تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على الأراضي الفلسطينية، مستهدفة المدنيين والبنية التحتية، مع تزايد أعداد الضحايا في قطاع غزة والخليل. تأتي هذه التطورات في ظل الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار واتهامات دولية لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
اعتقالات ومداهمات واسعة في الخليل
شهدت محافظة الخليل سلسلة مداهمات واعتقالات نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية باعتقال 11 مواطناً، بينهم ستة من بلدة بيت عوا جنوب غرب الخليل، واثنان من بلدة صوريف شمال غرب المدينة، إلى جانب اعتقالات أخرى في مدينة الخليل وبلدات دورا وكرمة.
وترافقت هذه العمليات مع تدمير محتويات المنازل وتفتيشها، بالإضافة إلى نصب حواجز عسكرية تعيق حركة المواطنين، مما يعمّق معاناتهم اليومية.
قطاع غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء وسط غارات مكثفة
في قطاع غزة، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 15 شهراً إلى أكثر من 46 ألف شهيد و110 آلاف مصاب، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقد نفذت قوات الاحتلال خلال الـ24 ساعة الماضية ثماني مجازر جديدة أودت بحياة 81 فلسطينياً، بينهم 19 طفلاً و24 امرأة، وأصابت 188 آخرين.
وفي تفاصيل القصف الأخير، استهدفت الطائرات الإسرائيلية منازل ومدارس ومخيمات للنازحين، حيث استشهد أكثر من 70 مدنياً بينهم أطفال ونساء. ومن بين أبرز المناطق المستهدفة حي الزيتون، الرمال، والشجاعية، إضافة إلى مناطق في النصيرات ودير البلح ورفح.
كما استشهد العشرات في غارات متفرقة طالت خيام النازحين ومربعات سكنية، فيما أشار الدفاع المدني إلى استمرار صعوبة الوصول إلى الضحايا بسبب استهداف طواقم الإسعاف.
تصعيد رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار
ورغم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية، مخلفة المزيد من الضحايا المدنيين، ما يثير تساؤلات حول جدية الالتزام بالاتفاقات الدولية.
وفي هذا السياق، أكدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مواصلة استهداف قوات الاحتلال رداً على العدوان المستمر، فيما اعتبر محللون أن الاحتلال يعتمد على التصعيد قبيل تنفيذ اتفاقات التهدئة.
منظمات دولية: جرائم إسرائيل ترقى للإبادة الجماعية
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش إسرائيل بارتكاب جرائم ترقى إلى الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، متحدثة عن استهداف متعمد للمستشفيات والمدارس والمساكن، إلى جانب تهجير قسري وحصار خانق يمنع وصول المياه والمساعدات الأساسية.
وانتقدت المنظمة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب ما وصفته بـ”المعايير المزدوجة”، حيث تواصل واشنطن تزويد إسرائيل بالسلاح رغم انتهاكاتها الواضحة للقانون الدولي.
من جانبها، شددت منظمة العفو الدولية على ضرورة رفع الحصار فوراً عن غزة والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن وقف إطلاق النار وحده لن ينهي معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون ظروفاً مأساوية منذ أكثر من 15 شهراً.
مع تصاعد الاعتداءات، لا تزال معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب تدخل دولي فاعل، مما يجعل الحاجة إلى إنهاء الحصار وتنفيذ الاتفاق المبرم ضروريا لإنقاذ أرواح المدنيين وضمان حقهم في الحياة الكريمة.
المصدر: قطر عاجل + متابعات