870 مليون جائع بالعالم والمجتمع السعودي في مقدمة المجتمعات الأكثر استهلاكاً، وخصوصا في موسم الحج، فعندما يقترب عيد الأضحى ويبدأ موسم الأضاحي تظهر الإدارة السيئة للنظام السعودي في التحكم في الاسراف والهدر الذي يحصل في تلك الأيام.
مما يلي نعرض لكم تصريحات سعودية عن كمية الهدر والاسراف وسوء الإدارة السعودية الفاشلة في ذبح الأضاحي:
وزارة الحج السعودية: 80% من لحوم الأضاحي ترمى في القمامة ولا تصل للفقراء.
وكيل وزارة الزراعة: في المجتمع أنماط استهلاكية مبنية على التباهي والإسراف المخل.
أخصائية التغذية إيمان إسماعيل: أحذر من ارتفاع نسبة السمنة بسبب العادات الغذائية الخاطئة.
الخبير الاقتصادي فضل البوعينين: الفرد السعودي يستهلك من الطعام ما يفوق حاجته بكثير.
وكالات: ثقافة الادخار تساهم في تخفيض الأسعار 50% و3 ملايين طفل سعودي يعاني من السمنة
منظمات مجتمعية: الأعراس السعودية ساحة للتنافس بولائم “االأضاحي”.
في السعودية.. أطنان الذبائح والأضاحي ضاعت بين التباهي والإسراف
هناك أناسٌ يأكلون حتى التخمة وآخرون ينامون جياعاً، كم من موائد عامرةٍ زاخرة وأخرى خاوية، في الوقت الذي اجتاز فيه جياع العالم الـ 870 مليون جائع، يهدر يومياً 1.3 مليار طن من المواد الغذائية في العالم تلقى في حاويات القمامة وعلى قارعة الطرقات، نتيجة لسلوك وعادات وتقاليد خاطئة تُتبع في غياب واضح لحملات التوعية للحفاظ على هذه النعمة التي من الله علينا بها.
حاولنا تسليط الضوء من خلال تحقيق، على سوء الإدارة السعودية وما ينتج عنها من هدر كميات هائلة من الأطعمة المختلفة في المملكة وخصوصا في أيام الحج وعندما يأتي وقت ذبح الأضاحي.
عادات مادية
أجمع غالبية السعوديين أن العادات والتقاليد التي تحكم الأسر السعودية من ناحية الضيافة والكرم هي أحد الأسباب الرئيسة التي تساهم في هدر كميات الطعام. حيث أشار المهندس “عمر الغنام ” إلى أن العرب معروفون بكرم الضيافة الذي يأخذ أشكالاً متعددة للترحيب بالضيف فالولائم والذبائح والشراب أول ما يتم تقديمه وبكميات كبيرة، تُهدر نصفها أو أكثر بمجرد مغادرة الضيف وخصوصاً أن هناك أنواعاً من الأطعمة تتلف مع مرور الوقت.
وقالت المعلمة “بيان عبدالله” في تصريح لها لموقع DW: إن المائدة السعودية لابد أن تكون مليئة بكافة الأنواع والأصناف من الأطعمة، وأنا كربة أسرة لا أستطيع أن أقلل من كميات الطعام الذي أعده في العزائم لأنه يرتبط بالعادات والتقاليد التي تُربط دائماً بين زيادة الطعام والكرم.
اقرأ ايضا
هل تذهب لحوم الأضاحي للقمامة أم للفقراء
قال مصدر مطلع لقطرعاجل أن الحجاج سنويا يشهدون على هدر أطنان من لحوم الأضاحي بسبب سوء الإدارة السعودية وتحكمها المناسب وعدم فرض آلية تلائم خصوصية أضحية عيد الأضحى سبب أزمة غذائية لا مثيل لها. وحسب ما قاله شاهد عيان فإن تزايد أعداد الحجاج يعني تزايد الأضاحي وهذا يعني امتلاء سلات النفايات باللحوم وبقاء ملايين الفقراء بالجوع في الوقت الذي يدعي البعض أن في موسم الحج لا يبقى فقير جائع بسبب كثرة القرابين والأضاحي التي أمر الله بتقديمها لعباده المحتاجين في هذا اليوم.
هدر الطعام في السعودية لا يشمل الأضحية فقط
وفقاً للإحصاءات الأخيرة مازالت السعودية في مقدمة الدول الأكثر استهلاكاً للأغذية في المنطقة بنسبة 60% ويعتبر الخليج العربي من أكثر المناطق استهلاكاً بنسبة 3.1% سنوياً وهدراً للمواد الغذائية، مع توقع أن يصل معدل الاستهلاك إلى 49.1 مليون طن متري من المواد الغذائية، ويشكل الغذاء ما نسبته 35% من النفايات المنزلية، ونحو 13 مليون طن من المواد الغذائية وبقايا الأطعمة يتم التخلص منها في مكبات النفايات بالسعودية، فيما بلغت عدد الوجبات الغذائية التي تهدر بشكل يومي في المنطقة الشرقية لوحدها 4 ملايين وجبة غذائية، حسبما ذكر مدير العلاقات العامة والإعلام في جمعية “إطعام” خالد الخان لـ “سبق” تكون غالبيتها من قصور الأفراح والعزائم، والفنادق، وتعمل الجمعية على استقبال وفرز الطعام الزائد وتعبئته في الأوعية الخاصة بها ويتم توزيعه لأكثر من 5000 أسرة مستفيدة وإن الجمعية باشرت بفتح فرع لها في الرياض حيث تقدر كميات الوجبات التي تهدر 12 مليون وجبة. وسيتم خلال الثلاثة أشهر القادمة افتتاح فرع القطيف وضواحيها.
إسراف غير مبرر في غير موسم الحج
ومن جانبه أوضح وكيل وزارة الزراعة لشؤون الثروة السمكية المتحدث الرسمي “المهندس جابر بن محمد الشهري ” عن وجود أنماط استهلاكية في السعودية مبنية على التباهي والإسراف المخل، وتحديداً في الولائم والاحتفالات وغيرها من المناسبات الاجتماعية والدينية، وهذا الإسراف غير المبرر، له أضرار على المدى البعيد في زيادة الاستهلاك وانخفاض الادخار على المستوى الوطني وزيادة المخلفات ما يؤدي إلى زيادة التلوث البيئي بكافة أشكاله مما يزيد الأعباء على النظام السعودية لكي يتخلص من هذه النفايات، وصعوبة تغيير النمط السلوكي لدى السعوديين يعد من أهم العوامل التي تعرقل تحقيق أمن الغذاء، ويكلف المستهلك أعباء مالية ليس فقط في شرائه، بل أيضاً في التخلص منه.
ووفقاً لبعض الدراسات فإن الغذاء يشكل ما نسبته 35% من النفايات المنزلية وإن هناك أهمية قصوى لأن يتم رفع مستوى الوعي بين المنشآت وتجارة التجزئة والمستهلكين، فضلاً عن إيجاد السبل العلاجية للمحافظة على الأغذية المهملة، واتخاذ التدابير المثمرة لتقليل القدر الممكن من هدر الطعام.
وفي الختام، يعيش الفقراء في العالم العربي على أمل تحسين آلية تقسيم الغذاء في موسم الحج، الموسم الذي من المفترض أن يكون عونا للفقراء والمحتاجين وسندا لهم وعلاج مؤقت للوباء الذي ينهش أجسادهم، الفقر.
المصدر: قطرعاجل