في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، تتفاقم الأزمة الإنسانية يوما بعد يوم نتيجة الحصار الاسرائيلي ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية والوقود إلى القطاع المحاصر.
وأكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن أي مساعدات لم تدخل إلى غزة منذ الثاني من مارس الماضي واستمر منع دخول المساعدات لبدايات ابريل الجاري، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين الذين يعيشون في ظروف كارثية. إن هذه السياسة تهدف إلى فرض مزيد من الضغوط على الفلسطينيين في غزة، وتحول الحصار الاسرائيلي إلى أداة للتجويع الجماعي، وهو ما يتنافى مع القوانين الدولية وحقوق الإنسان.
الحصار الاسرائيلي وتجويع السكان
يشكل الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007 واحدة من أكثر أدوات الضغط الإسرائيلية وحشية ضد الفلسطينيين. فمنذ بداية الحرب الأخيرة، شددت إسرائيل القيود على إدخال المواد الأساسية إلى القطاع، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والماء والدواء. وتقدر المؤسسات الدولية أن أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في غزة يواجهون خطر المجاعة نتيجة لهذه السياسات القمعية.
دور الامم المتحدة والمنظمات الانسانية
منذ إعلان الأونروا عن توقف دخول الإمدادات منذ الثاني من مارس، ارتفعت التحذيرات من وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة. تحاول الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات، لكن الاحتلال لا يزال يعطل ويعرقل جميع المحاولات. كما تواجه المنظمات الإغاثية صعوبات في الوصول إلى المناطق المنكوبة بسبب العمليات العسكرية المستمرة.
الوضع الانساني في القطاع
- نقص الغذاء:
وفقا لتقارير الأمم المتحدة، يعاني أكثر من 80% من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي.
نفاد المخزون الغذائي في معظم المخابز والمتاجر، مما اضطر السكان للاعتماد على الحد الأدنى من الطعام يوميا. - الأزمة الطبية:
تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يزيد من عدد الوفيات بين الجرحى والمرضى.
انقطاع الكهرباء ونقص الوقود أثر بشكل مباشر على تشغيل المستشفيات وأجهزة العناية المركزة. - نقص المياه الصالحة للشرب:
يعتمد السكان على مصادر ملوثة أو على الحد الأدنى من الإمدادات، مما يرفع خطر تفشي الأوبئة.
التجويع كأداة للحرب
منع دخول المساعدات الانسانية إلى غزة ليس مجرد حصار اقتصادي، بل هو وسيلة لإخضاع السكان وإضعاف مقاومتهم. وفقا للقانون الدولي، فإن استخدام التجويع كسلاح حرب يعد جريمة ضد الإنسانية، لكن إسرائيل مستمرة في استخدامه دون أي مساءلة دولية.
المواقف الدولية وردود الفعل
- الأمم المتحدة: أصدر الأمين العام للأمم المتحدة تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة، مطالبًا برفع الحصار فورا.
- الاتحاد الأوروبي: أدان بعض الدول الأوروبية هذه الممارسات، لكن لم تتخذ أي خطوات عملية لوقفها.
- الدول العربية: رغم الإدانات المستمرة، لا تزال الجهود السياسية ضعيفة وغير قادرة على إجبار إسرائيل على التراجع.
إن استمرار منع دخول المساعدات إلى غزة منذ الثاني من مارس يمثل جريمة إنسانية تستهدف المدنيين العزل وتفاقم معاناتهم. ورغم التحذيرات الدولية، فإن الاحتلال الإسرائيلي يواصل سياسته غير الإنسانية دون رادع. المطلوب اليوم هو تحرك دولي جاد لوقف هذه الجريمة، وفرض عقوبات على إسرائيل، والضغط عليها لرفع الحصار فورا. فالوضع في غزة لم يعد يحتمل المزيد من الصمت والتقاعس الدولي، وكل يوم يمر يزيد من أعداد الضحايا والمعاناة الإنسانية.