تتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار تداعيات الحرب التي استمرت أكثر من 15 شهرا، مخلفة دمارا واسع النطاق في البنية التحتية والمرافق الحيوية.
كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن 88% من مدارس القطاع تعرضت للدمار، ما حرم حوالي 660 ألف طفل من التعليم، وسط تقارير تفيد بمقتل أكثر من 14,500 طفل جراء الحرب. وأكدت الوكالة أنها تبذل جهودا مضنية لتوفير أنشطة تعليمية وترفيهية ودعم نفسي للأطفال رغم التحديات الهائلة.
في ذات السياق، أعلنت سلطة المياه الفلسطينية عن تدمير محطة تحلية مياه البحر الوحيدة في شمال غزة بفعل العدوان الإسرائيلي، مما أدى إلى تعطل مصدر حيوي يوفر 10,000 كوب من المياه يوميا. وقد أوضحت السلطة أن حجم الأضرار يشمل تدمير مكونات أساسية مثل آبار التغذية ومولدات الطاقة، مشيرة إلى أن الاحتلال استخدم المحطة كمركز عسكري لتدمير قطاع المياه بشكل ممنهج، مما يزيد من صعوبة توفير مياه صالحة للشرب للسكان.
أول صلاة جمعة في غزة
رغم المأساة، شهدت غزة مشاهد مختلفة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. ففي صلاة الجمعة الأولى على أنقاض المسجد العمري المدمر، اجتمع المئات في أجواء امتزجت بين الحزن والأمل. كما شيّع الفلسطينيون جثماني القياديين في حركة حماس، روحي مشتهى وسامي عودة، في مراسم شارك فيها المئات وسط ظهور لعناصر من كتائب القسام، في رسالة واضحة لإسرائيل حول “صورة اليوم التالي لغزة”.
وفي تطور مرتبط باتفاق وقف إطلاق النار، أعلن أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، عن الإفراج عن أربع مجندات إسرائيليات يوم السبت ضمن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى. ويتضمن الاتفاق إطلاق سراح حوالي ألفي فلسطيني مقابل 33 إسرائيليا، في عملية تتوسطها قطر ومصر والولايات المتحدة.
مع وقف إطلاق النار، تتطلع غزة إلى مرحلة إعادة الإعمار وسط تحديات هائلة تشمل دمار البنية التحتية، نقص الخدمات الأساسية، ومعاناة السكان الذين عادوا إلى منازلهم المدمرة، في انتظار حلول ترفع عنهم كابوس الحصار والدمار.
المصدر: قطر عاجل + متابعات