يزور ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” اليونان في 26 يوليو/تموز الجاري، وذلك في أول زيارة له لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي منذ مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” في 2018.
ووفق وزارة الخارجية اليونانية فإن “بن سلمان” سيلتقي خلال زيارته في أثينا رئيس الوزراء اليوناني “كيرياكوس ميتسوتاكيس”، ومن المقرر أن يوقعا عددا من الاتفاقات الثنائية
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر دبلوماسي يوناني قوله إن الاتفاقات تتعلق بمجالات الطاقة والتعاون العسكري ومد كابل اتصالات بحري ضمن مجالات أخرى.
واتفقت اليونان والسعودية في مايو/ أيار على البنود الرئيسية لإقامة مشروع مشترك لمد كابل البيانات الذي سيربط أوروبا بآسيا.
وستقوم شركة (مينا هاب) بتطوير “ممر البيانات من الشرق إلى المتوسط” المملوك لكل من شركة الاتصالات السعودية وشركة “تي.تي.إس.إيه” اليونانية للاتصالات وتطبيقات الأقمار الصناعية.
وستكون للزيارة أهمية خاصة فيما يتعلق بالعلاقات السعودية التركية الآخذة في التحسن مؤخرا بعد زيارة “بن سلمان” لأنقرة وزيارة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” للسعودية.
ويرى مراقبون أن زيارة “بن سلمان” التي تتزامن مع توتر بين أثينا وأنقرة، بمثابة محاولة من ولي العهد لإرسال رسائل طمأنة لكل من اليونان وقبرص بأن المملكة ليس لديها نية لإزعاج البلدين في تحسن علاقتها مع أنقرة.
الدوافع السعودية للتقارب مع تركيا، قد يكون في مقدمتها الحصول على المسيرة التركية الشهيرة Bayraktar TB2، وعثراتها في اليمن، والتغيرات في السياسة الأمريكية، وأيضا فكرة تشكيل محور سني ضد إيران.
وفي المقابل فإن دوافع تركيا لإصلاح العلاقة مع السعودية تتمثل في السعي لتخفيف الأزمة المالية في تركيا، علاوة على ذلك يمكن للسلام مع السعوديين أن يخفف من مشاكل تركيا الإقليمية إلى حد ما. لأن أنقرة ستواجه عقبات في مختلف الدول العربية ما دامت تتشاجر مع الرياض. واجهت تركيا مثل هذا النفوذ السعودي عبر المنطقة، بما في ذلك مصر وليبيا والصومال والسودان وتونس.
من ناحية أخرى تريد تركيا تطبيع علاقاتها مع مصر وإسرائيل والدول الخليجية الثقيلة من أجل قلب التوازن في شرق البحر المتوسط لصالحها، وهو ما يجعل اليونان في حالة تأهب ضد فقدان أصدقائها العرب.
ويرى مراقبون أن اقدام “بن سلمان” على الذهاب لليونان بعد تركيا ، فإن يرسل رسالة عن عزمه على الحفاظ على علاقات الرياض بين الرياض وأثينا.
وقد فعلت مصر الشيء نفسه بعد إطلاق محادثات المصالحة مع تركيا العام الماضي، حيث أظهرت التزامها بعلاقاتها مع اليونان ومنتدى غاز شرق البحر المتوسط، وهو هيئة إقليمية لا تحظي تركيا بعضويتها.
وبحسب مراقبين من غير المرجح أن يتغير التوازن في شرق البحر المتوسط بسهولة لصالح تركيا على المدى القصير، حتى لو استمرت علاقات تركيا مع مصر وإسرائيل والخليج في التحسن.
المصدر: وكالات