهمية الإبلاغ عن الحالات المشتبه فيها.

اللقاحات والعلاجات

تتوفر لقاحات مضادة للجدري البشري أثبتت فعاليتها جزئيا في الوقاية من جدري القردة. كما أن هناك أدوية مضادة للفيروسات قد تساعد في تقليل شدة الأعراض لدى المصابين. ومع ذلك، لا يزال الحصول على هذه العلاجات محدودا في الدول الإفريقية المتأثرة.

ختاما

مع تسجيل آلاف الحالات الجديدة واستمرار تفشي المرض في عدة دول إفريقية، يبقى جدري القردة تحديا صحيا عالميا يستدعي تضافر الجهود الدولية لتحسين القدرة على التشخيص، توفير الموارد الصحية اللازمة، وتعزيز الوعي المجتمعي بطرق الوقاية من هذا المرض.

المصدر: قطر عاجل + الصحة العالمية