إسرائيل و على مر الأعوام لم تتوقف عن استهداف المقاومة في كل لحظة سانحة وفي كل مكان معلوم وغير معلوم، إن كان بـ غارات جوية أو بحملات برية أو بكلام أو بتسييس و تأجيج دولي ولكن غلى متى …
أمس تردد في الإعلام خبر الغارات الجوية الإسرائيلية الجديدة على غزة وليست هذه الغارة سوى حلقة أخرى من مسلسل الغارات الإسرائيلية الغادر، المسلسل الذي لا نهاية له إلا بنهاية مخرجه (الكيان الصهيوني) موتاً برشاشات المقاومة أو موتاً سريرياً على الفراش بلا حراك كما هو حال المجرم السفاح أرييل شارون.
لطالما استهدف غارات العدو الإسرائلي أبطال المقاومة الذين صالوا و جالوا في ساحات الوغى و أرعبوا الكيان الصهيوني و بأقوالهم و أفعالهم فكان الغدر الصهيوني هو السلاح الوحيد الذي يبعث على الطمأنينة في نفوس الصهاينة فيبعثون بطائراتهم تحت جنح الظلام لتدمر مقراً أو مبنىً أو مركز تجاري بلا تخطيط ولا تنظيم وذلك بحجة تهديد أمنها القومي يسقط العديد من الشهداء والجرحى وما أكثر الأطفال بينهم جراء هذه الإعتدائات الدنيئة.
مساء أمس كرر العدوان الصهيوني غاراته الجوية على قطاع غزة المحاصر منذ 15 عاماً مستهدفاً أحد أعلام حركة الجهاد الإسلامي المقاومة وقائدها في قطاع غزة المجاهد الشهيد تيسير الجعبري وقد ارتقى مع الشهيد الجعبري 15 شهيداً من بينهم أطفال بعمر ال 5 سنوات، كما أسفرت الغارة أيضاً عن 80 جريحاً استنفرت من أجلهم مشافي القطاع كاملةً كما أفادت المصادر الفلسطينية.
في كل مرة يبرر الكيان الصهيوني عدوانه و غاراته على غزة بأنها من أجل صد التهديدات الأمنية التي تهدد وجودهم متحصنين بأحدث الأسلحة و أقواها وبترسانة نووية من أكبر الترسانات في العالم ناهيك عن القبة الحديدية التي تعترض الصواريخ صغيرةً كانت أم كبيرة.
نعم المقاومة بحجارتها تهدد وجود اسرائيل و تدب الرعب في قلوب الصهاينة بصدورها العارية ولكن السلاح النووي الإسرائيلي والغارات الجوية الغادر التي تقتل العشرات في كل مرة لا تهدد وجود أحد و إنما هي للدفاع عن النفس ضد الحجارة والصواريخ محلية الصنع يال العجب…
ولكن ما من حادثة تحدث من دول أن تكون لها حكمة في أسفار الزمان فإن الله ينصر من ينصره و يقوي عبادة على ضعفهم و يمدهم من حيث لا يعلمون. فيي القرآن الكريم جاء : من بعد بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ ﴾
صدق الله العظيم
وشعبنا في فلسطين الأبية شعب مؤمن مقاوم جعل الله له النصر على ضعفه و الهيبة التي يدب بها الرعب في قلوب قتلة الأنبياء وهو عاري الصدر على الرغم من تسلحم بأحدث ما صنع من آلات الدمار والقتل.
مواقف عربية من الغارات الجوية
ولكن المشهد لا ينتهي هنا و إنما يمتد ليشمل ساحات السياسة العربية والدولية فبعد كل غارة يشنها العدو الصهيوني على غزة ويسقط ضحيتها العشرات من أبناء شعبنا الفلسطيني تتباين المواقف فنرى من يشاهد بصمت من الدول المطبعة مثل الإمارت أو من يسعون إلى التطبيع بحفاوة كــ السعوديين و ولي المنشار بن سلمان التي لا تجرؤ حتى على الكلام فلا تدين و لا تصرح و لا تقول بشيئ.
و هناك من الدول من تنوئ مثل القطط على ماحدث فتبدأ تحركات دبلوماسية للتهدئة من أجل الحفاظ على رضا الإسرائيليين فها هي مصر ترسل وفداً إلى تل أبيب وتجري اتصالات مكثفة من أجل الحفاظ على التهدئة بين الطرفين، طبعاً لا يسعنا هنا أن نسأل عن الدبلوماسية المصرية لماذا تتوجه إلى تل أبيب وليس إلى غزة لعل الإجابة على هذا السؤال واضحة ك وضوح الشمس في كبد السماء.
جدير بنا هنا أن نذكر أن القيادة الصهيونية و بعد الغارة التي سقط فيها قائد حركة الجهاد الإسلامي ليلة أمس وبعد وساطات المطبعين العرب من أمثال مصر، قررت أن هذه العملية مستمرة من أجل استهداف أذرع المقاومة العسكرية، فالكلمة هنا لإسرائيل لا لوساطة مصر ولا لتطبيع السعودية و الإمارات، فهم وإن كانوا مسلمين فلا حق لهم بالدفاع عن أبناء شعبهم و لا إخوانهم في الدين وإنما كل شيئ بقرار.
أما وزارة الخارجية القطرية فاستنكرت بشدة هذا الهجوم الغادر في بيان لها ردا على الغارات الجوية التي يشنها النظام الإسرائيلي على قطاع غزة والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى. وقالت وزارة الخارجية القطرية: “إننا نؤكد على أهمية تحرك المجتمع الدولي الفوري لوقف اعتداءات الاحتلال المستمرة على المدنيين”. كما أكدت وزارة الخارجية القطرية موقفها الثابت في دعم قضية فلسطين والحقوق المشروعة لشعب هذا البلد.
أما ما تبقى من الدول العربية التي قد تكون التالية في قافلة التطبيع العربي (والعلم عند الله و الأميركان) فتندد و تستنكر ولكن ما الفائدة؟؟
ويبقى أمل الحرية و المقاومة في حجارة أبناء فلسطين الأبية التي تسابق الرصاص و الزمان فتخط تاريخاً نضالياً في سماء القبة الذهبية و وتنحنى مع نغمات الأذان و دعوات الجهاد فتصيح الله أكبر الله أكبر … وصدورهم العارية التي ينبت منها الزيتون والليمون و تفوح روائح المسك و العنبر