منذ أن استقلت البلاد ذات الأكثرية الإسلامية عن المستعمر الأجنبي أحس المسلمون أنهم باتوا يشكلون مكانة دولية كبيرة بحيث اعتبرها البعض بأنها القوة السادسة عالميا آنذاك ترهب عدوهم وعدو الله بسبب التآلف فيما بينهم وإحساس الوحدة الذي كان سائدا مع اختلاف الألوان واللغات، لكن في العقود الأخيرة الماضية بات العالم الإسلامي يعيش حالة من عدم الاستقرار يحكمه الاعتبارات الإقليمية والجغرافية السياسية لكل بلد من بلدان هذا العالم الإسلامي، فهل تعود وحدة المسلمين وقوتهم من خلال الحج الذي يؤكد على الوحدة والتآلف؟
بلغ العالم الإسلامي ذروة قوته حين كانت الوحدة شعارهم والتآلف هدفهم حتى صنفهم البعض القوة السادسة دوليا بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والصين واليابان وأوروبا.
ولكن حين أدرك الغرب هذا التحول لدى العالم الإسلامي وضع استراتيجية لمحاربته ولم تكن سرا بل علنا حيث ظهرت خلال تصريحات العديد من السياسيين الغربيين التي سنقتبس البعض منها:
- الرئيس الأميركي السابق نيكسون قال بشكل واضح مؤلف له حمل عنوان “الفرصة السانحة”: “إن الإسلام والغرب على تضاد، وإن المسلمين ينظرون إلى العالم على أنه يتألف من معسكرين لا يمكن الجمع بينهما، دار الإسلام ودار الحرب”.
- ويقول كيسنجر: “إن الجبهة الجديدة التي يتحتم على الغرب مواجهتها هي العالم العربي الإسلامي، باعتبار أن هذا العالم هو العدو الجديد للغرب”.
- أمين عام حلف الناتو السابق، ويلي كلايس، قال في التسعينيات: “لقد حان الوقت الذي يجب علينا أن نتخلى فيه عن خلافاتنا وخصوماتنا السابقة، وأن نواجه العدو الحقيقي لنا جميعاً وهو الإسلام”.
الغرب لم يضع هذه الاستراتيجية من الفراغ ولكن لأنه استشعر فعلاً بأن العالم الإسلامي يزداد قوة ووحدة ولكن خلال العقود القليلة الماضية بدأت بعض الدول في العالم الإسلامي باتباع الغرب بطريقة عمياء وانكشفت عمالة بعض حكومات وحكام دول للغرب بشكل واضح لايمكن إخفائه.
وجميعنا شهد هرولة بعض الحكام بالعالم الإسلامي وخاصة في بعض الدول الدول العربية إلى التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بما يخدم الغرب ومصالحه وحتى دون تقديم أية تنازلات للفلسطينيين، وهو دفع لحدوث حالة غريبة تنتاب العالم الإسلامي اليوم في جميع أقطاره.
وهنا لابدّ من الإشارة إلى موضوع الحج الذي يعد أهم عبادة إسلامية يجتمع فيها المسلمينب بصرف النظر عن اختلاف الألوان واللغات والمواطن، بحيث يشكل الحج النواة المركزية لوحدة الجماعة الإسلامية وتماسكها.
و يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم “جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس”، لكي نتدبر ونفهم أهمية الحج وأنه أساس وحدة المسلمين فبيت الله هو المركز الإسلامي إلى يوم القيامة وهو الاجتماع الديني العالمي للمسلمين، بحيث يظهر فيه قوتهم وكثرتهم ووحدتهم وتآلفهم.
وإذا أردنا السلامة والأمن لهذا العالم الإسلامي في حاضره ومستقبله فعلينا إدراك حقيقة أن سبيل تحقيق ذلك يكون عن طريق الوحدة والتكافل والتعاون ما بين المسلمين.
المصدر: قطر عاجل